تم نشر الجزء على موقع واتباد بتاريخ ٣ أبريل ٢٠٢٠
الفصل الرابع والعشرون
رمقها بإبتسامة متصنعة إلي أن غادرت ثم أمسك بهاتفه مسرعاً ليحدث أروى مجدداً.. لقد ألقى الطعم ليلة أمس وها هو يتأكد ما أن حديث زينة عن أختها صائباً أم لا!.. فقط في إنتظار شَصّه، هل سيُمسك بأحدى الأسماك ليُلقها بمقطفه الذي امتلئ بالإنتصارات الأيام الماضية، أم سيعاود إلقاء طُعماً جديداً مرة ثانية؟!
"صباح الخير يا أروى" تحدث بهاتفه
"شهاب.. صباح الخير" اجابته مسرعة بإقتضاب ونبرتها تبدو متعجلة للغاية
"زينة طالعة دلوقتي الشركة وأنا مستنيها.. يا ريت زي ما اتفقنا امبارح، حاولي تكوني جنبها.. أكيد اخواتك هيضايقوا وممكن يشدوا معاها.. معلش بس هي هتحتاج حد يكون في صفها بعد الخناقة بتاعتها هي ومامتها" ادعى الإكتراث ثانية، سيرى حقاً هل أروى كما تدعي زينة التي يصدق كلامها عن أختها التي تبدو متعجرفة دائماً، أم أن عقلية تلك الفتاة الصغيرة تتوهم أشياءاً لا أساس لها من الصحة
"ممم.. أكيد أكيد" لم تعر كلماته اهتمام، هي حتي لم تسمعها.. هي فقط تقوم بإنهاء تلك القصاصات الصوتية من حديث سليم وإياد حتى تقتنع بها زينة بأكملها، عليها أيضاً أن تتحدث لوالدتها لتخبرها عن مخططات إياد وسليم.. عليها أن تفعل الكثير وبتلك اللحظة لا تدري لماذا يُحدثها ذلك المدعو بشهاب.. ولماذا أجابته هي الأخرى!! لأول مرة تشعر بغبائها الشديد
"شكراً.." حمحمت وهي لا تستطيع التركيز بين إرسال تلك المقاطع على احدى البرامج بهاتفها وكذلك محادثة شهاب لها "يعني شكراً إنك كنت جنبها.. ومالوش لازمة تفضل تحت.. اتفضل اطلع وحتى اشرب قهوة معايا" لا تدري لماذا قالت تلك الكلمات يبدو وأنها غير واعية لما يخرج من فمها ولكنها ودت أن تنهي تلك المكالمة الغريبة بأسرع وقت ممكن
"تمام.. هركن العربية في الجراج واطلع" قبل تلك الدعوة في ثوانٍ فهو يود أن يرى كل شيء بعينيه حتى يستطيع الحكم على تلك الفتاة والتأكد ما إن كان يستطيع الإستفادة منها بالأيام المقبلة
"أوك.. مستنياك" أنهت المكالمة بسرعة شديدة وشعرت أنها ورطت نفسها بالفعل بدعوة شهاب ولكن لينتظر وستأتي له لاحقاً..
عادت لتتأكد أنها تملك كل تلك المقاطع التي ستكون النهاية لتلك العلاقة المزعومة بين سليم وزينة بعد أن رتبتها بحيث تصدقها أختها وتوجهت بخطوات سريعة نحو طريق مكتب سليم فلابد وأن زينة ستتجه له هو أولاً قبل الجميع ولكنها لن تترك لها الفرصة للإقتراب منه.. ربما كانت غافلة بالأمس القريب ولكن الآن هي ترى كل شيء بوضوح ولن تترك لتلك الصغيرة أن تحول بينها وبين هدفها الذي لطالما أرادته منذ سنوات..
❈-❈-❈
بالرغم من شعورها بالتردد ولكن ثقتها اليوم بنفسها لا تتضاهى، مظهراً جديداً، أياماً قضتها بالمرح وبنفس الوقت باحت بالعديد من مكنونات صدرها واستطاعت أن تحدث شخصاً آخر سوى ذلك الدفتر.. شخصاً بعيد كل البُعد عن العائلة بأكملها، لم تشعر بالخوف من إخباره لأحد، لم يُذكرها بتلك الفتاة القديمة الضعيفة المهزومة دائماً من قبل الجميع، شخص يستمع لها دون إطلاق الأحكام عليها ولم ترى حتى بعينيه نظرة الشفقة التي ينظر لها بها من يكترث لها من عائلتها التي تمقتها كثيراً خاصةً بعد أن تواجه نوبة من نوباتها المرضية التي تشعر بعدها وكأن الجميع حولها يتفرقون لمذهبان.. أحدهما يظن أنها مجنونة والآخر يشفق عليها بمنتهى الآسى لحالها..
أنت تقرأ
دجى الليل الجزء الثاني - عتمة الزينة كاملة
Romanceفتاة حكم عليها من قبل الجميع وخاصة والدتها لتدخل بحالة نفسية تؤثر على كل شيء بحياتها؛ ما بين الإزدواجية وبين التضاد تقرر التمرد على الجميع.. ووسط كل ذلك تُعجب بإثنان.. ابن خالها وابن عمها! كيف ستختار وهي لطالما سألت نفسها "من أنا؟" الجزء الثاني من ر...