الفصل الثلاثون

41.4K 1.3K 110
                                    

لمعت عينيه ناظراً لتلك الزجاجة واخيراً اقترب منها!!
تنهد ناظراً لجهازه المحمول حيث صورتها ليبتلع ريقه بقوة مُتأملاً عينيها الزرقاء
- وحشتني يا ميان
همس محدثاً الصورة وابتسم مدندن بسعادة مُطلقة وفقط ايام بالكثير وتصبح معه ..
تصبح له!..
اغمض عينيه يحاول تخيلها بتلك الاوضاع المُخلة معه ولا يعلم لما يتخيلها بتلك الجراءة رغم ان سذاجة الكون بها ..
طفلته..
نفي ضاحكاً بقوة ولم تصبح مجرد طفلة..
لقد اصبحت اجمل امرأة في العالم..
تنفس بقوة ونهض ذاهباً لغرفته المليئة بصور ذات لقطات يتم التقاطها لها يومياً
ارتمي فوق الفراش ناظراً للجدران بهيام حتي اغمض عينيه سابحاً في خياله الخاص!!
*******************

تمسك بالقميص عليها وقلبه يطرق بقوة بينما هي كانت شبه خارج نطاق الوعي!
- الحقني ..
- بحبك يا جمان
همست مُستنجدة كما رنت في نفس اللحظة همسة رينا داخل اذنيها
نفت مُرتجفة تشعر بلمساتها وكأنها حاضر يحدث !
- جمان !!
هتف موسي مذعوراً من حالتها
وشهقت بإستنجاد مُختنق ومحاولات الطبيب شرف تأتي واحدة تلو الآخرى وبسمته الخبيثة لا تغيب!
- متخافيش يلا اقلعي بس
نفت شاعرة بفتحه لملابسها وحتي نظراته الدنيئة قبل أن يمسح جبهته من التعرق خالعا معطفه الابيض لتأتي فجأة هيئة رسلان وصوته المقزز
- محبتش غيرك!
- انتِ ليا.. ارضي بالامر الواقع بقي
- شفتي عرفت اجيبك لحد عندي وبرجليكِ ازاي!
اغمضت عينيها شاعرة بإحتضان قوي وكان موسي حقاً يحاول التحكم بنفضتها المرعبة وقد شحب وجهها تماماً
- جمااان
وصلتها صرخته ضعيفة بينما صوت الخادمة يرن
- في واحدة بتقول انها مامتك.. قالتلي اقولك يا سيلا وانتِ هتفهمي
نفت بأنين متذكرة وجه فاروق
- للاسف مامتك عندها سرطان .. محتاجين عملية كبيرة في النخاع الشوكي والا هتموت
- ماما..
همست دون وعي واقترب يمان بإهتزاز قلبه يضرب كالمطرقة مشاهدا نزول موسي بها ارضاًً
- تولين!..
عادت هامسة بضياع تحاول التمسك بها في خيالها !
- هاتو مية..
هتف موسي بقلق ناظرا لازرقاق شفتيها وشحوبها المخيف بين يديه ومالت برأسها نحو صدره عينيها مواربة قليلا دون حياه..
العرق يسيل بغزازة فوق رقبتها وجانب وجهها.. بينما اطرافها كالجليد!!
- للاسف المتبرع مشي.. هاتي الفلوس وهنشوف غيره
- عشان تديني مبلغ يا تميم عاوز ايه ..
- يبقي هصاحبك..
- مشان الله اعطيني المصاري وانا رح ردلك اياهم بوعدك
- اتحرك.. هات مية.. اطلب الاسعاف
هتف موسي به وظل يمان متصلباً دون شعور
ورغم ان كل ما مر هو مجرد ثوان إلا أنه يشعر وكأن الوقت توقف بالجميع
رفع بصره للخادمة التي حضرت ركضا بكوب الماء، تناوله بخوف يحاول معها لشرب برجاء مذعور ولا يعلم كيف يراها ميان..
- جمان اتنفسي واهدي.. حاولي تشربي.. جمان سمعاني
مالت رأسها فوق ذراعه بضياع وابتلع ريقه ساكب الكوب فوق كفه قبل أن يُلقيه ارضا بينما ذراعه الايسر محيط بجسدها المنتفض وسؤاله وحشياً متوعداً
- مين موجود في البيت.. مين عمل فيها كده!
ابتلعت الخادمة ريقها برعشة نافية
- مفيش حد هنا.. هي بس وجت فجأة.. مصطفي بيه والست بيان والاستاذ رسلان في الشركة من الصبح
جز فوق ضروسه لا يعلم ما بها ونظراته تجري فوق وجهها الباهت وجسدها المتعرق
- هاتلها هدوم بسرعة.. لازم مستشفي
اومأت بخوف راكضة لاعلي لتجلب لها ملابس بينما كانت هي في عالم اخر تري وجه تميم الدامي وتوعده لها بعدما ضربته بالزجاجة عندما حاول اغتصابها
- مش هسيبك يا سيلا.. هوصلك.. مش انا اللي يتنصب عليا
ابتلعت ريقها تري وجه فريد واضحاً بعدما طعنته بذعر
وكان موسي ينفي بقلق يشعر بالعجز عن التصرف وتهدأتها
- جمان اهدي ..
صرخ بها يخشي توقف قلبها وقد اصبح يشعر بنبضاتها من خلال ظهرها
الي أن جذبها بقوة لصدره مائلا فوق اذنها
- رينا ماتت متخافيش.. انتِ في امان دلوقتي.. الدكتور اتسجن والتاني مات.. انتِ كويسة دلوقتي محدش يقدر يلمسك.. محدش يقدر يعملك حاجة.. احنا هنا.. انتِ كويسة يا جمان
كان حديثه يتتالي داخل اذنها بهمس قوي وصلها واضحاً تحت صدمة يمان مما يسمعه
- انتِ كويسة.. إياس موجود.. ميان دلوقتي بقت معاكِ.. وانا.. انا موجود محدش يقدر يأذيكِ صدقيني .. محدش يقدر يلمسك تاني
ابتلع ريقه بقوة وعينيه تشفق عليها بينما عقله يسترجع بكاء ميان له وهي تقص له دفاعها عنها وقت الطفولة لتتلقي وحدها كل الاذي الجسدي والنفسي
اقترب يمان قلبه يخفق بقوة وانحني جالساً دون شعور فوق ركبتيه حتي اصبح جسدها ممددا بينه وبين موسي الذي مازال يتحدث إليها ماسحاً فوق جبهتها وخصلاتها
- يمان انا مش بحب رينا
رمش متذكرا همسها الطفولي له بينما صوت موسي لها يصل واضحاً
- رينا ماتت.. محدش يقدر يلمسك..
قضب جبينه بصداع قوي
- انا بخاف اروح المدرسة دي.. مش عاوزة اروح قول لبابي يا يمان
ابتلع ريقه بقوة يتذكر حديثها الذي ظنه الجميع دلالاً
بينما رمشت جمان شاعرة بقوة الضغط فوق جسدها وحديث موسي يصل لعقلها بقوة وكأنه آلة ميكانيكية تشيد الاسوار المتينة من حولها
- محدش يقدر يلمسك.. محدش هيأذيكي
رمشت ناظرة بإهتزاز لوجهه وخفق قلبه بقوة يشعر أن نظراتها بدأت بالانتباه وكأن الحياه قد دبت فيها!!
****************

خيوط عشقكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن