"أتدري أسودي، أنا سعيدة، سعيدة للغاية، سعيدة لدرجة أنني أُفكر بإحتضانك قبل أن أقص عليك كل ما حدث اليوم، منذ الوهلة الأولى التي قرر جفناي ترك النوم والإستيقاظ إلي خمسة عشر دقيقة فاتت..
لا أدري من أين أبدأ ولكنه كان يوماً مفعماً بالعديد من الأشياء السعيدة، حسناً عليّ أن أن أكمل حديثي عن سليم ولكن لنتركه للنهاية لأنه أصبح بالنسبة لي لغزاً لا أستطيع تبينه..
لقد ذهبت صباح اليوم بصحبة زوجة خالي نورسين وابنتها وخالتي شاهندة، أتدري أين ذهبت معهم؟ أتدري ماذا كنت أفعل؟ حسناً.. فلتعدني أنك لن تضحك ولن أرى أي سخرية من سطورك الفارغة عنما أخبرك عن تفاصيل يومي.. لقد اتفقنا ولقد وعدتني، أعمل أنك لن تسخر مني.. حسناً.. لقد .. ذهبت .. للتسوق!!
أعلم أنك لا تصدق مثلي تماماً.. ربما تظن أنني مريضة أو أهذي للإعتراف بذلك ولكن لأول مرة أشعر وكأنني فتاة طبيعية، تمرح وتبتاع الملابس الملونة وتضحك وتمزح مع الجميع..
لن أكذب هذه المرة، لقد أشتقت لضحكاتي، أشتقت لرؤية الحياة بشكل مختلف قليلاً، لا زلت كما أنا بنفس تساؤلاتي وتعجبي من نفسي ولكنني لأول مرة منذ فترة كبيرة وأشعر وكأنما أريد الحياة، أريد البقاء هنا لوقت أكثر..
يبدو أنني تسرعت قليلاً بإتخاذ قرار السفر والعودة مجدداً لألمانيا نهاية هذا الشهر، لا أدري، ربما لو فقط عشت يوماً مثل هذا لكانت أفكاري تغيرت..
والآن حاول أن تُهمل تلك التنهيدة العميقة التي استمعت لها واعطيني كامل تركيزك، لدي سؤال لك، لا تقلق، لن أسألك هذه المرة من أنا ولن أسألك ماذا أريد، لدي هذه المرة سؤال جديد للغاية.. بم أشعر تجاه سليم؟!
ممم.. إنه ابن خالي، لقد تحدثت لك عنه من قبل ولكن اراه تلك الأيام بمنظور مختلف، أرى كل شيء به وكأنني تعرفت عليه مؤخراً وليس منذ سنوات سحيقة، ملامحه أصبحت تجذبني بشدة!! اللعنة! أهذا اعتراف مني بأنني منجذبة له؟!
حسناً.. لنعترف بالحقيقة.. هو جذاب وقد يجذب أي فتاة يريدها ولكن هل هو منجذب لي؟! أقصد أيشعر مثلما أشعر أنا؟ أم أنه يعاملني مثلما يعامل الجميع؟! لا أظن، ليتك كنت معي عندما تحدث لي من قليل وأخبرني أنني غير الجميع بالنسبة له.. انتبه لي عزيزي الأسود وأرجوك أن تتجاهل تلك التنهيدات وتلك الكلمات التي ارتعشت بها يديّ.. أنا أشعر بالتوتر الآن فتحملني أرجوك..
سليم منذ الصباح وهو يعاملني بطريقة جديدة، أشعر بإهتمامه، لربما أرى مشاعره، أكاد أقسم لك أنه يشعر تجاهي بشيء، ولكن أتدري عندما أنظر لطريقته مع الجميع أرى أنه يهتم بجميعنا، لا يهمل أحد أبداً.. لا أدري ماذا يريده، ولكن الأهم بمّ أشعر أنا تجاهه؟ يبدو وكأنني لدي المزي لأخبرك عه الفترة القادمة، بل أنني عقدت معاهدة سلام معه!! لا تقلق.. الآتي بين طيات صفحاتك سيكون أفضل من تلك الصفحات السابقة.. أنا أشعر بذلك.. انتظرني يا أسودي وسأخبرك بالمزيد والآن دعني حتى أنام.. سعيدة.. دون بكاء.. دون حزن.. دون وجع..
ليلة سعيدة عزيزي.."
معادنا بكرة ان شاء الله ❤️❤️❤️
أنت تقرأ
دجى الليل الجزء الثاني - عتمة الزينة كاملة
Romanceفتاة حكم عليها من قبل الجميع وخاصة والدتها لتدخل بحالة نفسية تؤثر على كل شيء بحياتها؛ ما بين الإزدواجية وبين التضاد تقرر التمرد على الجميع.. ووسط كل ذلك تُعجب بإثنان.. ابن خالها وابن عمها! كيف ستختار وهي لطالما سألت نفسها "من أنا؟" الجزء الثاني من ر...