الفصل الخامس والعشرون

40.3K 1.2K 125
                                    


توقفت متشبثة باطراف الرخام البارد بعدما رفضت وقوف احد معها
رمشت تنظر له من خلف الزجاج..
جسده ممدد دون حراك..الاجهزة متصلة به من كل جانب ..
مشهد موجع علي الاقل بالنسبة لها
ابتلعت ريقها بصمت ناظرة لتلك الانابيب التي دخلت من فمه لتساعده علي التنفس لتتذكر وجه عطيات.. اجمل وجه في حياتها.. وجه الحنان والعطاء
رمشت مجدداً برعشة متذكرة شحوبه وكفها الهامد وكم كانت تقبله وتنام فوقه بعدما تقفز داخل المشفي اختلاسا إلي أن يتم ظبطها صباحا لتخرج وسط سباب وزعيق من الممرضات
- عشان خاطري خليني ابات معاها.. ابوس ايدك
تذكرت نحيبها للممرضة وصاحبة الامن لتنفي بأسف
- معلش مقدرش.. لو بيتك معاها غيرك هيقول اشمعني..
- بس مامتي وحيدة ولازم ابقي جمبها
- الكلام دا في المستشفيات الخاصة.. انت هنا اقامة وعلاج ببلاش مش فندق هو.. اتفضلي بعد اذنك متحطنيش في موقف صعب

سالت دموعها ناظرة لصدرة وما تم لصقه فوقه من اسلاك واشياء لا تفهما لكنها تعرفها.. وكم رأتها فوق جسد والدتها
- للاسف والدتك عندما سرطان
رنت الجملة في اذنها وسالت دموعها برعشة لتتوسله بأن يكون قد كذب

- انتِ بتعملي ايه هنا؟
انتبهت علي النبرة والتفت لزيان ونظراتها العدائية لتتراجع بترنح من دفعتها لكتفها
- كل حاجة حصلت بسببك.. انا اخويا بيموت بسببك وبسبب اخوكي.. جاية ليه ؟!
لم تجيب ناظرة لها دون روح وصرخت زيان بغل
- اخوكي بتاع العصابات قتله.. قتله بسببك لانك كنتِ صايعة معاه
- متردي ساكتة ليه..
- لسه عاملة مريضة؟!
- يلا اتكلمي ما اللي بتمثلي عشان يفضل جمبك ويسبني مرمي بيموت جوا..
رمشت علي حديثها وتابعت الاخري جملها النارية بكل حقد العالم ومن داخلها متأكدة أن لولا معرفتهم بها وبأخيها لكان إياس معها
- انطقي
زعقت بها دافعة جسدها ولم تتمالك جمان نفسها لتسقط ارضا بضعف ناظرة لها بصمت فقط دمعة سالت فوق وجنتها
وانحنت زيان قابضة فوق خصلاتها بعصبية
- اخوكي بيجبني من شعري كده.. شعري اللي ياما إياس مشطهولي
ابتلعت جمان ريقها ناظرة لها دون ألم حتي من جذب خصلاتها ورجت زيان رأسها صارخة بعصبية
- جياله ليه وعاوزة مننا ايه تاني..
مش دا اللي طعنتيه وكنت هتقتليه..
مش دا اللي ياما ورطيه..
نسيتي انك نصبتي عليا وضحكتي عليا ازاي ..
*******************

تنهدت جالسة فوق الفراش بشرود وقد خرجت والدته للتو
- ليه عملتِ اجده يا بتي.. دا لسه ربنا هاديه وراجع لمراته وبته
رنت جملتها في عقلها وتغضنت ملامحها بدموع وكم كانت تريد الصراخ بان تلك المدعوه زوجته كانت ستقتلها دون شفقة او رحمة
رمشت بألم وحقا نادمة انها تحملت وقتما حرقتها ولم تخبر احد انها قصدت حرقها واذيتها
رفعت نظراتها للفراغ وسالت دموعها تشعر بضيق الجميع منها ويكفي حديث والدته الباكية ونظرات عمه الغاضبة
مسحت فوق خصلاتها خائفة من ان ينتهي اجتماعه مع عمه بحكم طلاقها
- اهلا بالعجربة..
انتفضت بفزع علي الصوت ونهضت بذعر ناظرة لدخول صفية
- كنت عارفة انك *** من اول يوم شفتك فيه..
من عينك البجحة ديه عرفت انك فاجرة وخطافة رجالة
ابتلعت تولين ريقها مشيرة بإرتجاف نحو الباب
- اطلعي بره..
ضحكت صفية بسخرية وهتفت تولين بها
- بقولك اطلعي بره.. واياك تقربي مني تاني.. احمدي ربنا اني مودتكيش في ستين داهية
برقت عينيها بشر وزادت من قربها خطوة
- علي اساس انه حوج فيكي.. ما انتي روحتيله اهه ياهاملة .. ايه فاكراني هعديهالك؟!
اقتربت تولين بشراسة وحقد العالم داخلها مما نالته
- شوفي تقدري تعملي ايه واعمليه.. انا مبخافش وفي النهاية انا خدت جوزك منك.. عثمان اتجوزني عليكي يا صفية!
تسارع تنفسها واقتربت ساخطة تريد ضربها
- والله لاوريك يا خدامة يا *** والعلجة اللي كلتيها من النسوان هتاكلي *** منها
صرخت تولين دافعة جسدها بقوة
- بعدي عنها
تصلبت صفية من صوته الهادر وتركت خصلاتها مشاهدة ركض تولين نحوه حتي توقفت خلفه ناظرة لها بشماتة!
- علجة ايه دي بجي؟!
ابتلعت ريقها بصدمة من سماعه بالامر
وابتسمت تولين بشماتة ناظرة لها من خلفه لتتسع عينيها من خبثها
- وانت سمعت بجي عن العلجة ومسمعتش شماتتها فيا.. بصلها اجده
وفورا تحولت ملامح تولين من الشماتة للبكاء
ولكنه لم ينظر خلفه متقدما منها بغضب مكبوت
- العلجة اللي اديتهالها.. انا مش هعديهالك وهتدفعي ثمنها غالي.. غالي جوي يا صفية
نظرت له بدموع تتنفس بقوة وسخط فيما اشار بحزم نحو الباب
- ودلوجت اخرجي.. ورجلك متعتبش من باب الاوضة.. إلا والله اكسرهالك وانتِ عارفاني زين
ابتلعت صفية ريقها خارجة من الغرفة وخفق قلب تولين بقلق من تهديه وطريقته ولم تشعر إلا بإلتفاته نحوها ناظرا لعينيها بهدوء
- غلطي لما جولتيلها انك خدتي جوزها منها.. لاني مبتاخدش ياست تولين
اتسعت عينيها بصدمة من سماعه لها ايضا
وعلي الاغلب هو حضر منذ وقت!!
***************

خيوط عشقكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن