الفصل التاسع والعشرون

42.2K 1.2K 245
                                    


دلف للغرفة دون طرق
والتفت نحو الباب بضعف لتتصلب من رؤيته!
انسان مخيف.. بل..
بل شيطان مرعب!
ابتلعت ريقها برعشة محاولة الاعتدال في الفراش
واقترب هو ببطء ناظراً داخل عينيها المهتزة بينما عيناه تشتعل!
تصلها ذبذبات غضبه!

- ابقي افتكر في القبر
انك نزلته عشان لعبت مع يمان النحاسي..

تذكرت همسه الشيطاني للرجل قبل يقوم بشنقه بحزامه!
وكان هو يتذكر ايضا ولكن هيئتها في الفراش..
يتذكر صوت الاغاني الايطالية!

- متقربش مني..
همست مرتعبة ومالت رأسه قليلاً للجانب وكأنه يستوعب ما قالته بينما خطواته لا تتوقف عن اقترابها البطيء وكأنه يتربص لها!
- انا..
همست مرتجفة واكمل لها ولكن بطريقته
- انتِ هتقومي معايا دلوقت علي البيت..
نفت مذعورة بوهن تملك من جسدها وعقلها
- اتحركي
همس امرا بخفوت ونفت بدموع ملأت عينيها تعلم أنه سيقتلها..
حقاً سيقتلها..

- موسي!..
همست بإستنجاد من رؤيتها له وقد دخل من الباب للاطمئنان عليها
- ازيك يا زيان؟
سألها بهدوء رغم غضبه المكبوت من تصرفاتها وما فعلته
وابتلعت ريقها ناظرة لوجه يمان الموجه نحوها بلا روح!
- قلت اتحركي
رددها بنبرة حازمة وسقطت دموعها ناظرة لوجهه برعشة
- تتحرك فين!
اغمض يمان عينيه لثوان من صوت موسي وكم يحبذ اي عراك الان
عله يهدأ!!..
عل غضبه يتوقف!!..
*********************

صعد يوسف وصعدت ميان خلفه تريد الاطمئنان عليها الي أن تأتِ روسيل من عند الطبيب وايضاً لتراه
تعلم أنه مرهق بشدة ولم يتذوق طعماً للنوم منذ ساعات
اوبالاحري منذ وصولهم لمصر
- عاوز اطلب منك حاجة يا ميان
نظرت له بحيرة وتنهد متحدثاً بهدوء وعقل شارد
- روسيل بترتاح معاكِ .. حاولي تقربي منها الفترة دي
نظرت له بقلق وطمئنها سريعاً
- متخافيش هي كويسة .. بس هي ساعات بتتخنق ومش بتحتاج حد غيرك عشان كده بقولك
ابتلعت ريقها واومأت بصمت تحت بسمته الهادئة لها
وعلي بُعد عدة طوابق كان يمان يهتف بها
- قومي يلا
صرخ عليها واغمضت عينيها بشهقة من صوته
- زيان مش هتتحرك من هنا
تحدث ببرود وابتسم يمان بسخرية ناظراً لعينيها الباكية بتوسل صامت
حتي تحركت بذعر دون ارادة..
تري تهديده الصامت..
تري اجرامه..
تري انه مختل وليس بعيدا عليه الفتك بالجميع!

- متقوميش من مكانك.. انتِ مش هتمشي من هنا
قالها موسي بقوة وحزم رغم هدوء نبرته واخيرا ترك يمان وجهها الشاحب ملتفتا نحوه ببطء
- ياريت متدخلش في اللي ملكش فيه!
لم يظهر عليه اي ردة فعل فقط ظل كما هو ينظر له ببرود يستفزه حتي تحدث موسي ناظراً لها
- يلا حاولي ترتاحي .. وانت اطلع بره من هنا
مال ثغره بإستهزاء من طريقته وتقدم حتي توقف امامه ناظرا داخل عينيه
ودام الصمت لاكثر من دقيقة وكأنهم بدؤا بعد خيوط الحدقات!
- قلتلك متدخلش في اللي ملكش فيه .. وحاول تبعد عني دلوقتي
همس محذرا وقضب موسي جبينه بسخرية لاقت بسؤاله الهازء
- وإن مبعدتش !
التفت يمان متجاهلاً سؤاله وحتي وجوده
- اتحركي
نظرت له بدموع وتحركت ببطء من دوار رأسها حتي توقفت علي امر موسي الحاد
- ارجعي مكانك.. مفيش خروج من هنا قلت
جز يمان فوق ضروسه ملتفتا له بقوة وقد نفذ صبره
- متتحدنيييش!!
ارتجفت بصرخة مغمضة عينيها برعشة من زعيقه ونظر له موسي ببرود بل واقترب ما بينهم من مسافة
- وطي صوتك يلا
ضاقت نظرات يمان لثوان وضحك فجأة كالمجنون ليتحرك بكل قوته في لكمة اصابت الهواء من توقع موسي لها
فيما اقترب موسي جاذباً اياه من صدر قميصه في همس خافت
- هو انا مش قلتلك اني بعرف اتعامل مع اللي زيك!!
انهي حديثه ضارباً برأسه منتصف وجهه في حركة قوية
وتراجع يمان مترنحا من ألم عينيه القوي بينما خيط من الدماء سال ببطء من جانب انفه!!
صرخت زيان بقلب خافق فيما اخرج يمان سلاحه مشهرا اياه في وجه موسي
- انا كنت عارف انك هتفضل تلعب في عداد عمرك..

خيوط عشقكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن