وضعت تولين اخر قطعة في الحقيبة بإرتعاش ومالت غالقة السحاب لتجذبها بهدوء محاولة الخروج بصمت!
سارت خطوة آخرى وتوقفت بدموع واضعة الحقيبة مجددًا
ورغم قلة ما اخذته إلا أنها لا تقدر علي حملها!
لا تستطيع وعظامها تأن من الوجع..
ابتلعت ريقها ببكاء ووضعتها مخرجة منها سترة ارتدتها فوق ما ترتديه لترتدي ثالثة فوقهم
وسارت..
سارت دون حمل شئ وحقًا ليس لديها أعصاب لحمل نفسها حتي.. تسير بصعوبة بالغة من عرجها!مسحت وجهها المتعرق من ارتفاع درجة حرارتها، وهبطت الدرجات ببطء شديد حتي لا يشعر احدٍ بها حتي وصلت بنجاح للباب خارجة بإختباء جانب الجدران لتدور حول البيت هاربة!
ومن يراها الان تهرب لا يصدق أن هي نفسها من توسلت حتي تأتي للصعيد وخصوصا بيته!سارت بكل طاقتها ترتجف من البرودة ونفضتها في ازدياد ونعم لا تستطيع الحركة سريعا لكن عليها الاختفاء قبل إنتهاء حمامه وخروجه!
مالت نحو جدار بيت جانبي تشهق من بكائها وصداع نصف رأسها الايمن ولم تمر دقيقة حتي تابعت قدميها المرتجفة السيروفي الغرفة كان هو واقفًا بقلبٍ منقبض من رؤيته للحقيبة جانبًا، ابتلع ريقه بقوة معتقدًا انها في الخارج وستدخل لأخذها
ولكن شئ داخله أخبره بأنها تركتها من ضعف قوتها علي حملها..
وما نالته منه لا يترك لها طاقة لمجرد التحرك وحدها!
نفي برأسه وتسارعت خفقاته مناديًا بخفوت عليها ولا يريد ذهابها!!..
يعلم أنه يأذيها.. لكنه لا يريد ذهابها..
بل في حياته لم يتطاول بالضرب هكذا علي صفية نفسها..
لا يعرف ماذا تفعل به!..
وكأنها تغيره.. تبدله لآخر..
تثير به شئ من الغضب والوحشية!
ارتدي جلبابه سريعًا وهبط ركضًا خارجًا من البيت في بحث عنها.. نظر حوله بقلق وتحرك بإهتزاز ورائحتها هنا نفاذة..
ونعم خرجت..
هربت وتركته..
جميعها افكار ترددت في عقله..- تولين!
تمتم بها بقلبه قبل لسانه ويشعر انها ستموت في الطريق.. يعلم عن حرارتها المرتفعة..
يعلم عن استمرار ضعفها وتعبها من بعد السقوط والاجهاض لتكمل قوته عليها!
اسرع سائرًا في بحث خائف عليها بين الاراضي والمنازل المظلمة لا يصدق هروبها!!
ولمحته هي فجأة لتركض مختبئة بذعر خلف مبني كبير.. رمشت بخوف شديد وتعلم أنه سيقتلها تلك المرة إن وجدها..
تعلم أنه لا يستحق العار من هروبها ولكن هي ايضا لا تستحق كل هذا الألم والتعذيب..
رمشت بتشوش ناظرة لمروره وتخطيه للمبني لتتنهد جالسة بدوار هزيل حتي نهضت بعد وقت لتسير بترنح فقط تتمني الوصول لمحطة القطار
ووصلت!..
وصلت بضعف بعدما سقطت عدة مرات من تشوش رؤيتها وضياعها..
يسيل عرقها وكأنها اسفل شمس حارقة بينما جسدها يرتجف وكأنه في ليلة شتاء قارصة البرودة!
- عاوزة.. عاوزة تذكرة لو سمحت
همست للعامل ونظر لها مقطبا من رجفة شفتيها الزرقاء رغم ثقل ما ترتديه
- التذكرة علي فين يا انسة؟!
ابتلعت ريقها بصعوبة من جفاف حلقها
- اي مكان.. علي اقرب قطر طالع
اومأ مستغربا واخذ المال مادًا التذكرة نحوها
- طالع اسكندرية بعد نص ساعة
اومأت مبتعدة واصطدمت بإمرأة امسكتها قبل أن تسقط
- حاسبي يابنتي
- انا اسفة
اومأت معتذرة واعتدلت تشعر انها ستفقد الوعي وفقط لتركب القطار وليحدث ما يحدث..
فقط لتذهب!!..
- انا اسفة
اعتذرت مجددًا من اصطدامها وتجمدت دمائها من صوته
- ولا يهمك!!
رفعت عينيها للاعلي علي الصوت واتسعت حدقتيها بذعر لا تصدق انه امامها!!
امامها حقا يحيط جسدها وعينيه تتأملها بتعبير لم تفهمه!!
ولن تفهمه!!..
*********************
أنت تقرأ
خيوط عشقك
Romanceالجزء الثالث من سلسلة للعشق سلطة آخرى الجزء الاول (كيف عشقت) الجزء الثاني (وميض العشق)