part 35

1.4K 75 5
                                    

هاهى الساعة قد تعدت منتصف الليل لتخطو فاطمة بخطوات حذرة خارج غرفتها لتهبط حيث مكان حجرة المكتب الخاصة بعزت ... وبالطبع قد قامت قبلها بتعطيل كاميرات الفيلا كما تفعل بكل مرة ...

دلفت الى المكتب وقامت بإغلاق الباب خلفها بهدوء .. لتتوجه حيث مستقر جهاز التسجيل المثبت أسفل سطح المكتب .. التقطته لتنزع من داخله الشريحة وهى تقوم بإخفاءها بأحد جيوب كنزتها ثم تستبدلها بأخرى بالجهاز وتقوم بإعادتة مكانه حيث أسفل سطح المكتب .....

انهت عملها بإحترافية وسرعة ثم أخذت خطواتها خارج المكتب متوجها الى غرفتها مرة أخرى .. غافلة عن تلك العيون التى تراقبها من خلال شاشة ذلك الحاسوب أمامه وهو يزفر دخان سيجاره ببرود ونظرات توعد

********************

فى اليوم التالى

كان يقف بساحة التدريب وهو يتابع تدريب هؤلاء الحراس الجدد الملتحقين مؤخراً بالشركة تحت أيادى أكبر المدربين وأكفأهم لديه .. وأثناء مراقبته لهم حتى أخذته ذاكرته لتلك الاوقات التى كان يقف فيها هنا بنفس مكانه وهو يتابع تلك القوية الشرسة وهى تقوم بتدريب أعتى الرجال لديه .. كانت جدية وكانت تسير جميع الأمور تحت يدها على مايرام حتى أنه كان أحياناً لا يحتاج للمراجعة خلفها .. إنها تلميذته و أحد أقوى المدربين لديه بالشركة والأقرب من كل هذا أنه كان يراها أبنته التى لم ينجبها بل قام بتربيتها ...

تنهد ليتحدث بخفوت وقد كست ملامح التهجم والحزن محياه

_ ربنا يظهر برأتك قريباً يافاطمة ... عمرى ماحسيت بعبئ الشغل فعلاً إلا لما مشيتى .. الدنيا مضلمة من غيرك .......

قاطع كلماته الخافته وشروده فى الذكريات صوت رنين هاتفه ليلتقطه من جيبه ليجيب على المكالمة ليأتيه ذلك الصوت الأنثوى الباكى

_ صقر أيه أخبارك وعامل أيه فى الشغل؟ .........

_ الحمدلله ياسمية انا بخير والشغل ماشى .... إنتى اللى مالك صوتك مش مريحنى انتى تعبانة ؟ ......... تحدث ببعض القلق لتجيب الأخرى بنفى ونبرتها الحزينة تعلو

_ أنا الحمدلله بخير بس قلبى وجعنى .. وجعنى على أبنى اللى مش بشوفه ياصقر .............

_ ياسمية قولتلك ألف مرة ده شغله .. عاصم عقيد وفى أمن الدولة يعنى طبيعى إنه يغيب فى الشغل لمدة طويلة .. ولا هى دى أول مرة يعنى ؟ ............ قال مطمئناً وهو يشرح لها

_ بس المرة دى طول أوى .. ده داخل على تلت شهور مش بشوفه ولا حتى بيتصل يطمنى عليه ؟ ... أنا قلبى وكلنى عليه ياصقر ... مش عارفة أزاى طوعتك انت وهو ورضيت إن ادخله كلية الشرطة .. مش كفاية اللى حصل مع أبوه ................. تحدثت وسط بكاءها وشهقاتها المسموعة له ليزفر فى ضيق وحزن على أخته الوحيدة التى لا تملك سوى ابنها الوحيد الذى تركه لها زوجها طفلًا بعد إصابته فى إحدى المهات والتى أدت لوفاته ....

الصُّمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن