مسح يوسف وجهه بقوة وتابع مشيرا للوحة المعلقة
- دي اهم نقاط في ارض المشروع ياجماعة.. محتاج شغل بجد عشان الوقت قليل
اومأ الجميع وامر بالانصراف يشعر بالاختناق وكأن احد يضغط عنقه بدؤا بالتحرك مغلقين حواسبهم بينما هي شاردة معه بقلق.. تشعر ان به خطب ما!
رمشت ناظرة لوجهه الشاحب والجميع يتحرك من حولها للخروج
نظرت حولها تبحث عن روسيل ولا تجدها ورغم ضيقها معها إلا أنها لا تكرهها وفي النهاية الزواج نصيب كما تقول والدتها
- مستر يوسف
نادته والتفت بنهيج وقد استدار بمجرد بدأ الجميع بالخروج ولا يعرف ما به
لا يشعر بموسي في الاغلب بل دائما العكس موسي هو صاحب الشعور والاتصال به ولكن لا يعلم ماذا يحدث معه
ولم يتخيل عقله انه حقا يشعر به في تلك اللحظة بالزات..
فما يواجهه موسي ليس ضيق او اختناق بل صدمة شلت حواسه!!
- حضرتك كويس؟!
اومأ بشرود وتحرك ليجلس بدوار يحل من رابطة عنقه ولم تستطع الذهاب وتركه
- طيب اطلب لحضرتك حاجة؟!
سألته بقلق ونفي بصمت تحت حيرتها وخوفها عليه
- طيب اجيب عصير او حاجة
عادت تسأله وقلبها يطرق بقوة الي ان جلست القرفصاء امامه
- حاسس بإيه طيب؟! نجيب دكتور
ابتلع ريقه والاختناق يزداد
- سبيني لوحدي.. انا كويس اتفضلي
تحدث بهدوء ونفت بدموع تعلم ان به خطب ما ولن تنتظر حتي يصاب بشئ..
ماذا إن تعرض لازمة قلبية مثل اخيه!
اعتدلت مباعدة من سترته ليخلعها والدوار يزداد..
يشعر وكأنه سيفقد الوعي!!
- مستر يوسف
نادته بقلق من بدأ تعرقه وخلعت السترة فاتحة اول ازرار بارتباك وحركات سريعة حتي انها لم تتوقف علي دخول روسيل التي اقتربت بصدمة
- يوسف!!!..
همست بحدة وشئ من الصدمة والتفتت رودينا برأسها وقد هبطت دموعها تسيل برعشة
- ساعديه.. معرفش ماله؟!
تصلبت بصدمة وركضت نحوه بذعر وكان قد مال برأسه للخلف يشعر وكان احد يضغط صدره بقوة
- يوسف! .. في ايه؟!
سألته بخوف ماسحة فوق جبهته وخصلاته لتضغط طرف معصمه محاولة عد نبضاته في الدقيقة الواحدة
- مالك يا يوسف.. حاسس بايه؟!
نظر لها بإختناق وما لا يعرفه ان حالته هي مجرد حالة مؤقته وليست مرضية حتي
وما يحدث له من تفكيره القلق في اخيه ومنذ وقوعه وتعرضه للازمة وقلبه يتألم ذعرا عليه لا يتخيل فقده لاي سبب كان
***********************سقطت بين يديه كما سقط قلبه..
- ميان!
همس بإسمها لا اراديا وتشنج جسده بقوة لا يستوعب ما يحدث
هبط بها ارضا بحذر وتسارعت خفقاته مما ترتديه، عينيه تنظر للامام بذهول بينما عقله معطل..
- لما تهرب!.. من اين اتت.. من.. من هي!
قضب جبينه مبتلعا ريقه بألم ولم يفكر اكثر، رفعتها ذراعيه متجها لجناحه دون روح
قلبه يتمني أن يصدق شعوره وتكون ميان..
بينما عقله يبتهل بأن تكون آخرى!..
كيف لميان أن تكون مع رجل غيره.. هل زوجته!
وضعها فوق الفراش وكل خلية به ترتجف، يتصبب عرقا وضغطه في ارتفاع مخيف
ابتلع ريقه بقوة مباعدا خصلاتها عن وجهها ورمشت لا تراه جيدا لتبتسم بضياع قبل أن تغيب مجددا عن الوعي!
اغمض عينيه متنفسا بقوة ورفع قميصها بإرتجاف حتي اظهر خصرها ليخفق قلبه بألم قوي
ليست نسختها.. ليست شبيهتها.. بل هي!!
علامات ازالة الوشوم.. رسمة جسدها وكل ما ميزها بالنسبة إليه
تراجع بصدمة كمن لدغته حية ليسقط ارضا بعدم اتزان ينظر لها بعيون متسعة ورأسه تنفي
ماذا يحدث.. ما كل تلك القطب في جسدها ولما قصت شعرها وغيرت لونه.. كيف..
نفي مجددا وانفاسه تتسارع ليلهث وكأنه ركض اميال واميال
- دا سامر الزمري واللي معاه رزان هانم مراته يافندم
مسح وجهه بعنف لا يريد التصديق
مستحيل..
هل إمرأته مع آخر كزوجه له!!
اغمض عينيه بقوة كما ضغط صدره المتألم ومضت ساعة واثنان حتي تحرك من شعوره بحركتها
تأن ببكاء..
انتفض علي انينها مقتربا من الفراش في نداء قلق وانينها ينغرز في قلبه..
كما كانت معه..
اغمض عينيه برعشة وهل مازال يحلل.. هل يتأمل أن تكون هي أم يتأمل العكس!
- ميان
ناداها مجددا وانتفضت لترمش ناظرة له بتشوش قبل أن تدفع الفراش بقوة لتتحرك فوقه محاولة الجلوس ويديها تنزل القميص وتحاول بفشل اخفاء صدرها وبطنها لتعود بكف فوق فخذها والاخر يحاول اخفاء ما يمكن من جزئها العلوي
ازدرد ريقه بصمت ناظرا لها ونفس نظراتها
وإن تخيل شعرها اسود طويل لتعود هي دون اختلاف تقريبا
فقط انحف بكثير..
وما لا يعلمه أنها لم تغيره بل هو من عاد للونه الطبيعي في الاشهر الماضية لتعود شقراء بطريقة فاتنة ولم تقصر مصففة التجميل في قص اكثر من نصفه او بالاحري كل ما كان مصبوغ بالاسود لتزيد من صبغة شعرها الاشقر!
- انت مين؟
سألته بخوف وقبل أن يجيب تذكرت اصطدامها الكارثي به لتري عينيه!!
اتسعت عينيها متذكرة ما رأته ونظرت له بعدم تصديق لترتجف ونعم هو صاحب تلك العيون في ذاكرتها
- اهدي خالص.. انا مش هعملك حاجة
دفعت الفراش اكثر بقدمها حتي استقامت جالسة في اتكاء علي رأسه وانحني جاذبا الشرشف ليلقي به عليها
- تقدري تستغطي بدا
جذبته فوقها بإرتجاف وعينيها لا تحيد عنه حتي جلس علي الطرف من السرير ناظرا لها بتعب شديد تعب وكأنه كبر مائة عام
- كنت بتهربي من ايه؟!
رمشت ناظرة له وليتها نجحت..
لقد هربت من الدب لتقع مع الذئب!
- وانت مالك.. انا عاوزة امشي من هنا
ظل صامتا ولا ينكر انه ذهل من هتافها وما كانت ميان تجيب.. فقط تبكي وتنظر ليفهم ويترجم!
- انا عارف انك مر... جاية مع سامر
ولسانه ما ابدل الاحرف ولم يستطيع البوح بها وليست مرأة لاحد غيره.. ولن تكون!
- لا مش مراته.. وانت عارف دا.. انا عاوزة امشي
وما قالته اخل بفكرة فقدها للذاكرة.. فكيف له بأن يعرف
- يعني ايه وانت عارف دا.. وانا هعرف منين.. هو انت تعرفيني؟!
