٢

77.7K 1.5K 265
                                    

الفصل الثاني

بعد مرور بضع أيام

"كلمتك كتير مردتش.. كنت فين كده امال؟" اجاب وليد هاتفه الذي صدح بالرنين وكان المتصل شهاب

"لا ده حوار ابويا مكعبلني فيه مع ولاد عمي" أخبره ولم يرد أن يخبره بجميع التفاصيل

"ولاد عمك؟! وده من امتى الموضوع ده، فجأة كده طلع؟" تعجب وليد بشدة لما يسمعه

"آه... بس حوار وهيعدي.. قولي أخبار الدنيا تمام معاك والرجالة جهزوا ولا لأ؟!"

"لا تمام.. متقلقش هي اول مرة لينا ولا ايه؟"

"لا عادي بطمن" اخبره ببرود

"لا كله زي الفل والدنيا ماشية، عملت ايه مع اللزجة اللي اسمها ميرال صحيح؟!"

"بص بقا أنا قرفت من لزقتها وهي اللي جابته لنفسها، أنا هاجيبها عندي بليل"

"وفكرك هتبطل.. أنا بجد مش عارف بيستحملوك ازاي، تبهدل الواحدة من دول وبردو يفضلوا لازقين فيك"

"يا عم يولعوا كلهم.. اهم حاجة طمني لما تخلص"

"حاضر يا شهاب بس أنا مش فاهمك قلقان ليه المرادي؟"

"لا قلق ولا حاجة، أنت عارف إني بحب كل حاجة تمشي تمام من غير شوشرة"

"لا هتمشي تمام"

"يالا سلام وأشوفك بكرة"

وصد شهاب هاتفه ثم زفر في ضيق شديد من كل ما لاقاه اليوم وتزايدت عقدة حاجباه بينما عقد ذراعاه كذلك وهو يستند على سيارته بجانب احدى الطرق بعد أن غادر ذلك الإجتماع الذي لم يكتمل وآخذ يُفكر في كل ما رآه اليوم وتلك الشخصيات الجديدة التي ستدخل حياته قريباً..

سليم هذا يبدو من نظراته أنه صعب المراس ويعامله الجميع على أنه الأكبر بينهما والمتحكم الوحيد بكل شيء.. وإياد يبدو قريباً منه للغاية، أمّا عاصم فكأنه يحاول أن يلفت الإنتباه بأي طريقة منذ حتى أن صافحه وقد شعر بطريقته التي يحاول أن يفرضها على الجميع ولكن يبدو وأن لا أحد يكترث بما يفعله.. كما تبدو تلك الفتاة أروى مغرورة للغاية، ليتها تحدثت لكان عرف كيف يجذبها له..

نفخ ما برئتيه من هواء وهو يتألم بداخله فلم يكن يعتقد أبداً انه سيواجههم يوماً ما وعليه أن يتعامل معهم لمدة والتي يبدو أنها ستكون طويلة..

❈-❈-❈

وقف من بعيد خلف إحدى الأشجار بمنزل عائلة والده يتفقدها وهو لا يدري ما الذي حدث له منذ عودتها عند معرفتها بوفاة والدها، هو كان يعرف جيداً أنه لطالما عشقها وتربعت زينة على قلبه منذ أن كانا صغاراً، رؤيتها وهي تبتسم، مجالستها لوالده لساعات بل وأيام دون ملل، طريقة حديثها الجذاب وكأنها أذكى من على الأرض كلها بين البشر، عشق طفولتها ورآها أمامه تكبر كل يوم، لطالما شعر وكأنها تنتسب لمنزلهم وليس هنا وكأنها خُلقت من أجله..

دجى الليل الجزء الثاني - عتمة الزينة كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن