تسمر علي همستها الضعيفة وهاج فجأة هاتفاً بها
- صفية مين؟!.. انتِ اتجننتِ يا بت انتِ ..
اغمضت عينيها بخوف من صراخه فِيما تابع هو فاقداً السيطرة
- انطجي.. صفية مين.. صفية مرتي ؟!
شهقت ببكاء قوي وصرخت بذعر عندما قبض فوق ذراعها زاعقاً
- ما تنطجي.. فاكراني هصدق التخاريف ديه.. صفية .. ص..
صمت بنهيج لا يستوعب بينما هي ترتعش بين يديه ببكاء شديد محاولة الهروب من النظر لهيئته
- كيف.. يعني ايه؟! .. وليه؟!
سأل بصدمة وتراجع تاركاً ذراعها حتي جلس بثقله فوق المقعد جانب الفراش عقله لا يستوعب
اغمض عينيه بقوة ورغم مرور الساعات إلا أنه مازال يشعر بالضغط ولا يصدق.. تنهد ناظراً لوجهها في الظلام وقد ذهبت في ثبات عميق بينما هو علي نفس جلسته المُتسمرة
ابتلع ريقه بقوة علي انينها الباكي قبل أن تغفو مجدداً لتعود متاوهة في محاولة لضرب الخيال!
اغمض عينيه بألم ونهض مُقترباً منها ليوقظها ونهضت صارخة بهستيريا تحاول دفعه
- اهدي .. انا عثمان.. تولين .. اهدي
شهقت بقوة ناظرة لوجهه في الظلام وظل ثابتاً برغم تأجج النار داخله وكلما رأها هكذا يزداد لهيب صدره .. قلبه يغلي عليها وكأنه لا يتقبل ما حدث لها من تعذيب
- اشربي شوية مية
قالها مُقرباً الكوب من فمها وارتشفت تحت صوت ضربات اسنانها مع حافة الكوب الزجاجي ليمسح دون ارادة فوق ظهرها مُطمئناً
- صلي علي النبي .. انتِ بخير كان كابوس
ابتلعت ريقها ناظرة له بدموع ووضع الكأس معدلاً من الوسادة ليساعدها علي الاستلقاء مجدداً
- نامي انا جاعد عندك.. محدش يجدر يجرب منك
رمشت مُستلقية فوق جانبها بألم لتظل ناظرة لجلوسه برهبة وكأنه سيختفي فجأة إن أغمضت عينيها
- في حاجة بتوجعك ؟!
سألها بخفوت وعينيه تجول فوق وجهها المبهم من الوانه وتورمه
- لا ..
اجابته بهمسة خافتة لتظل تنظر لوجهه بصمت لا تريد اختفائه
- طيب انا ليه حاسس انك تعبانة ؟!
خفق قلبها بقوة من حديثه وكم هو شعور غريب عندما يخبرها عن احساسه بها .. بها هي !
- جمبي بيوجعني
همست بإعتراف محرج وقطب جبينه
- طيب نامي علي ظهرك او جمبك التاني
نفت بصمتٍ قبل أن تهمس بدموع
- انا عاوزة انام كده .. مش بيوجعني اوي
ظل صامتاً للحظات ثم تنهد بهم وقلة حيلة يشعر به ولا يعلم لما يتأثر بها ولما تفرق معه بتلك الدرجة
- انت رايح فين ؟!
سألته بذعر من نهوضه وحمل المقعد حتي وضعه علي الجانب الاخر من الفراش
- هجعدلك اهنيه يلا نامي علي جمبك التاني
ابتلعت ريقها بقوة وقد وصل النبض لاذنيها .. وكيف لا!
ابتسم بقلة حيلة من استسلامها وراحتها التي ظهرت واضحة عندما استلقت فوق جانبها الاخر ولم تمر نصف ساعة حتي تراخي جفنيها باستسلام مرهق تحت نظراته الحادة وفي عقله تطوف عدة صور لما سيفعله بصفية إن كانت هي الفاعلة حقاً !
******************
اغمضت عينيها بنهيج خافت والاسم يتكرر بقوة داخل عقلها
افيندار كامل الاسيوطي .. المدير الامريكي للفرع .. اخيها !!
ارتجفت شفتيها بدوار تشعر بالخدر الشديد وتلك الذكريات تطوف في عقلها
(هو بابا راح فين يا ماما؟).. (بابا سافر بس مش هيتأخر ياحببتي )..
(بس دا بيسافر كتير اوي وانا عاوزاه يجي المدرسة معايا .. بابا جمان جه وكمان بابا تولين وكل صاحبي) ..
( معلش ياحببتي هو عنده شغل ومش هيتأخر وانا هاجي معاكِ )
فتحت فاهها تحاول التنفس بدوار وعقلها لا يستوعب انها تحيا كذبة..
لديها اخ ويخفونه عنها.. الجميع يكذب !
تركوها من أجله وهي من تبرر كل ما يحدث لها من أذي وتقصير تحت بند العمل الكثير للاب ومرض الام..
رمشت بدموع سالت ناظرة لموسي النائم ورأسها تنفي بنحيب مكتوم لا تريد تخيل كونه معهم ويعرف بكل شئ
( دا افيندار مدير فرع الشركة هنا )
تذكرت تعريفه لها وزادت من ضغط صدرها حتي حاولت النهوض وكالمعتاد تكتم ألمها دون شعور احداً بها.. نهضت مُستندة علي الفراش برعشة تشعر بتأرجح الارض من تحتها كما ميل الجدران من حولها وكأن كل شئ سيطبق فوق صدرها اللاهث في النهاية!
ابتلعت ريقها وسقطت دموعها محاولة السير لتتمسك بأطرف الفراش كطفل لا يعرف السير والتحرك حتي خرجت من الغرفة برعشة ودوار عنيف تريد الوصول لدورة المياه
ووصلت! .. وصلت رامية ثقلها علي الباب لتتشبث بمقبضه حتي لا تسقط .. لكنها سقطت بتراخي تشعر بشلل اطرافها
شهقت ببكاء مكتوم وظلت تحاول برجفة حتي نهضت تدفع الباب لتغلقه بطبقة ضعيفة حتي انها لا تعلم إن كانت احكمت غلقه أم مازال موارب !
أنت تقرأ
خيوط عشقك
Любовные романыالجزء الثالث من سلسلة للعشق سلطة آخرى الجزء الاول (كيف عشقت) الجزء الثاني (وميض العشق)