رمشت بصمت ولن تخبره حتي لا يتحفز لها
- وانا هعرفك منين.. لو سمحت عاوزة امشي
تحدثت ناهضة وتركها حتي اعتدلت محيطة جسدها بالشرشف الي أن توقفت بقلق من عدم اعتراضه ومنعه لها
- اا.. الباب منين!!
سألته بخفوت مضطرب ونظر ببرود للجانب
- امشي كده هتلاقيه علي الشمال بره
تحركت ببطء قلبها يخفق بعنف ولم تتخيل استسلامه وتركها لتذهب بتلك السهولة!
توقفت برعشة تنظر للامام بينما عقلها يتخيل وجود حرس في الخارج ولذا هو مرتاح هكذا..
ماذا إن كان سيسلمها لسامر!
- هو انت هتسبني امشي بجد؟!
رمش بألم من سؤالها وحتي إن فقدت ذاكرتها تظل بريئة وعفوية.. وكيف تسأله هكذا وكأنها تريده اخذها!
- اه.. مش انت مصممة تمشي.. روحي اخرجي اكيد سامر قلقان عليكي
تصلبت بذعر وعادت مقتربة منه بنفي خائف
- لا عشان خاطري متخليهوش ياخدني.. انا عاوزة امشي بس
رفع نظراته لها وكم يتمني منها الحديث اكثر وكم اشتاق لصوتها العذب.. بحتها وبكائها..
شهقتها وخوفها.. اشتاق لكل ما فيها..
- وانت فاكرة إنك هتعرفي تخرجي من الاوتيل بعد ما دخلتي مع واحد زي سامر الزمري!
هيسبوكي عادي كده هربانة بقميص نوم ولافة نفسك بغطا الفندق!
رمشت بصدمة وحقا حديثه صحيح وكيف لم تفكر هكذا.. كيف تكون غبية لتلك الدرجة
- انا اقدر اخرجك من هنا..
اتسعت عينيها ناظرة له بلهفة
وعلي حديث سامر فحقا ذلك الرجل معه سلطة كبيرة ويستطيع!
تأمل جسدها النحيل وسألها بوجع خرج واضحا في صوته
- بس قوليلي بتهربي ليه من جوزك
زمت شفتيها بتوتر وهتفت به قاسمة عله يصدق إن كان سامر قد خدعه بزواجهم
- مش جوزي.. اقسم بالله انا مش مراته.. هو اصلا كان عاوز يعتدي عليا وهو اللي خدرني
رفرفرت جفونه ويعلم انها صادقة من نبرتها وقد صم نبرة صدقها كما كذبها
- اومال ليه بيقول انك مراته؟
نفت ممسكة بقوة بالشرشف فوقها لتهمس بصدق
- لانه عاوزني اكون كده بس من غير جواز ولما يأس من انه يلمسني خدرني
طرق قلبه بعنف من حديثها
ولا يصدق انها لم تمس..
هل لم يصيبها شئ؟..
هل احاطها الله مجددا بحمايته!!
- والله ما بكذب عليك.. عشان خاطري ساعدني وخرجني من هنا
تنهد وألم صدره يزداد غالبا من قسوة الخفقات وقوتها
- هساعدك بس بشرط
ابتلعت ريقها مستفهمة بحذر
- شرط!
اومأ بصمت
- يعني هتخرجني من هنا بجد؟!
سألته متوجسة ولا تثق به
وأومأ مجددا بهدوء عينيه تتنقل بين حدقتيها الصافية، نبضات قلبه تستطيع هز مدينة بأكملها
- تمام.. وايه المقابل بقي؟!
سألته بحدة ولانت ملامحه بإرهاق صامت
بينما هي قد بدأت تتحفز للرفض وتعلم أنه سيطلب منها قضاء ليلة معه!
نظراته الملتهمة لها خير دليل!
يظنها لا تعرفه.. يظنها لم تتذكره!
كيف وعينيه مميزة وكأنها الوحيدة في العالم بتلك الهيئة!
أنت تقرأ
خيوط عشقك
عاطفيةالجزء الثالث من سلسلة للعشق سلطة آخرى الجزء الاول (كيف عشقت) الجزء الثاني (وميض العشق)