٣۰

35.2K 1.1K 147
                                    

الفصل الثلاثون


بين عبارات المباركة وعناق التهنئة بالسعادة التي ظهرت على البعض ليتبادلوها سوياً شعرت بالتخبط والشتات التام، لا تصدق أن عليها أن تقف بالصف هي الأخرى لتنتظر دورها لتهنئهما.. أهذه هي أروى من حذرتها منه؟ كيف تعلم حقيقته وتستطيع بمنتهى السهولة في أقل من شهر واحد أن تسامحه وتوافق على خطبتها منه؟ وها هو سليم الذي ظنت أن يعشقها تركها وذهب ليعقد خطبته.. هي فعلت ذلك هي الأخرى! 

هل تسرعت؟ هل أتخذت قراراً خاطئاً؟! ولكن شهاب جيد.. نعم هو جيد ودعمها الفترة الماضية.. ولكن هل لها أن تقبل خطبتها منه فقط لهذا السبب؟ لا هي تشعر بالإعجاب نحوه.. نعم منذ أن رآته تلك الشخصية الهادئة التي لا تقبل التحكم مثلها جذبتها، لن تنكر، هاتان البنيتان جذبتاها.. ولكن سليم.. ألا زالت تقارن؟ ألا زالت تشعر بذلك الشعور بخطئها؟ لماذا تتواتر الأفكار هكذا بمنتهى السرعة على عقلها؟ أظنت أن سليم سيوقف حياته عليها هي فقط؟! هل ظنـ..

"مبروك" همست وهي تقاطع أفكارها بعدما آتى دورها في التهنئة لأروى ولا تدري أهذا العناق لوماً أم تهنئة لها.. تريد أن تسألها الكثير ولكن الوقت لن يسمح..

"مبروك يا سليم" همست له وهي تنظر له بزرقاوتين مصدومتين ليشعر بتلك المعاناة التي قرأها بسهولة بعينيها وبالرغم من إلحاح عقلبه وفؤاده بأن يصرخ ويخبرها ما هذا كله إلا من أجلك ولكنه صافحها مُعقباً على كلماتها 

"الله يبارك فيكي.." نظر لها بلوم خفي لم تستطع هي قرآته بينما لمحهما بدر الدين من مسافة متنهداً على تلك الحال التي وصلاإليها

"مبروك!" صاح شهاب وهو ينظر إلي أروى نظرة ثاقبة جعلتها ترتبك قليلاً لتجيبه هي الأخرى 

"الله يبارك فيك.." 

"مبروك!" أتظن أيها التافه أنك ستنتصر عليّ بما تفعله.. أتريد  أن تُثبت أنك لا تكترث لتلك الصغيرة التي ينهال العشق من عينيك إليها كلما نظرت لها.. أتظن أنني أحمق!! صبراً أيها الصغير 

"الله يبارك فيك!!" صافحه وهو ينظر له بإنزعاج ليبتسم له شهاب بينما قهقه داخل عقله ظاناً إمّا أروى ذكية للغاية، وإما هناك لعبة من نوعاً ما يفعلها.. سيعرف عاجلاً أم آجلاً.. وحتى لو لم يعرف.. لن ينتظر كل تلك الفترة ليعلم ما الذي سيحل بتلك العائلة.. تكفيه فقط تلك النظرة التي رآها على وجه سليم عندما آتى دالفاً مع زينة ويدها بيده!

"ايه يا ولاد.. مش تقعدوا مع خالو شوية.. ولا مالكوش مزاج؟" آتى بدر الدين ليحاوط بكلتا ذراعاه كتفي زينة وشهاب ليشعر شهاب بأنه قد قارب لَكم ذلك الرجل بأي ثانية الآن!

"لا طبعاً يا خالو.. كنا بس بنبارك لأروى وسليم" استمع لنبرتها الهامسة الحزينة 

"قولولي بقا مبسوطين؟!" رمقهما بنظرات وزعها بينهما

دجى الليل الجزء الثاني - عتمة الزينة كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن