تم نشر الفصل بتاريخ ٢٧ مارس ٢٠٢٠
الفصل الثالث والعشرون
تنهد بدر الدين بعمق ثم التفت لينظر إلي نورسين التي نظرت له مجدداً تلك النظرة الداعمة ليبتلع في خوف من تلك اللحظات القادمة بينه وبين ابنه وقد أدرك أنه لن يستطيع الهروب منها أبداً..
"تعالى يا سليم نتكلم تحت.. فيه حاجات كتير عايز أقولهالك" تحدث وقد لاحظ سليم نبرته التي لا تبدو بخير أبداً ولأول مرة يشعر بأن والده ليس غاضب، وبالطبع هو لا يمزح.. هناك شيئاً مختلف خلف تلك النبرة الغريبة.. وكل ما تمناه هو ألا يكن الأمر متعلقاً بعمته هديل، وإلا لن يتوانى عن قتلها لو رآها أمامه، فهي حقاً قد أوصلته لتلك الدرجة من الكراهية لها بعد ما فعلته اليوم!
أومأ له ليسيرا سوياً وتوجها للأسفل، بالرغم كل ما يريد سليم أن يعرفه إلا أنه يريد الإطمئنان أولاً على والده فملامحه لا تزال غريبة عليه تماماً ويريد أكثر من أي شيء معرفة ما الذي دفع والده ليصبح هكذا..
أمّا عن بدر الدين فهو يدرك أنه يخطو نحو المجهول، لربما ستنتهي علاقتهما للأبد بسائر كل ما سيعترف له به، ولربما سيتفهم كما أخبرته نورسين، حقاً لا يدري ولا يعرف.. ولكن أليس هذا واجب الأباء؟! أليس عليهم أن يستمروا في الصعود على ذلك الدرج من القيم والأخلاق التي شيدوها أمام أبناءهم.! حسناً.. هو يشعر الآن ولأول مرة بهشاشة تلك الدرجات أسفل قدماه ولا يدري لماذا ولكنه يشعر وكأنه سيهد كل ما شيده بيداه وسيخسر ابنه للأبد..
"مش هتقولي فيه ايه؟!" سألهسليم بعد أن نفذ صبره فهو فقط توقع أن والده لا يريد التحدث أمام والدته ليس إلا
"مش هتقولي أنت الأول وصلت لإيه عن شهاب؟!" تحدث أخيراً سائلاً بعد أن طالت نظرته لسليم واعتراه هدوء مريب جديد من نوعه لم يراه به ابنه مُسبقاً!
"شهاب؟!" صاح بسخرية "شهاب ايه بس دلوقتي.. بابا أنت ايه اللي حصل بينك وبين عمتي أنا عايز أفهم.. هي كلمتك تاني بعد ما أنا ما روحتلها؟!" سأله بعصبية تعجب لها بدر الدين وكل ما خاف منه بدأ في التبدد شيئاً فشيء
"أنت روحت لهديل؟!" تعجب وهو يتفحص ملامح ابنه الغاضبة
"ايوة روحت.. كنت فاكرني كده هعدي الموضوع يعني.. بس المصيبة إننا لسه مش لاقيين زينة وأنا كلمت حد أعرفه في الداخلية عشان يساعدنا.. بس أنت فهمني ليه شكلك عامل كده؟" حدثه بجدية مبالغ فيها وقد قرأ الإهتمام الشديد بعينيه ليبتسم نصف ابتسامة وشعر كم هو محظوظ لإمتلاك ابن مثله "يا بابا فهمني مـ.."
"مفيش يا سليم!!" قاطعه بإنزعاج بعد الحاحه مجدداً وأخفى الحقيقة تماماً "هديل بس جت وفتحت في القديم وفكرتني بحاجات كتيرة وكمان كلامها عن نورسين قدامي ضايقني.. وكان عيب اوي بعد العمر ده كله اسمعها كلام أو اعمل معاها تصرف يفرق ما بينا الكام سنة اللي فاضلين في حياتنا.." حاولإقناعه بتلك الكلمات التي تفوه بها ولكن رآى ملامح سليم تتغير وازدادت عقدة حاجباه ولكنه لم يتوقع أبداً التالي
أنت تقرأ
دجى الليل الجزء الثاني - عتمة الزينة كاملة
Romanceفتاة حكم عليها من قبل الجميع وخاصة والدتها لتدخل بحالة نفسية تؤثر على كل شيء بحياتها؛ ما بين الإزدواجية وبين التضاد تقرر التمرد على الجميع.. ووسط كل ذلك تُعجب بإثنان.. ابن خالها وابن عمها! كيف ستختار وهي لطالما سألت نفسها "من أنا؟" الجزء الثاني من ر...