٦

46.7K 1.9K 294
                                    



تم النشر بتاريخ 8/10/2019

الفصل السادس

"تحبي تفطري ايه؟!" تسائل إياد بابتسامة بينما لاحت عيناه بين قائمة الطعام مرة وبين عيناها العسليتان مرة أخرى لتتنهد هي ونظرت له باستفسار ممزوجاً بالجدية بعد أن رفعت نظرها عن كتابها لتتلاقى أعينهما

"إياد أنا مش جاية هنا علشان أفطر، أنا عندي حاجات كتيرة ولازم أخلصها!" أخبرته بهدوء ثم أعادت نظرها مرة أخرى لكتابها

"أكيد أكيد" حمحم بجدية وتفقدها لثوانٍ ثم أكمل "بس يعني لسه اليوم طويل واحنا لسه بدري.. افطري الأول وبعدين كملي مذاكرة براحتك" حاول الابتسام مجدداً لتنظر له بعد أن زفرت في ضيق

"لو سمحت، أنا جاية هنا عشان ابعد عن دوشة البيت، وقت ما أحب آكل هابقا آكل، ممكن متشغلش نفسك بيا خالص وتسكت عشان أعرف أركز" حدثته بجدية شديدة ليشعر هو بالإهانة من كلماتها تلك وكأنما يجبرها لفعل شيء ما ولكنه لن يتقبل تلك الطريقة التي تتحدث هي بها بتلك السهولة

"وأنا جاي هنا عشان اقعد معاكي!! وهتفطري!! ومش عايز نقاش!" أخبرها كذلك بمنتهى الهدوء والجدية ولم تبارح عيناه قائمة الطعام بينما هي نظرت له في غرابة ودهشة من طريقة حديثه فهي لم تسمعه من قبل يتحدث بتلك النبرة فلطالما عهدته ليناً هادئاً ولكن كلماته تلك كانت جديدة عليها للغاية

"أنت ايه الأسلوب اللي بتتكلم بيه ده يا إياد؟! معلش أنا آسفة بس مش هاسمحلك تكلمني بالطريقة دي!" حدثته بنبرة محتجة على كلماته السابقة ليرفع هو رأسه باحثاً بعيناه عن النادل ليطلب لهما الطعام دون الإكتراث لرأيها وما أن أشار للنادل حتى ازداد تعجبها واندهاشها وتريثت لترى ماذا هو فاعل وعقدت ذراعيها بعد أن ألقت بقلمها على المنضدة ونظرت له بجدية وتعالت أنفاسها الغاضبة عندما سمعته يقوم بالطلب بدلاً منها وانتظرت حتى أصبحا وحدهما لتسأله في إنزعاج "ممكن أفهم ايه اللي أنت عملته ده دلوقتي؟!"

"أنا هافهمك حالاً.. لأني بصراحة يا أسما مش هاقدر أسكت أكتر من كده" ضيقت حاجبيها وهي تتفحصه في اهتمام لحديثه الغريب الذي شعرت أنه ورائه أمراً هاماً خاصةً وأن إياد كان منفعلاً على غير العادة، لذا قررت أن تترك له الفرصة للحديث وظلت تنظر له بينما تفقد عيناها لبرهة وابتلع ثم شرع بالحديث مرة أخرى ليخبرها عن كل مشاعره تجاهها.

❈-❈-❈

"يعني ايه ماخدش قرار غير لما أرجعلك.. امال ايه لازمة إن أنا مديرة والمفروض مسئولة عن أقسام! مش فاهماك بصراحة" صاحت زينة بنبرة عالية نوعاً ما بوجه سليم

"أنا اللي مش فاهمك، أنا مش شايف حاجة صعبة في كلامي، محدش بياخد هنا خطوة أو قرار من غير ما يرجعلي" كره منذ أن دلفا مكتبه وهما يتجادلان بتلك الطريقة وكأنهما أصبحا ألد عدوان بالتاريخ فنهض واضعاً يداه بجيبيه في منتهى الشموخ ووجه لها ظهره ولكنه في حقيقة الأمر كان يتجاهلها ويحاول تجاهل نظراتها المنزعجة بسببه، فهو آخر شخصاً على وجه الأرض يريد أن يراها غاضبة أو حزينة بسببه ولكن هو لم ولن يتهاون بخصوص العمل أبداً.

دجى الليل الجزء الثاني - عتمة الزينة كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن