۳٤

38.2K 1.1K 111
                                    

تم النشر على موقع واتباد بتاريخ ٢٠ أبريل ٢٠٢٠


الفصل الرابع والثلاثون

نهاية يناير 2019..

في تمام الثامنة صباحاً..

حاول شهاب أن يجد النهاية لطريقه الذي بدأ بالعدو به منذ أكثر من ساعة، رئتيه قاربا على الإنفجار، يشعر بجسده قد بدأ في التوجع، ولكن بالرغم من كل ذلك لا يزال يشعر نفس الشعور بداخله.. طريقه لا ينتهي أبداً.. هناك المزيد يود أن يُغادر جسده، تلك الحمم التي تغلي لا تزال تريد الإنطلاق.. لم يكن ما فعله مع غادة وحدة كافياً.. هي أيضاً ازادت الأمر سوءاً.. أنعشت أبغض الذكريات برأسه.. ذكرته من كان منذ زمن بعيد..

أسرع بعدوه على الشاطئ ليوصد عيناه وهو يتذكر وجه بدر الدين، وجه سليم، أروى التي ود لو أنها تُعذب على يداه الآن.. وجه تلك المرأة هديل التي تظن نفسها المتحكمة بكل شيء.. حتى زينة تذكرها.. أين هي الآن؟ بعد فعل كل ذلك هي لا تكترث له.. إياد، عاصم، آسر، شاهندة.. كل هؤلاء الوجوه تجعله يُكبت بمزيد من ذلك الشعور الذي لا يعرف حتى ماهيته.. ولكن ما يعلمه أنه يُريد الإنتقام، يريد تفريغ ذلك الكبت الذي يشعر به كلما تذكرهم..

حاول أن يزيد من سرعته ولكن قدماه أخذت في التراخي عندما تذكر غادة، ملامحها الحزينة، صراخها، أوجاعها التي سببها لها.. هو لم يُريد لها كل ذلك، أراد فقط أن تحتضنه، أن تعانقه.. لا يدري ما الذي يحدث له كلما أجتمع بها.. يتمنى كل مرة أن يكن الأمر مغايراً تماماً لما يفعله ولكن لا يدري كيف يتحول احتياجه لها لذلك العنف الهمجي.. توقفت قدماه عن العدو وأتكأ مستنداً على ركبتيه وهو يلهث بشدة ثم وجد نفسه يجهش بالبكاء.. لا يستطيع نسيان مفارقتها له مجدداً، لا يستطيع تحمل تلك النظرة التي تنظر له بها وكأنه هو الجاني.. أليست هي من بدأت؟ أليست هي من جعلته يُحلق بالسماء السابعة ثم كلماتها خسفت به الأرض؟ لماذا نسيت الآن؟ لماذا لا تختاره هو الآن وقد أصبح يملك العديد من الأموال؟ لماذا لا يستطيع نسيان كلماتها حتى اليوم بالرغم من مرور تلك السنوات؟!

ظل ينتحب في وهن ثم نظر حوله ليجد أي شيء كي يحطمه ولكن الشاطىء بأكمله كان فارغاً ليستقم لاهثاً بعد أن منع نفسه عن البُكاء وأخذ يركل الرمال بقدمه ب كل ما أوتي من قوة مُعنفاً اياها وكأنها من أخطأت بحقه وهي ليست سوى رمال بالنهاية.. وكأنه يريد إطلاق أولى شرارات إنتقامه على تلك العائلة، على غادة، على كل من يكره وكل من يسبب له تلك الآلام الموجعة.. سيفرق ذلك التجمع اللعين الذي يحرق عيناه وتلك الضحكات التي يقهقهون بها وتسقط على مسامعه كالجحيم.. حسناً.. سينتظر إلي ذلك اليوم المنشود الذي ينتظره الجميع لخطبة الطفلان المزعجان أدهم وسيدرا.. سيدع الجميع يندمون أشد الندم على تعاملهم مع شهاب الدمنهوري.. سيدمر تلك السعادة التي تنهال من أعينهم حتى يتذكروه للأبد ويتعلمون ألا يعبثوا معه ثانيةً وخاصةً هذا الرجل المسمى ببدر الدين!

دجى الليل الجزء الثاني - عتمة الزينة كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن