تحركت زيان راكضة في محاولة لاخد اي ملابس ترتديها بينما بكائها مستمرًا
- يمان
صرخت عليه وهي تحاول معه ليرتدي شئ وقد طلبت سيارة للاسعاف بمجرد ما حاولت ايقاظه عدة مرات ولم ينهض
توقفت برجفة تنظر له وجلست فوق ركبتيها جانب الفراش لتلتقط كف يده بنحيب لا تريده أن يتركها..
ليس بعدما تمسكت هي به!..
- يمان فوق عشان خاطري
ظلت تتوسل ببكاء شديد ولم يكن ليشعر بشئ ومن حسن حظهما وصول الاسعاف سريعا وكيف لا ومن طلبتها من عائلة صاحب المشفي!
- معرفش حصل ايه.. هو سخن وانا..
صمتت تبكي وتم حمله فوق النقالة المحمولة بعدما قاموا بتثبيت جسده بالاحزمة ليتم وضع القناع البلاستيكي فوق وجهه
هبطت تركض خلفهم ناظرة لجسده الهامد دون حراك وصعدت داخل السيارة معه اصابعها تحاول الاتصال بهستيريا ولم يجيب غير إياس وضرغام
نظرت له والطبيبة تغرز السن المدبب في ذراعه ناطقة بأن درجة الحرارة تخطت ال 41 درجة لينهض الطبيب ناظرًا داخل عينيه بقلمه الكشافي طالبًا منهم الاسراع
اغمضت عينيها بنحيب وبمجرد ما وصلت السيارة حتي وجدت ضرغام هناك في الانتظار!
- يمان
همس بإسمه ناظرًا بقلق له عندما انزلوه ليلتفت لها كابتًا غضبه وكان يشعر بأن تحمله سينتهي بكارثة!
- حصله ايه؟!
نظرت له ببكاء وتشتت لترمش لاحقة يمان بنظراتها قبل أن تجيب نافية بجهل
- مش عارفة.. كان كويس.. سخن شوية بس كان كويس.. فجأة اغمي عليه
ضيق عينيه بعصبية وجذبها من ذراعها داخلًا بها ويعلم أنها حمقاء ومن الممكن أن تظل مكانها تبكي ولو للغد!
توقفت تنظر ببكاء لاسعافه دون شعور بنظرات ذلك الشاب وما لا تعلمه أنها ترتدي سترة من الشيفون اظهرت حمالتها الحمراء بوضوح!
اقترب ضرغام ممسكًا بالاوراق التي طُلبت من بيانات ليصطدم بالشاب الشارد
نظرت علي الاصطدام وقضبت جبينها محاولة الرؤية من دموعها لتنظر بعدم فهم لنظرات الشاب المذعور وابتعاده السريع رغم ان ضرغام كان يتحدث دون تعبير مخيف!
- لسه جوا؟
سألها واومأت فاركة كفيها امامها لتعود لبكائها وهي نفسها لا تعلم لما تبكي..
تشعر أن ما يحدث كثير عليها
خلع ضرغام معطفه واقترب محيطًا كتفها تحت ذهولها من فعتله ووالدها نفسه لم يفعل ذلك معها.. حتي أنها تتذكر عندما كانت صغيرة وكانت تقصد الخروج باشياء خفيفة للغاية في ايام البرودة القارصة في ايطاليا لتظل منتظرة ان يحيطها بمعطفه ويحتضنها لكنه لم يفعل قط..
لم يفعل ولو لمرة واحدة وكم تعرضت للنزلات الشعبية والانفلوانزا عدة مرات بسبب فعلها لنفس الشئ دون اقدام منه!
جلست بإرهاق تنظر للفراغ بشرود واغمضت عينيها بدموع لا تعلم لما تلك الحياة قاسية معها بتلك الدرجة!
بعد دقائق رفعت نظراتها علي اقتراب اياس الراكض لتنهض ببكاء شديد مرتمية بين ذراعيه وليته يذهب بها..
ليته يُخفيها عن كل شئ..
لا تريد يمان ولا حتي جلال..
لا تريد غيره..
فقط ليحجبها عن الجميع!..
- شششش اهدي.. اهدي يازيان
همس بقلق من عنف بكائها وشهقاتها القوية واقترب يجلس بها تحت تمسكها القوي به لتظل كاتمة وجهها في صدره ولو تظل هكذا دهرا لن تعترض..
ليتها تعود صغيرة ويظل جانبها..
- بس ياروحي اهدي.. انا هنا اهه.. اهدي
اومأت متمسكة به كما هي ولم تبتعد إلا عندما خرج الطبيب مخبرًا بأن ارتفاع الحرارة يزداد بمجرد ما انخفضت بالدواء والحمامات الباردة
وكأن جسده يحاول الخروج عن السيطرة وهم يفعلون كل ما في وسعهم
اومأ ضرغام متفهمًا
ويعلم ان هذا ما حدث معه بعدما قُتلت ميرال
********************
أنت تقرأ
خيوط عشقك
Romanceالجزء الثالث من سلسلة للعشق سلطة آخرى الجزء الاول (كيف عشقت) الجزء الثاني (وميض العشق)