إبتلعت ريقها بتشوش تشعر انها حقاً لم تسمع
بل وتريد مناداته لتسأله عما نطق به !
اغمضت عينيها بإحساس غريب.. تشعر وكأن دورتها الدموية قد هبطت فجأة !
- يوســـ..
قطعت همستها من تردد نبرته التي ظهرت واضحة الان..
واضحة.. مؤلمة.. بل ناحرة ..
- انتِ طالق ... انتِ طالق ..
رمشت بدوار نافية برأسها في حركة تكاد تكون منعدمة وحاولت التحرك بإهتزاز لا تستوعب انه نطقها
قطبت جبينها وعقلها يسأل ببلاهة إن كان طلقها حقاً ..
هل خسرته!
خسرت يوسف!..
تضاعفت الخفقات بألم .. تشوشت الرؤية بالدموع.. وارتجفت الشفاه ببرودة كالتي نالت من اطرافها لتعود نافية ببسمة قبل أن تبكي بألم ورجفة من تردد صوته!
- انتِ طالق
شهقت بخفوت مُرتعش وضغطت السيراميك البارد جانبها لتنهض
ونهضت ببطء ناظرة لتأرجح الارض الخضراء جانبها والباب الفخم خلفها ونجحت مُعتدلة حتي توقفت في مواجهة الباب بدموع ونهيج
ولم تشعر بشئ إلا بميل جسدها للخلف !
والخلف ما كان ارض ..
الخلف.. كان مسبح كبير !!
وكان هو في الاعلي يضرب اول ما قابله وما كان غير المقعد
توقف بلهاثٍ ليحيط رأسه بقوة يتألم بشدة ولا يصدق أنها خرجت منه
لا يستوعب انه طلقها حقاً ..
ابتلع ريقه بقوة جالساً بثلقه فوق حافة الفراش لتمتلأ عيناه بالدموع لا يستطيع التخلي عنها .. لا يستطيع العيش دون أن تكون له !
وفي الاسفل عافرت لحظة قبل أن تعتدل برعشة ناظرة حولها لتضرب المياه بقوة وبكاء هستيري كما ضربت رأسها بصراخ مكتوم
شهقت بعنف ناظرة للمياه ببكاء حار وتحركت حتي صعدت من المسبح برجفة تشعر انها داخل كابوس ولكن متي ستفيق منه وقد نفذت طاقتها كاملة
دلفت للبيت مُرتعشة وصعدت الدرجات سريعاً حتي دخلت للغرفة متحسسة ذراعيها وتصلبت ..
تصلبت من رؤيته وكان هو جالساً بشرود حتي إلتفت علي دخولها ليفاجئ بها مبللة من رأسها لقدميها
قطب جبينه ناهضاً وابتلعت ريقها هاربة من نظراته بألم
- ايه دا؟!.. انتِ نزلتِ المية تحت !
رمشت تحاول كبت دموعها واتسعت عيناه مقترباً منها بتساؤل مصدوم
- انتِ وقعتي في المسبح ؟!
سالت دموعها وتخطته راكضة برعشة لتغلق باب الحمام عليها غارقة في نوبة بكائها تحت ابتلاعه القوي لريقه وذلك الألم الذي نال من صدره وقلبه عليها
*******************- براحة عليه
قالها ايهم ممدداً جسده حتي استلقي بينما كانت هي متوقفة تتابع ما يحدث ببكاء وذعر ولم يرأف بها أحداً ويُطمئنها عما حدث
- احطلك مخدة كمان ؟ّ!
نظر له بضيق ولم يُجيب فِيما هتف أيهم بعصبية
- متبصليش كده.. كنت عاوزني اعمل ايه يعني وانا شايفك بتتهور وهتضع الدنيا
اعتدل منُزلاً قدميه برغم دوار رأسه وهتاف أيهم عليه لكنه تجاهل كل شئ حتي جلس ناظراً له بحنق
- وانت فاكر بقي انك كده منعتني عنهم ؟!
نظر له ببرود
- لو عاوز امنعك همنعك وانت عارف كده كويس.. بس انا مش همنعك انا هقنعك ودا لسبب وهو ان الموضوع حساس ويخص اختك
نظر له يمان ومالت شفتيه بسخرية ومتي كان ايهم صاحب الاقناع والمناقشاتاو التعقل!!
- انا عاوزة اروح
همست بتعب شديد وقد نال ارهاق جسدها وعقلها منها ويكفي انها تبكي منذ اكثر من ساعة
- انتِ تخرسي خالص
قطبت جبينها وخفق قلبها عندما نهض مقتربا منها ببطء كأسد سينقض علي فريسته فجأة
- والله لدفعك تمن كل كلمة قلتيها.. زي ما هدفعك تمن كل خطوة مشتيها له وكل دقيقة اعدتيها معاه
ابتلعت ريقها ناظرة لوجهه وانتفضت بذعر مقتربة منه كرد فعل مرتعب من نبح الكلاب!
امسكها عندما اصطدمت به برعشة ناظرة للخلف حيث الصوت وكانو ينبحو كترحيب من رؤيتهم له!!
- السلام عليكم
قالها ضرغام وابتعدت مجددا عن يمان مستمرة بالنظر لذلك الرجل الانيق وبرغم كبر سنة الا انه رياضي كالشباب!
- الله.. مش تقولوا ان عندنا ضيوف.. ازيك يا زيان؟
خفق قلبها برعشة لا تعرف سببها ورغم وسامته واناقته الا ان شراسته واضحة بدرجة مخيفة
نظرت نحو يمان الساخر من رعشتها وعادت للرجل الذي توقف امامها محييا بلباقة
- الف مبروك
نظرت ليده المنبسطة ومدت كفها برجفة حتي بادلته السلام بحيرة
- انا ضرغام.. زي والد يمان وانا اللي مربيه
- هاي
همست بها بإرتباك وتخطاها بهدوء
- اتفضلي اعدي.. واقفة ليه
رمشت ناظرة له وهو يحتضن يمان ليجذبه معه حتي جلسا
- عامل ايه دلوقت ؟
سأله وذهبت نظرات يمان حيث اخيه والان علم ما كان يقصده بالاقناع!
وبعد عدة دقائق من النقاش كان ضرغام قد أمر بإصال زيان لمنزلها بينما يمان كان يختنق من هذا النقاش حتي هتف بعصبية
- بقولك نام مع اختي.. ايه اعمل نفسي معرفتش ومسمعتش يعني
ظل ضرغام علي هدوئه واضعا قدم فوق اخري يرتشف من قهوته بين حين وآخر
- طيب قولي انت عاوز ايه؟!
- هقتله
اومأ موافقا ليسأل بإهتمام
- وهتقتل اختك؟
رمش بإهتزاز ناظرا له واقترب ضرغام ناظرا بحدة داخل عينيه
- مفيش مجال للعواطف.. هتقتله يبقي هتقتل اختك لانها غلطت.. هو مغتصبهاش.. هو كان ماشي معاها.. اعتقد عارف الفرق
اشتدت قبضته وتسارعت وتيرة انفاسه بحدة وغضب تحت متابعة ضرغام
- حلو.. يعني مش هيهونلك فيها.. نتكلم بعقل بقي
كانو مع بعض وبعدين اتجوزها ومحدش يعرف حاجة عن اللي حصل.. فين مشكلتك.. هي مكانتش في بيتك وخرجت تقابله هي كانت ضايعة والمفروض انها فاقدة الذاكرة. يعني ليها ظروفها اهه
هريحك بقي واوريك الموضوع من الناحية اللي انت عاوزها..
لم يجيب وبدأ ضرغام يصور له المشهد دون حديث من ايا منهم
- رحت وقتلته وخلصت من غضبك..
ياتري ليه اخوات ياخده حقه
لا الحمدلله
طيب ليه ولاد عم
اه
وولاد عمه مش اي ناس.. لا دول الناس اللي ماسكين اهم مشاريع في البلد.. الناس اللي وراهم سلطة وقانون زي اللي معاك..
انتقموا وخدو حقه ياتري اخواتك هيسكتو؟!
نظر له بصمت كما هو فيما همس ضرغام بشر
- هتبقي مجزرة..
ضيفلي كمان سلطة النحاسي واللي اكيد مش هيسكتلك لو لمست بنته..
ولو حد لمس منك شعره هنسفه وانتِ عارف ..
ها.. دا اللي انت عاوزه!
**********************
أنت تقرأ
خيوط عشقك
Romanceالجزء الثالث من سلسلة للعشق سلطة آخرى الجزء الاول (كيف عشقت) الجزء الثاني (وميض العشق)