٣٣

34.5K 977 124
                                    

الفصل الثالث والثلاثون

"أحضنيني يا غادة" همس لها مرة أخرى وعيناه تتحرك يميناً ويساراً كي تتفحصا وجهها بأكمله وكأنه لأول مرة يراها لتمتد يدها بإرتجاف ثم عانقته بين ذراعيها ليسلط نظره على عينيها ثم أخترقها ببطئ شديد..

أهكذا كانت لتكون عندما يشعر بنفسه داخلها لأول مرة؟ أكانت لتنظر له نفس النظرات؟ أهي تشعر مثله؟ لربما تفعل!! لا.. هو يكذب على نفسه.. يهدأ قليلاً من روعه ليس إلا.. لم تختاره، لم تقع بعشقه مثلما فعل، لم تلق له بالاً، تركته، توقف الأمر بأكمله على الأموال.. حسناً هي أسفله، وهو قريب منها للغاية، وها هو يمتلك العديد من الأموال التي لا حصر لها..

ترك تفكيره جانباً وأسرع قليلاً من وتيرته داخلها ثم دفن رأسه بجانب وجهها كي لا تراه، لا يريد أن يظهر بمظهر الضعيف الخائف أمامها، هو يُعذب، يُعذب بكل ما يشعر به، كل ما يحدث حوله قد فتك به، ذلك البركان بداخله لا يكف عن التأجج أبداً..

ترك العنان لدموعه كي تنهار على سفح الجبل الذي أقسم أن يُشبهه، لم يعد يستطيع التحمل أكثر، تمنى لو أن بدلاً من ذلك العناق المُجبر ويداها المرتجفتان أن يرتجف هو من كثرة البكاء ويجدها تواسيه بعناق غير مغصوب.. لماذا عليه أن يحصل على كل شيء بالطريقة الخاطئة؟ لماذا عليه أن يتحمل الوحدة والآلم وفجائع القدر؟ يطارحها الغرام بالإجبار، تمتثل جميعهن أوامره لخوفهن منه، ولكن هل له أن يشعر ولو مرة أنه مرغوب من تلك الوحيدة التي أحبها قلبه؟!

"قوليلي إنك بتحبيني!" همس بجانب اذنها وهو يحاول أن يُخفي ذلك الإرتعاش بصوته مبتلعاً غصة آلامه بأكملها "انطقي" صرخ بها ليزيد من سرعته داخلها وبنفس الوقت عقد قبضته لاكماً الوسادة بجاب رأسها لتدمع عيناها في خوف مما قد يفعله بها

"بببحـ ـبك" همست في وهن وهي تبكي بشدة

"ايه.. كتير عليا؟!" همس سائلاً في توجع ثم مرمغ وجهه بالوسادة كي يجفف تلك الدموع التي تُظهر ضعفه، فكفى أنه يعاشرها دون عنف.. كان ذلك له بمثابة الإنكسار الشديد "كتير عليا مش كده؟!" صرخ بها بعد أن نهض وهو بداخلها وفرق ذلك العناق الذي لوهلة تمنى لو أنه حقيقي كي يخفف عن نفسه بين ذراعي من يعشقها ثم باعد بين ساقيها وازدادت حدة دفعاته بها لينعكس على اثرها المزيد من صرخاتها

"كتير إنك تحبي شهاب.. علشان محيلتوش حاجات كتيرة زي هيثم وباباه مش كده؟!" صاح بين أسنانه التي أطبقها في غضب لتبكي هي بكاء مرير وهي لا تُصدق أنه لم ينسَ شيئاً مما حدث إلي الآن .. "اديكي اهو قدامي بين ايديا ولو طولتي تبوسي رجلي عشان أسيبك تمشي هتعمليها" تحدث بين أسنانه المطبقة غيظاً وقهراً من صوتها يومها الذي لا يُفارق ذاكرته أبداً "وريني بقا هتمشي ازاي الليلادي" ابتسم لها في شر خالص ثم ترك قدميها ليسقطا على السرير وحاوط عنقها بيده في قوة وأمسك بخصرها ليغرس أصابعه بداخله في عنف بالغ ونوى بداخله ألا يريها قسوته فحسب!! بل سيريها كل ما شعر به خلال ثلاث سنوات لم يراها بها وسيترجمه بأفعال عنيفة وحدها من تستحقها دون سواها..

دجى الليل الجزء الثاني - عتمة الزينة كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن