اقتربت بحذر حتي لا تنجرح كما حدث معها مرة
- جلال
نادته بخفوت ناظرة حولها في قلق من فكرة مراقبة يمان ولا تصدق أن جلال ظهر لها اخيرا وسمح لها بالاقتراب مجددا
توقفت امام الباب طارقة فوقه بسعال من بقايا ادخنة حرق القمامة
- جل...
ابتسمت عندما فتح لها الباب ودلفت محيية ببهجة
- ا..ازيك؟
اومأ بصمت وجلست بهدوء تنظر لتجميعه للقطع البلاستيكية..
جلست تتابع ما يفعله وكأنها تشاهده لاول مرة..
وكأنها لا تأتي يوميا!
- انا.. عاوزة اتكلم معاك
نظر لها من بعيد واستأنف مجددا ما يفعله حتي تحدثت بحرج
- انا اسفة علي اللي عشته بسببي.. بس.. بس والله انا مليش ذنب فعلا يا جلال.. يمان دا حقير وانتهازي انا اتعذبت كتير لما كنت فكراه قتلت
لحد ما امينة قالت اسمك.. وقتها هو اتنرفذ جدا اني اعدة عندها وخدني بالغصب للبيت.. اتكلمنا وحصل اللي حصل ودخل العناية.. كل دا انا مكنتش اعرف انك عايش بجد.. انا كنت يأست وتعبت وحتي فكرت انتحر واخلص لان اخته خلاص خدت إياس وكفايا انها اتبرعتله بالكلي..
بس لما انت ظهرت انا اتمسكت بالحياة عشان هرجع اشوفك تاني
تنهد بادئا في تكسير الاخشاب وتاعبت فاركة اصابعها بتوتر
- انا مش بحبه يا جلال.. والله بكرهه واتجوزته غصب عني.. في حاجات كتير انت متعرفهاشتوقفت عن الحديث وكانت تتمني ان يخبرها ما يحدث بينه وبين يمان ولكنه لا يتحدث ابدا وكأنه قرر خصامها
تنهدت ناظرة له بصمت وحقا كانت تشتاقه..
تعلقت به دون إرادة..
ولا يهمها غير موافقته علي اقترابها والظهور!
رمشت شاردة فيما يفعله حتي جلس بهدوء كعادته القديمة ليفرك خصلاته المشعثة بإتساخ
ولن تنسي له وقوفه جانبها ايام احتجاز يمان في العناية.. ونعم لم يتحدث معها لكنه كان يحضر يوميا ويريها نفسه لتطمئن..
دائما ما كان جانبها.. يدعمها..
- جلال
نادته بخفوت ولم ينظر نحوها حتي نهضت جالسة جانبه وتريده أن يتعامل معها بطبيعية..
لا تريده متوترا..
حقا تتمني صداقته!..
- ميرسي انك فضلت جمبي الفترة اللي فاتت..
انا.. انا فعلا كنت مكتئبة جدا..
كنت مدمرة وانت اديتني القوة بوجودكرفع لها رأسه من حديثها رمشت من ملامحه
ولاول مرة تراه عن قرب..
رجلا كبير الي حد ما..
رجلا وليس شابا..
رجلا كما رأته اول مرة عندما دافعت عنه في الطريق!
هبطت عينيها لاسفل جبهته وخفق قلبها من عينيه..
عينيه كانت محددة بإطار اسود وكأنها مكحلة..
عينيه بها شئ مألوف..
بها نوع من النبض!..رفرفت جفونها كما بدأ صدرها بالصعود والهبوط تحت تواصل انظارهما الهادئة
ومرت ثوان حتي مال نحوها ببطء وانفاس مكتومة لتغمض عينيها برعشة!وحدث التلامس!..
تلامست الشفاه.. وتعانقت الانفاس!..
خلق نبض عينيه داخل صدرها!..
مرة ثانية واخري واخري حتي تراجعت رامشة لتنتفض من جانبه وكأن صعقة كهربائية ضربتها!
نظرت له بنهيج وكان قد انزل رأسه للاسفل بصمت
ولا يهمها رد فعله..
تراجعت بخطوات مصدومة وتعثرت بحجرة صغيرة لتسقط بقوة تحت تصلبه
حتي أنه لم ينظر نحوها أو يحرك ساكنا
وكأنه أيضا صدم..
أنت تقرأ
خيوط عشقك
Romanceالجزء الثالث من سلسلة للعشق سلطة آخرى الجزء الاول (كيف عشقت) الجزء الثاني (وميض العشق)