الفصل السادس والعشرون

40.1K 1.2K 131
                                    


-عثمان
همست مستنجدة به منه .. ولم يكن داخل اطار الشعور والتعقل
حاولت الصراخ بكل ما لديها ويديها تحاول ابعاد قبضتيه عن عنقها
ولم تفلح..
فشلت لتبهت شفتيها بإزرقاق كما شحب وجهها
- عثمان..
همست ببحة مختنقة وصوت مُختفي قبل أن ترتخي بجسد همد
إلي أن سكنت تماما بين يديه! ..
نظر لها بتشوش ورفع يديه عنها بصدمة عندما ثبتت بعيون مغلقة!
ابتلع ريقه ناظراً لوجهها وقلبه يقصف بعنف داخل صدره حتي انه طغي فوق صوت الطبول في الخارج
- تولين
ناداها بهمس قبل أن يكررها ضارباً وجنتها بربتات قوية لوثت كفه بدماء ليستوعب لاول مرة انها تنزف ..
بل تحتضر !
- تولين ..
قالها بنهيج لا يستوعب ما حدث وهبطت عيناه الي جسدها بشرود حتي نزل من فوق الفراش متوقفاً كالصنم ..
لا يصدق انه قتلها!
ابتلع ريقه بقوة وتراجع حتي جلس فوق المقعد.. مكان ما كانت جالسة جانبه ومجرد ما لمحت عيناه صينية الطعام حتي ضربها هي والطاولة بقدمه لتسقط بكل شئ
مرت ثوان وهو ثابت بذهول حتي نهض ناظراً لها بصمت وليس نادماً..
ولن يندم..
لقد فضحته.. لقد غامر من اجلها وتحدي الجميع ..
اغمض عينيه بدوار لا يصدق انها خدعته.. لا يستوعب موقفه
- متوصلني معاكِ وبعدين دا موقف شهامة الدنيا ضلمة
- وكنتِ بتروحي ازاي جبل اجده
- كان في واحد بيوصلني
رمش متذكراً المحادثة بينهما في الفندق ليسترجع تصميمها عليه
- حضرتك لازم تطلب حاجة..
- الله انت صعيدي ..
- الحقني هيقتولني..
نظر لميل باب الغرفة كما تميل المشاهد التي تأتِ سريعاً أمام ناظره من ركضها بقميص النوم فوق الدرجات قبل أن تطعنه
ثم قريبها المدعو ياسر ..
هل هو من لمسها قبله!.. مع من كانت
احاط رأسه بصداع قوي
- البت دي قريبتي .. ومين دا كمان دنا هشرحكو هنا ..
- خدني الصعيد وسبني انا هشتغل هناك
- بجد هتاخدني معاك
- عثمان
- انا بحبك
- لا مش عاوزة اعرف اهلي ومليش فيهم غير ياسر وماصدقت بعدت عنه
- انا خدت جوزك منك .. عثمان اتجوزني عليك يا صفية
- انا خايفة .. مش عاوزة
- هو مينفعش تسبني لبكرة ونقولهم اي حاجة.. انا متوترة اوي
تذكر جميع همساتها وكلماتها وكل مواقفها واحد تلو الاخري والقصف في قلبه يزداد
- تولين ..
تذكر همسته المصدمة بها وتراجعها فوق الفراش وهو يضربها بقوة
تضخم صدره ومن بداية معرفته بها وهي جريئة زيادة عن اللازم ..
من البداية وهي موضع شك بالنسبة له لكنه تجاهل ..
- ايه اللي رجعك الاوتيل مش انا وصلتك والمفروض خدتي تاكسي ..
- ما دي كانت حجة بصراحة عشان امشي معاك شوية
ابتلع ريقه نافياً بهنيج
ماذا فعل بنفسه الان.. وكيف سيتحدثون عنه ..
الاولي فضحته بأنه شديد ولا يراعي .. والثانية..
الثانية هتكت عرضه وخدعته !
********************

ابتسمت زيان بدموع مشاهدة حركة اخيها مع الاطباء من خلف الزجاج وخرجت لتذهب تريد اخد حمام دافئ وتعود سريعا
- رايحة فين ؟!
خفق قلبها من حضوره المفاجئ وكان قد اتي لتوه وقبل أن يدلف للمشفي وجدها خارجة
- ملكش دعوة بيا بليز ..
- بليز !
رددها بسخرية وجذبها من ذراعها معاكساً الطريق حيث سيارته
توقفت بعناد هاتفة في وجهه بعصبية
- انت مجنون .. ازاي تشدني كده وبعدين السواق مستنيني ابعد عني
- سواق ايه يامو سواق.. يلا علي البيت عندي
تصلبت نافية بضيق
- انا مش هرجع معاك
- لا هترجعي .. لو مش عاوزة مشاكل هترجعي .. وخدي بالك من حاجة وهي اني بكلمك بذوق لحد دلوقتِ !
- انت هتطلقني زي ما يوسف قالك وانا فعلا مش عاوزة اعيش معاك
- اطلقك!
رددها باستهزاء وضحك بقوة قبل أن يميل بهمس وقح
- طب مش ندخل الاول عشان نعرف نخرج واطلقك
نظرت له بصدمة وغمز بعبث
- يلا علي البيت .. بلاش مشاكل ووجع دماغ.. قلبتيلي دماغي انتِ وعيلتك
- انا مش هاجي معاك.. وهروح علي بيتي
- ما بيتي بقي بيتك.. انتِ نسيتِ انك مراتي !
- قلتلك لا .. هو بالعافية
- الله ينور عليكـــــي .. هو بالعافية فعلا .. هتمشي ولا اخدك والناس تتفرج عليكِ
- حتي لو جيت مجرد ما يوسف يرجع هيرجعني
اومأ ناظراً لها بإستخفاف بينما قبضته جذبت ذراعها بحدة
- ماشي .. لما يرجع نشوف يقدر يعمل ايه
نظرت حولها لا تريد الذهاب بل وتريد الصراخ
ولكنه زوجها حقاً ولن يقف معها احد .. سارت بعصبية جانبه والدموع تغزوا عينيها ومن الاساس ليست بحاجة لتحمل اي ضغط نفسي اكثر .. ألا يكفيها ألمها علي اخيها !!
*******************

خيوط عشقكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن