الفصل السابع والاربعون

41.9K 1.3K 141
                                    


- ايه دا انت لسه هنا؟!
سألت الفتاة بإستغراب من رؤيتها وكانت زيان مارة في هبوط للاسفل..
تريد استنشاق الهواء وقد فاض بها..
تريد التنفس والبكاء رغم امتناع دموعها عن النزول..
- هو اخوكي لسه تعبان؟! 
قضبت جبينها تحاول تذكرها واتسعت عينيها مبتسمة وتلك كانت ابنة السيدة التي نصحتها بقراءة القرآن
- لا إياس..  قصدي اخويا يعني بقي كويس
انتهت همسها ناظرة حولها في بحث عن المرأة لتعود متسائلة بلهفة وأمل في ايجادها
- هي طنط مامتك فين؟! 
ابتسمت الفتاة
- روحت من نص ساعة..  سبحان الله لسه سألاني عليكي امبارح والله
رمشت بنبضات زادت واحدة وها هو يوجد من يسأل عليها ويهتم لامرها
- سألت قالت ايه؟! 
نظرت لها الفتاة بحنان ورغم أن فرق العمر بينهما مايقرب السبع سنوات او العشر علي الاكثر إلا أنها تشعر وكأنها مازالت طفلة صغيرة!
- سألتني يا تري البنت الجميلة ام شعر طويل اللي كان اخوها تعبان عاملة ايه..  وبعدين افتكرت اسمك وقالتلي اه كان اسمها زَينة او زِِينة  قلتلها زيان
رمشت بحدقات لمعت من الدموع المكبوتة واقتربت حسناء ماسحة فوق كتفها بحنان
- طيب انتِ مع مين هنا مدام اخوكي خف؟! 
ابتلعت ريقها بصعوبة هامسة
- جوزي
- ماله ياحببتي؟! 
- مش عارفة.. هو سخن اوي من يومين وطلبت الاسعاف ولما جه هنا مصحيش الا النهاردة
- لا الف سلامة عليه..  انا مكنتش اعرف انك هنا..  طب انتِ عاملة ايه؟
رمشت بصمت شارد واومأت متمتمة بتنهيدة متعبة
- كويسة..  ميرسي
- العفو يا حببتي..  وانا هنا موجودة انتِ عارفة العلاج بقي فلو فضلتي لبليل واحتاجتي حاجة قوليلي متتردديش
اومأت موافقة وابتعدت بهدوء وتردد وكم هي بحاجة للحديث..  لأخذ النصيحة حتي!
ابتلعت ريقها وعادت متوقفة لتنظر لها من بعيد جالسة تقرأ في مصحفها الصغير ولا تعلم كيف تقدمت خطواتها حتي توقفت امامها بإهتزاز مرتبك
- ينفع اعد معاكي شوية؟
انهت حسناء الآية واغلقته ناظرة لها بابتسامة رائقة بينما كفها يمسح فوق المقعد جانبها
- طبعا ياحببتي اتفضلي
جلست زيان تفرك اصابعها ونظرت للزجاج خلفها لتسأل محاولة فتح حديث
- هي بنتك لسه بتتعالج؟
اومأت حسناء شاكرة علي قضاء الله
- الحمدلله..  بس بإذن الله في تحسن
زمت زيان شفتيها وهمست بحرج
- هو الدكتور قال انها هتخف
- لا قال الحالة متأخرة جدا
بس ربنا قالي انها هتخف..  مفيش مستحيل عليه وانا واثقة انه هيوقف جمبي
ظلت ناظرة لها بإستغراب وشئ من الانبهار والغريب انها بالغعل كانت واثقة كل الثقة بشفاء ابنتها وكأن لديها مجرد دور برد وليس ذلك المرض اللعين
- قوليلي بقي عاوزة تسألي علي ايه؟
نظرت لها بصدمة من سؤالها ونفت بإرتباك فاركة اصابعها
- لا مفيش.. انا قلت اعد يعني بس شوية.
- امممم طيب انا قلت نتكلم في حاجة يعني ونتسلي
ابتلعت زيان ريقها وقررت سؤالها بأكثر طريقة مكشوفة!
- في واحدة صاحبتي عندها مشكلة بس مش عارفة اقولك وتساعديني..  قصدي يعني تساعديها لما اقولها علي رأيك ولا اعمل ايه
ابتسمت لها حسناء وكم تحب تلك الفتاة البريئة حقًا
- قولي طيب ولو عجبك رأئي قوليلها..  لو كنتي سمعتي الرأي دا قبل كده قوليلي ونشوف حل تاني
نفت زيان بمرارة هامسة
- لا هي مسمعتش لان معندهاش حد تحكيله
- طب قولي يلا..  ربنا يجعلنا سبب في مساعدتها
تنهدت بقوة رامشة بتوتر حتي سألتها بتردد شديد
- بس طبعا مش هتقوليلي انها مش محترمة وكده لانها كويسة والله بس..
قاطعتها حسناء متفهمة تضارب افكارها
- مش هقولك غير الحل وبعدين مين قال انها مش محترمة حتي لو غلطت.. ما كلنا بنغلط احنا مش ملايكة
نظرت لها زيان بأمل علي فهمها وقررت استشارتها بحماس ويكفي انها لن تراها كخائنة.
*********************

خيوط عشقكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن