غيوم ماطرة غطت السماء و دخان كثيف يرتفع !
منطقة بعيدة ، بناء كبير تلتهمه النيران !
رجال يجرون في كل مكان محاولين السيطرة على هذا الاضطراب الذي حدث فجاة !
و وسط تلك البناية الكبيرة ، طفل في الحادية عشر من عمره يجري باقصى سرعته بينما يمسك يد رفيقه و يجره خلفه !
صرخ احدهما بقلق شديد : هاياتو توقف !الا ان الاخر لم يستمع له و استمر بالركض يجر صديقه معه !
كان ذو الشعر الاشقر ينظر حوله بقلق و هو يرى الدخان يملأ الممر و النيران تستمر بالانتشار اكثر فاعاد نظره لرفيقه صارخاً : هاياتو !لم يسمتع الاخر له فسحب الاول يده و توقف ليوقف رفيقه : هاياتو ، لا يمكننا فعل ذلك ! لا يمكننا الهرب ! سنعاقب مجدداً !
توقف رفيقه و استدار ليمسك كتفيه بقوة صارخاً : ميكا لن نبقى هنا بعد الان ، هذه فرصتنا الوحيدة للخروج ! ان عدنا .. سيقومون بتعذيبك اكثر !
كان هاياتو يتحدث و هو ينظر لرفيقه بقلق يتامل وجهه الشاحب بسبب التعب و ارتفاع حرارته طوال الليل ، انفاسه المضطربة التي لا تهدأ ، القيود في يده و السلسلة الحديدية القصيرة المتصلة بها و التي بالكاد استطاع هاياتو قطعها بفأسٍ ليحرر رفيق طفولته من اسره !
تحدث ميكا بقلق و حزن : ابي لن يسمح لي بالهرب ، ارجوك لنعد قبل ان يعلموا بما فعلته ، سيقتلونك ان امسكونا هنا ! ساقول انك حطمت القيود و أخرجتني لتنقذني من النيران ، ارجوك هاياتو !
ابتعد هاياتو عنه قليلاً ليجيب بانزعاج و حزن : لا يمكننا ، لا يمكننا العودة ميكا ، لقد رأوني بالفعل !
توسعت عينا ميكا بصدمة فاكمل هاياتو صارخاً : طعنت الحارس لاخرج من الزنزانة ، انا اشعلت النيران عندما حاصرني اربعة رجال ، حتى السيد هيت قد رأني ! ان عدت سيقتلونني باي حال ! .. لا يمكننا العودة ميكا ، علينا الخروج من هنا !
امسك يد رفيقه ليجره خلفه مجدداً بينما كان ميكا ينظر له بقلق شديد !
" رأوه ؟! ان عدنا .. سيموت هاياتو ؟! "كانت تلك الافكار تسيطر على عقله لتريه اسوأ سيناريو قد يحدث فجعلته يرى الهرب الحل الوحيد لحماية رفيقه !
ثوان حتى رفع رأسه لينظر حوله ثم اتجهت انظاره لرفيقه منادياً : هاياتو ، الى اين تذهب ؟!اجاب رفيقه ببعض القلق و الارتباك : الطريق الوحيد الذي اعرفه هو من الزنزانة الى غرفة التعذيب !
شهق ميكا بصدمة : ماذا ؟! كيف كنت تخطط للهرب اذن ؟ انت تبتعد عن المخرج اكثر فقط !
انعطف ميكا ليدخل احد الممرات قائلاً : من هنا !
تبعه رفيقه فوراً بينما بدأ ميكا التفكير ، كان يخطط متخيلاً المكان و الحراس و طريقة الهرب ، كأنهم لوح شطرنج يلعب عليه !
تلك اللعبة التي كان والده يتحداه بها دائماً و التي لم يستطع الفوز فيها ابداً قد ينجح بها هذه المرة !
أنت تقرأ
حلم الصديقين : الانتقام
Mystery / Thriller• الجزء الثاني لرواية حلم الصديقين . " اخيراً اشرقت حياتي لأرى الضوء اول مرة ، بعد سنوات من العواصف و الثلوج اخيراً انتهى الشتاء داخلي لياتي الربيع حاملاً الواناً لم اكن احلم بها حتى ، حاملاً احلاماً كانت بعيدةً كل البعد عن متناول يدي . لكن .. تلك ا...