خيوط عشقك

الفصل الخامس والثلاثون

مالت بضعف فوق الفراش وغفت سريعاً بتعب من كم ما تبذله من مجهود عصبي ونفسي
لتتذكر تلك اللحظات القاتمة
- يعني ايه مشيت.. راحت فين؟!
رأت نفسها عندما صرخت ببكاء بعدما سألها رشيد عن ميان ليخبرها يوسف بانها خرجت والكاميرات اظهرها
انتفض جسدها وكأنها تحي كل شئ مجدداً
صراخها وبكائها وقد مضي ثلاثة ايام علي اختفائها
- صدقني يا يوسف ميان مستحيل تمشي لوحدها
تردد صوتها المصدوم في عقلها وارتجفت جفونها متذكرة ذهابها السريع خلف والدة ميان في محاولة للحاق بها قبل أن تسأل موسي او تواجهه وقد استعاد وعيه منذ عدة ساعات وذهب يوسف سريعا اليه
فلاش باكـ...
صعدت قائده السيارة بسرعة كبيرة وانطلقت خلفها سيارة الحرس وقد صدم السائق بتحركها المفاجئ دون سؤاله ليأخذ سيارة اخري منطلقا خلفها وقد نبه رشيد علي عدم تحرك احدٍ بمفرده من بعد اختفاء زوجة ابنه
- اوعي تفلت منك
قالها الحارس منبهاً وزاد السائق من سرعته محاولاً اللحاق بها بينما هي كانت تسير كالمجنونة وقد صدمت بأن رقية علمت عن استيقاظ موسي وذهبت اليه
وصلت اخيراً ولكنها وصلت متأخرة وقد واجهته وسألته ليتعرض لصدمة كبيرة لم يتحملها جسده المرهق ليفقد وعيه فجأة ..
- يوسف
نادته والتفت ينظر لوجودها لتسرع محتضنة جسده وقد صدمتها دموعه وهو يتابعهم يسعفون اخيه
- خايف يحصله حاجة .. حاسس ميان ضاعت مني انا
نفت ببكاء مشددة من احتضانه تربت فوق ظهره بدعم هي نفسها تفتقده
- متقولش كده.. احنا منعرفش اللي حصل .. صدقني ميان ممشيتش .. في حاجة حصلت
كتم وجهه في كتفها قلبه يتألم منذ ايام ولا يستوعب عجزه عن ايجادها
- خايف يحصلها حاجة
نفت كابتة دموعها لا تريد السماع بينما لسانها يهدئه
- لالا متقولش كده.. هي كويسة وهترجع
ابتعدت عنه محيطة وجهه
- حاول تقوي يايوسف.. كلنا محتجينك ولازم تدور علي ميان عشان خاطري
اومأ واومأت تعلم انه يحمل ضغط كبير ويكتم داخله كل خوف وذعر
- مستر يوسف
التفت للطبيب خلفه وزم الاخر شفتيه باسي ويعلم أن رقية تقرب لهم
- في ايه؟!.. طنط رقية كويسة صح ؟!
اتسعت عيني روسيل بخوف ونفي الطبيب متحدثاً بحزن
- للاسف مدام رقية اتعرضت لجلطة في المخ ومضطر احجزها لانها لازم تفضل تحت الملاحظة 48 ساعة ولما تفوق هنحدد ايه اللي اتأثر ..
تصلب بصدمة ورمشت روسيل بدموع وكانت تعلم انها لن تتحمل كثيرا وكيف لا
وهي تنام وتنهض علي صراخ باسم ميان لتبكي ناظرة لكل صورها
متوسلة من تعرفه ولا تعرفه بأن يعثر عليها!!
- روسيل !!
ناداها يوسف بقلق من نفضتها القوية وحاول رجها لتستيقظ يعلم انها تري كابوساً
- روسيل
شهقت باختناق فاتحة عينيها لتجده امامها
ارتجف جسدها بقوة ومسح فوق جبهتها وعنها المتعرق بشدة ولسانه يطمئنها بانها كانت داخل كابوس ليس الا
- اهدي ياحببتي .. كان كابوس
نظرت له باهتزاز ورفعت نفسها محتضنة جسده بقوة ورعشة شعر بها بشدة عندما احاطها ماسحاً فوق ظهرها
- حاسه اني هتجنن يا يوسف .. مش قادره استوعب ان ميان كل دا غايبة عننا.. بقي نفسي تكون ماتت ولا انها تكون مع حد وحش .. مرعوبة عليها .. مش عاوزاها تعيش الخوف والرعب ..
- شششش .. باااس اهدي.. متفكريش كده
همس مشدداً من احتضانها وشهقت بقوة
- اطمن بس عليها.. نفسي اطمن قلبي بيوجعني يا يوسف .. انت متعرفش ميان.. مش هتستحمل .. مستحيل .. انا خايفة
تنهد بحزن وجذبها اكثر له وللاسف هو يعلم كما يعلم الجميع وخوفه مضاعفاً يشعر ان اخيه سيضيع منه !!
*******************