الفصل الخامس والاربعون

43.1K 1.3K 104
                                    

دلف للشقة واقترب من الغرفة مشاهدًا نومها الهادئ..
كما يفعل كل يوم..
يتوقف لاكثر من ربع ساعة بصمت وكأنه يتأمل لوحة..  
مال مستندًا علي الجدار عند عتبة الباب لتشرد نظراته طويًلا بها، تتحرك عينيه فوق جسدها الضعيف وكم نحفت عما كانت
يتأمل خصلاتها الشقراء بغرابة وقلبٍ خافق لتذهب لاصابعها الجميلة..
كل ما فيها رائع!..
- اهلا يا بشمهندس
التفت علي الصوت الهادئ وتحرك خلفها حتي تنهد جالسًا بإرهاق فوق الاريكة الكبيرة
- في تحسن مش كده؟
اومأت جالسة بهدوء لتضع قدم فوق آخرى معدلة من وضع نظارتها الطبيبة
- طبعا في.. مش هنقول تعافي لان دا محتاج وقت اكيد ولكن الحالة في تطور ايجابي
نظر لها وشرد لثوان نحو طريق الغرفة
- طب هتفضل كتير تاخد مهدئات ومنوم؟!
- لا ولكن مش اقل من شهرين لست شهور ودا في البداية.. بس الموضوع بسيط جدا واهم حاجة التعافي من الادمان..
اومأ متنهدًا وتابعت هي موضحة وتعلم أنه يريد اللقاء
- طبعا حضرتك متفهم البعد سببه إيه.. ودا لان هي حطت دفاع ناحيتك والسبب معرفتها بانها مراتك.. ساعات بيستحوذ عليها شعور بالعند.. تعاند وتضايقك وخلاص ودا لمجرد انها حاسة بالضياع وبإن الكل بيلعب بيها
مسح وجهه ونعم يفهم هذا من طريقة حديثها معه وكم صرخت ببكاء وتوسل لتخرج وتذهب بمجرد ما عرفت انه زوجها
- الثلاث ايام اللي فاتوا فرقوا في هدوئها.. علي الاقل العند قل وبدأت تستسلم للعلاج وحتي وإن كانت مازالت رافضة جلسات الحديث ولكن دكتور عبد الكريم كان موضحلي من قبل شخصيتها وكنت متوقعة صعوبة قبولها للعلاج والتحدث بوجه عام
- محتاج اشوفها
همس بنبرة واهنة وظلت صامتة حتي نفخ بإرهاق ماسحًا وجهه وذقنه
- محتاج اشوفها وهي صاحية وبتتحرك.. مش هحتك بيها.. هشوفها بس واسالها ان كانت كويسة او حاسة بتحسن
زمت شفتيها ونفت بأسف
- للاسف مقدرش اسمح بدا علي الاقل حاليًا..
ابتلع ريقه بإختناق واومأ موافقًا بصمت بينما نهضت هي حاملة حقيبتها الانيقة
- انا هستأذن دلوقتِ وبكرة الصبح هكون هنا من قبل ما تصحي عشان حضرتك تتفضل زي ما بنعمل كل يوم
نهض وودعها عائدًا للاريكة ليستلقي بتعبٍ محاولًا النوم والراحة..
وإن كان بيده لذهب واستلقي بين ذراعيها..
يعلم أن سيرتخي وينام وقتها..
لكن شفائها يستدعي الانتظار والتريث
بعد نصف ساعة نهض يشعر بالجوع وبمجرد ما القي نظرة عليها اتجه للمطبخ صانعًا لفافات متنوعة ليضع المياه تغلي ولم يتوقع للحظة نهوضها!..
وما لا يعرفه انها لم تأخذ المنوم اليوم ومن البداية اصبح لديها فضول عما يحدث ليلًا فماذا إن كانت تلك الطبيبة تأذيها!
ظلت مدعية النوم ولم تنهض عندما شعرت بالحركة من حولها.. ودون فتح عينيها كانت قد ميزت حضوره من رائحته ليخفق قلبها بقوة ولم تراه في الايام الماضية ومنذ مواجهتهما الاخيرة ذهب واختفي..
او علي الاغلب يأتي بعدما تكون قد سقطت في النوم!!
ابتلعت ريقها بقوة شاعرة بنبض رقبتها من قوة تلك الخفقات التي تملكت من قلبها الي أن سمعت همسة الطبيبة وهي ترحب به ليبتعد جالسًا في الصالون
وكم ارادت النهوض وسماع حديثهما لكنها قلقت من شعوره بها..
واحيانًا تشعر وكأنه يري بإحساسه..
بل هي متأكدة إن كانت نهضت كان سيعلم بحركتها!
تنهدت بكبت وبمجرد ما سمعت صوت الباب والسكون التام حتي نهضت لا تصدق انهم يذهبون ويتركونها اثناء نومها!
*****************

خيوط عشقكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن