٢٨

29.7K 960 129
                                    

تم النشر على موقع واتباد بتاريخ ١١ أبريل ٢٠٢٠




الفصل الثامن والعشرون


"مبروك" حدثته أروى وها هو قد فرغ من مكالمة تليفونية غريبة قد ترك الجميع من أجلها وتوجه للشرفة حتى يقوم بإجراءها
"عقبالك" رمقها بنظرة جانبية ثم أعاد هاتفه لجيب سترته
"قريب.." اجابته بإقتضاب
"أنا متأكد من ده.. أنتي ذكية وشاطرة وهتعرفي توصلي للي أنتي عايزاه" التفت لها ولتوها رآت نظرة إعجاب بداكنتيه
"ذكية وشاطرة.. وفعلاً هوصل للي عايزاه" تمتمت بإبتسامة مقتبسه من حديثه "الموضوع كله مسألة وقت.. وخلاص أظن مبقاش فيه حاجة أخاف منها!" نظرت له بتأكيد ليومأ بإبتسامة جانبية
"شوفي يا أروى.. أنتي لسه متعرفيش مين شهاب الدمنهوري.. ممكن أكون بوصل للي عايزه بطرق غلط.. بس يوم ما بقول كلمة مبرجعش فيها.. حتى لو بهزر!!"
"عموماً أنا معرفكش، ومعنديش استعداد أعرفك.. بس زي ما أنت ما قولت.. أنا ذكية وشاطرة وبعرف أوصل للي عايزاه.. بعدت زينة عن طريق سليم، جبتلك زينة لغاية عندك، حتى الناس اللي مش عايزها تحضر خطوبتك قدرت إني ابعدهم.. يعني تقدر تقول إني بوصل لأي حاجة أنا عايزة أعملها" ابتسمت له بمكر ثم تابعت "خُلاصة كلامي علشان مطولش عليك.. إنت ماسك عليا تسجيل.. يدمرلي كل اللي حلمت بيه في يوم.. علشان ذكي وشاطر.. وأنا كمان.. لسه مسجلة كل المكالمة اللي انت اتكلمتها دلوقتي.. بس ايه.. صوت وصورة.. وأظن أنها كفيلة إنها تدمرلك حياتك، فلوسك، وسمعتك!!" رمقته بإنتصار رافعة احدى حاجبيها ليقهقه بخفوت وهو ينظر لها مُضيقاً عيناه
"تمام.. سجلتيلي.. مكالمة ليا في شغلي اللي هي حاجة عادية وبعدين؟!"
"ولا قبلين!! سرك وتسجيلك في بير.. لغاية ما حد يعرف عن اللي حصل حاجة.. إنما طول ما سري في بير أنت مش أكتر من ابن عمي حبيبي، وجوز أختي المنتظر.. لا أكتر ولا أقل" ابتسمت بخبث ليومأ لها ليزفر هو بعمق هاززاً رأسه بإنكار مُدعياً الآسى
" عارفة.. أنا قولتلك إنك ذكية وشاطرة، بس مع والدتك، مع واحد زي سليم، مع زينة.. مع إخواتك.. إنما أنا!!" أطلق زفرة متهكمة صاحبها همهته الرجولية ثم تغيرت ملامحه في لحظة للجدية الشديدة ورآت تلك الملامح التي أخافتها مرة من قبل "لما تمسكي على شهاب الدمنهوري حاجة، إذا كنتي يعني فاكرة انها حاجة مهمة، أتأكدي إني حطيتك في دماغي.. وأنا بقا اللي بحطه في دماغي برسمله خطة.. واتنين.. وعشرة! وصدقيني كل الخطط بتبقا نهايتها وحشة أوي!! من هنا ورايح عايزك تاخدي بالك من نفسك الفترة الجاية.. بنت عمي بردو واللي هيحصلك هيخليكي تصعبي على الكافر!" أنهى حديثه لها بإبتسامة جانبية بينما أرتبكت أروى من ملامحه
"شهاب!!" آتت زينة لتناديه ودلفت الشرفة لتزفر أروى براحة ولأول مرة تشعر بالإمتنان لشيء فعلته زينة فهي لتوها أخرجتها من هذا المأزق وأنسحبت مسرعة للداخل حيث الجميع
"حبيبتي.." ابتسم لها مدعياً العشق التام على سائر ملامحه.. فهو قد أختبر من قبل كيف يبدو العاشق الغارق بأبحرٍ من الغرام
"حسيتك أختفيت مرة واحدة كده" بادلته الإبتسامة
"مكالمة مهمة في الشغل وبعدين أروى كانت بتباركلي" أقترب منها لتتشابك أصابعهما سوياً "مبسوطة؟!" سألها ليحصل منها على تنهيدة
"مبسوطة بس.. حاسة إننا اتسرعنا شوية" أخبرته بنبرة مرتبكة ليقترب منها ثم قبّلها على جبينها في تريث وقد شعر بعدم راحتها من إقترابه فابتعد مجدداً ولا يزال مُمسكاً بيدها
"زينة.. أنا مكنتش قادر استنى، من يوم ما عيني وقعت عليكي بقيتي أهم حاجة في حياتي.. من يوم ما قابلتك صدفة في النادي وزي ما تكوني أهم هدف ليا في الدنيا.. حسيت إني لو مقربتش ليكي هسيب أحلى فرصة جاتلي في حياتي.. يمكن أنتي مش حاسة بيا، بس مع الوقت هتعرفي انتي مهمة بالنسبالي ازاي" تلمس أسفل ذقنها وبالرغم من اثر كلامه الغريب على مسامعها فقد ابتسمت له
"كان نفسي خالو يبقا معايا النهاردة اوي.. معرفش ليه ماما صممت كل حاجة تكون على الضيق أوي كده" همست له بنبرة حزينة
"متقلقيش.. بكرة لو حابة نروح لخالو.. ولو حابة نعمل اي حاجة في الدنيا نعملها"
"بجد!!" نظرت له ببراءة نظرة مليئة بالتلقائية ليومأ هو لها بإبتسامة "طب هات الموبيل بتاعك" عقد حاجباه ناظراً لها في تعجب
"خديه" في ثوانٍ أخرجه من جيب سترته وأعطاه إليها "بس دي غيرة بقا ولا ايه بالظبط.."
"لأ مش غيرة" أخبرته بينما بحثت عن احدى تطبيقات وسائل الإتصال الإجتماعي الشهيرة بهاتفه "أنا عايزة الناس كلها تعرف إني اتخطبت لشهاب الدمنهوري.."
"اووه!! ده أنا طلعت مهم أوي وأنا مش واخد بالي" أخبرها بزهو
"شهاب أنت معندكش فكرة أنت مهم بالنسبالي قد ايه" بالرغم مما تحمله من التردد وأنها وافقت على تلك الخطبة بسرعة ولكنها كانت تخبره الحقيقة "بالذات الفترة اللي فاتت.. لولا وقفتك جنبي مكنتش بقيت كويسة" ابتسمت له بإمتنان
"متقوليش كده تاني.. ده واجب عليا"
"طيب يالا بينا بقا ندخل نقعد مع عمو كرم"
"يالا.." ابتسم له وما أن دلفت للداخل أمامه وهو يتبعها حتى تلاشت ابتسامته
"الموضوع هيتأجل أسبوع كمان.. لا محتاجين شحنة أكبر وأنا بتصرف فيها.. هيدفعوا الضعف وأنت عارف سعر السوق كويس وأنا مش هاسيب فرصة زي دي تضيع من ايدينا.. لا متقلقش فلوس العمال هتوصلهم.. وليد.. أنا قولت اللي عندي.. سلام!" راجع كل كلمة غادرت شفتاه بتلك المكالمة بينما رآى أنه لا يُدينه سوى نطقه لإسم وليد.. لذا إذا وصلت تلك المكالمة للجهات المختصة، لن تكون في مصلحته أبداً!! ولكن مالا تعلمه أروى بعد حقيقة علاقته بوليد، أم لربماعلمت شيئاً؟! عليه التأكد من هذا جيداً

دجى الليل الجزء الثاني - عتمة الزينة كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن