part 38

1.5K 76 4
                                    


فى ممر تلك المشفى تعم الضوضاء .. حالة من التوتر والقلق تشوب الجميع ...

فعلى تلك المقاعد الجانبية تجد حنان تجلس وهى تبكى بحرقة وتهزى ببعض الكلمات غير المفهومة ويحاوطها أبنائها ( عمرو _ تقى ) يحاولون تهدئتها وبجانبهم يجلس حسن فى صمت فقط شارد فى نقطة ما أمامه مغيب عن ما يحيط به .... أما فى تلك المقاعد المقابلة لهم تجلس وفاء وحالتها لا تقل سوءاً عن حنان وبجانبها علي يحاوطها بذراعه يحاول يبث لها الطمأنينة ...

بجانبهم بقليل يقف أدم وقد بلغ منه القلق مبلغه وهو يمسح كل حين وأخر على وجهه محاولاً إقناع نفسه بأن كل شئ سيكون بخير وأنه يجب أن يمسك دموعه عن النزول أمامهم فهم يكفيهم ماهم فيه .. يدعو ويرجو الله أن يعيدها له سالمة .. ليشعر بتلك اليد التى تربت على كتفه فيرفع نظره ويجده رفيق دربه حسام يبتسم له مطمئناً ليومأ له أدم بضعف

وعلى مسافة منهم يقف حمزة حيناً يتحدث مع بعض العساكر وحيناً أخر يمسك الهاتف يقضى بعض الإتصالات

ظل هكذا ذلك الجو المشحون حتى فُتح باب غرفة العمليات ليخرج منه أحد الأطباء وهو ينزع قناعه الطبى ...
هرول له الجميع سريعاً والغريب أن كلاً منهم لم يسأل عما يخصه بل كان الجميع يشعر بالقلق على اثناتهما ( فاطمة وإيمان )

_ خير يادكتور طمنا ..... تحدث حمزة بثبات ناظراً للطبيب ملتقطاً أياه من تشوشه بسبب هلع الجميع المنصب عليه

_ كابتن فاطمة الحمدلله الرصاصة كانت سطحية وهيتم نقلها فى غرفة عادية دلوقتى بس مش هتفوق غير الصبح ..............

قال الطبيب لتتنهد وفاء وهى تضع يدها على قلبها حامدة الله وكذلك علي

_ طب وبنتى إيمان ؟! ........ قالت حنان بتوجس زاد عندما تغيرت ملامح الطبيب وهو يكمل

_ ماخبيش عليكوا إصابة حضرة الظابط إيمان فى مكان خطير قريب جداً من القلب ... دعواتكم معاها .........

القى كلماته الأخيره ليستأذن أخذاً خطواته مبتعداً عنهم .. وكأن الصاعقة قد حلت على الجميع ولكن لم يدم ثباتهم كثيراً حتى هرولوا إلى جسد حنان الذى سقط أرضاً ....

أما أدم فما عاد يشعر بساقيه ليهبط بجسده على اقرب مقعد وهو يشعر أن ضربات قلبه تكاد تختفى وعيونه قد ألتمعت ... جلس لجانبه حسام بعد أن فاق من صدمته هو الأخر ليقول وهو يربت على كتفه

_ إن شاء الله هتكون بخير ياأدم .. إيمان قوية وهتتخطاها .........

_ إيمان بتروح مني ياحسام ........ نطق بها بضعف وقد نزلت أولى دمعاته

_ مش هتروح ياأدم .. إيمان هتبقى بخير صدقنى .. بس إنت لازم تبقى أقوى من كده ... انت شايف الجو هنا متوتر إزاى ... إيمان محتجاك دلوقتى قوى .. كمل وقوفك معاها للأخر وإدعيلها ياأدم ............ قال حسام بهدوء يبث لصديقه الطمأنينة ليلتفت أدم ناظراً أليه وقد إستعاد بعضاً من رابطة جأشه وكل كلمة من كلمات حسام تعصف داخله ليمسح دمعته وهو يستقيم ليأخذ خطواته مبتعداً عنهم تحت نظرات حمزة المتعجبة والذى كاد يلحقه لولا يد حسام التى قبضت على ذراعه تمنعه وهو يقول

الصُّمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن