وضع الكأس ببرود تحت حديثها الغاضب
- انا مش موافقة علي سفر ابني يا ضرغام.. والقرار دا ناخده انا والنحاسي مش انا وانت
ابتسم بسخرية ناظرًا لها ويعلم أنها لم تذكر اسم ذلك المدعو بالنحاسي إلا لفكرها الضيق بأنه سيغار عليها!
فتح فاهه ليتحدث ولكنه صمت ناظرًا لها بإستهزاء وقد رفع هاتفه
- احنا نخليه يجي وهو يقرر
ابتلعت ريقها بإهتزاز ناظرة لقوة عينيه لتتناول كأسها مرتشفة كل ما فيه دفعة واحدة
واعاد الرنين منتظرًا رده ولم يتخيل أن صوت زيان من سيصله مستغيثة به a لينجدهما!
- فين المكان؟!
صرخ بها منطلقا لتركض خلفه متخذة سيارتها التي سارت تلاحقه بذعر وتشعر أن خطب ما قد اصاب ابنها ويكفي اسم زيان لتتأكد
نفت بدموع مضاعفة من سرعتها كما سار سائق ضرغام الذي كان علي بعد ثانية ليطير وبعد وقت توقفت في منطقة مُظلمة ومكان يبدو كمزرعة كبيرة بفيلا ضخمة
نظرت لركض ضرغام واتباع السائق له لتهبط محاولة الركض بحذائها الشاهق في وسط الارضية الترابية والزرع
دلف ضرغام وتصلب ناظرًا للغارق بدمائه ارضا ليدفعها بحدة اسقطتها ارضًا متناولًا جسده بقوة وصراخ علي الحارس ليساعده
ركض به للسيارة هاتفًا بقلق
- الاسعاف لسه هتتاخر يلا بسرعة
تسمرت والدته ناظرة بصدمة وعيون متسعة لجسده لتركض بصراخ نحوهم
- ابني.. يمان
شهقت زيان ببكاء راكبة في السيارة بعدما ادخله الحارس لتضع رأسه فوق قدميها بنحيب من بين صراخ المرأة في الخارج وصراخ ضرغام علي الحارس ليُسرع نحو اقرب مشفي
احتضنت رأسه بذعر والان فقط شعرت وكأنها تستمد منه الامان والقوة!!
- عرفت فين اقرب مستشفي
سأل السائق الذي انهي اتصاله للتو ليومئ مسرعًا
- بعد عشر دقائق ياباشا
اغمض عينيه بقلق ومنذ اول مرة رآه وقد انجذب إليه ولم يري به غير طفل يشبهه اكثر من ابنائه الحقيقين
- يمان متغمضش عينيك.. عشان خاطري بصلي
توسلت بنحيب محتضنة جسده برجفة تملكت منها حتي توقفت السيارة امام المشفي ليصرخ ضرغام بالجميع أن يساعدوهم
- بسرعة شوفولي احسن دكتور هنا.. نزف كتير
نظرت للاطباء وهم يأخذونه ساحبين الفراش المتحرك به لتتوقف برعشة قبل أن تشهق من اقتراب والدته ولم تراها إلا مرة واحدة في زفافهم
- ايه اللي حصل؟! مين صابه؟
نظرت لها بذعر وآنت من ضغطها القوي فوق ذراعها لتتنقل بين عينيها بحدة
- من اول يوم شفتك فيه وانا محبتكيش بس هو كان عاوزك.. بس صدقيني لو ليكي علاقة باللي حصله او حد من قرايبك هو اللي اذاه انا مش هسيبك
ابتلعت ريقها شاهقة عندما دفعتها وبعد وقت كان والده وشقيقته يركضون
- ابني فين؟!.. في ايه؟
نظرت له زيان بتيبس ودموع فيما التفت هو نحو زوجته السابقة ليسألها ويكفي أنها هى من اخبرته ليحضر
- حصله ايه؟!.. ماله
نظرت له بحقد واقتربت منه متسائلة بغضب
- انا اللي اسألك ماله.. انت اللي عايش معاه وعارف جوزته لاي اشكال.. انا اللي هحاسبك لو ابني جراله حاجة يا مصطفي
توقفت بيان دون حديث او رد فعل لتظل صامتة كما هي منذ اختفاء رسلان وحادث جمان وابنة خالتها تولين التي عادت وظهرت فجأة
- يعني ايه تحاسبيني
هتف بها بعصبية ودفعت صدره بحدة وصياح متوعد
- اه احاسبك لاني قلتلك بلاش البنت دي.. لاني قلتلك ابعده عن ضرغام.. لاني قلتلك ابنك هيموت في مرة بسبب تهوره وغبائه..
لاني قلتلك مش قادر تربيه سبهولي وهسافر بيه وانت منعتني
انكمشت زيان علي نفسها بينما حضر الطبيب مطالبًا اياهم بالهدوء من اجل المرضي ولم يمر الكثير حتي وجدت ضرغام امامها..
وجدته امامها بمجرد ما خرج الطبيب مخبرًا الجميع بأنه تم اخراج الرصاصة ولكن الساعات القادمة حرجة
- ايه اللي حصل؟!
رمشت ناظرة ارضًا بدموع حتي شهقت من جذبه القوي لذراعها لتنظر داخل عينيه المشتعلة وهو يسألها سؤاله الساخط
- ايه مش هتعترفي ان انتِ اللي ضربتيه بالرصاص؟!
ارتجفت شفتيها وسالت دموعها فيما تابع تساؤلاته
- ايه قررتي تنتقمي منه لما عرفتي انه نفسه جلال؟
اتسعت عينيها بصدمة من معرفته بالأمر وصرخت بألم من رجه لجسدها
- ايه بتحاسبيه علي خيانتك يا **
آنت مجددًا ببكاء متراجعة امام اقترابه وحفر اصابعه في ذراعها ليُصلبها مثبتًا جسدها المترعش امامه
- قررتي وخططتي مش كده.. جبتي سلاح وبعدتيه عن الشقة والحرس عشان تخلصي عليه مش كده
ازداد بكائها تحت نظراته الحارقة
- كنتِ عارفة انه مش هيأذيكِ لانه بيحبك صح؟!
نفت بدموع واقترب من وجهها متوعدًا ينبرة كالجحيم
- والله لو حصله حاجة لاخلص عليك.. والله ما حد هيعرف يجمع جسمك حتي
نظرت له بصدمة وسقطت ارضا بثقلها بمجرد ما تركها لتنظر بذعر لابتعاده الهادئ بينما نبرة يمان المتعبة تتردد
- ضرغام هيقتلك
رمشت ناظرة للسيدة التي اقتربت تساعدها لتنهض ولم تتردد عندما طلبت منها الهاتف مكررة اتصالها بموسي ولكن مازال خارج النطاق!
***************
أنت تقرأ
خيوط عشقك
Romanceالجزء الثالث من سلسلة للعشق سلطة آخرى الجزء الاول (كيف عشقت) الجزء الثاني (وميض العشق)