أشتقت لك أسوَدي .. أرجوك ألا تتعجب، لا تسأل لماذا لأول مرة بحياتي أخبرك بأنني أشتقت لك .. حسناً، ربما أشعر بالإحتياج لك ومزاجي رائق نوعاً ما .. لا تقلق ولا تستغرب كلماتي السابقة .. سأقص عليك بعد الأشياء التي حدثت ربما نستطيع التوصل لحل جلي لسؤالي المعهود، قد توحي إلي تفسيراً ما لكل ما يحدث لي ..
أنسى صفحاتي السابقة وكل ما عهدت أن أخبرك به، وأرجوك أنسى تلك الطريقة الحادة التي اعتدت أن أصب غضبي اللاذع عليك كلما ارتبت وسئمت نفسي عن طريقها .. دفتري الأسود العزيز، رفيق دربي الموحود استمع لي، ومن حسن حظك هناك أخبار جيدة...
أتتذكر، قبل سفري، عندما عانيت وحدي .. لا أدري لماذا حظي بائس للغاية هكذا حتى انتسب لتلك العائلة التي يلهو كل فرد منها في ليلاه ولكن على العموم لقد تقبلت ذلك .. اذعنت لكوني الفتاة الصغرى لتلك الأسرة الغريبة التي لا يكترث أي فرد بها للآخر! سوى أبي ولكنه كما تعلم، لقد ذهب هو الآخر وتركني وحدي..
هذا ليس موضوعنا، ولكن أتتذكر تلك الحالة المذرية التي كانت تغتالني فجأة وتنتشلني من أوجاعي لأوجاع وفزع أسوأ، حسناً .. لقد واجهتها مجدداً .. بالطبع ستتعجب وستسألني أين تلك الأخبار الجيدة التي أخبرتك عنها!! أنتظر قليلاً أيها الأحمق سأخبرك!
ليلة أمس لقد واجهتها، لا أدري لماذا أتتني بعد أن ودعتها منذ سنوات ولكن يبدو أن أحداً منا أشتاق للآخر، لا أدري أنا أم هي .. لن أكذب عليك لقد تألمت مجدداً .. ولكن لأول مرة بحياتي أكون ممتنة لتلك البغيضة!
لقد استيقظت ووجدته بجانبي، لا أدري لماذا بقى بجانبي طوال ليلة أمس؟! لأول مرة أشعر بأن هناك من يكترث لأجلي .. هل لديك تفسيراً لذلك؟!!!
لقد استيقظت ولوهلة شعرت بأن .. حقاً لا أدري ماذا علي أن أقول .. لأول مرة لا أدري ما هي الكلمات الصائبة لتعبر عما أشعر به.. ولكن ما أعرفه أن جزءاً ما بداخلي استكان فجأة .. هناك ما جذب تلك الشخصية القوية التي أظهرها للجميع وقيدها ولم تستطع الإنطلاق!!
لقد استيقظت يوماً عندما كان ستيفن بغرفة الجلوس بشقتي بألمانيا، لم أتقبله يوماً ما كما تعرف .. أم تريد العودة لتلك الصفحات؟! على كلٍ، ستجدها بصفحاتك والآن دعني أتابع ..
كما تتذكر وتعرف يومها سمحت له ببقاء الليلة بمنزلي كإمتنان ليس أكثر كان ذلك بسبب ما فعله معي عندما أنهى عراكاً محتماً بيني وبين هذا الشاب السخيف دايفيد وقلني للمنزل في ساعة متأخرة، أتتذكر يومها ماذا فعلت؟ أتتذكر بمّ أخبرتك؟
أنت تعرفني أكثر من الجميع، أنت تعرف أنني لست تلك الفتاة التي تسمح للرجال بالمبيت معها والتواجد بجانبها، إذن، عليك أن تُفسر لي لماذا استيقظت هذا الصباح بمثل هذا الهدوء وتلك السكينة؟
أتتذكر لقد أمعنت النظر لتفاصيله .. مهلاً!! أتقبلته لأنني أجده أكتسب وسامة غير معهودة؟ أنا أعرفه منذ الأزل، نعم منذ زمن سحيق ولكن أعترف الآن أنني منذ عدت وهناك شيئاً به تغير، شيئاً بملامحه يجذبني .. ولكن أحقاً كنت هادئة للغاية لأنني انجذبت لملامحه؟!
لا .. لا .. أرجوك لا تخبرني بأنني مثل تلك الفتيات الساذجات اللاتي تعجبن بمظهر رجل .. لا تقل لي ذلك أرجوك!!! أنت تعرفني جيداً منذ سنوات .. هيا أرجوك أخبرني ما هذا الذي أفعله؟ من تلك الشخصية التي تحاول الظهور هكذا فجأة؟
أنت تقرأ
دجى الليل الجزء الثاني - عتمة الزينة كاملة
Romanceفتاة حكم عليها من قبل الجميع وخاصة والدتها لتدخل بحالة نفسية تؤثر على كل شيء بحياتها؛ ما بين الإزدواجية وبين التضاد تقرر التمرد على الجميع.. ووسط كل ذلك تُعجب بإثنان.. ابن خالها وابن عمها! كيف ستختار وهي لطالما سألت نفسها "من أنا؟" الجزء الثاني من ر...