" هناك اشخاص محفورين في الذاكرة و اخرون لا تنساهم العيون و غيرهم لا يفارقون البال و منهم من يسكنون القلب لكن انت امتلكت جميع جوارحي ، ذاكرتي و قلبي و عيناي ! "كانت الدقائق و الساعات تمر و ميكا يجلس في غرفته في المشفى ممسكاً الوشاح الذي اهداه له رفيقه دون حراك !
كان قد منع من الخروج من المشفى !
وضع جين طبيباً نفسياً خاصاً له و احاطه بالحراس و اقفل باب الغرفة ليجعله حبيساً فيها بحجة حمايته !
هل يتخيل ام ان الامر اشبه بحبسه في مشفى المجانين ؟سكون تام و هدوء مخيف يسيطر على الغرفة !
كان صوت عقارب الساعة هو كل ما يسمع هناك ! لكن بالنسبة له ، كان يسمع اصواتاً عديدةً تكاد تصيبه بالجنون حقاً !
موسيقى ، صراخ ، كلمات تحط من ثقته !
كل الاصوات مجتمعة معاً محدثةً فوضى كبيرة جداً !
رفع يديه فجاةً ليضعهما على أذنيه محاولاً ايقافها كأنها اصوات حقيقية !
كانت عيناه متسعتان بصدمة و خوف !فتح باب غرفته بهدوء فاخفض يديه و نظر للزائر !
تقدم الطبيب نحوه قائلاً : هل هدأت الان ؟ أتشعر بتحسن ؟!نظر ميكا له قليلاً ثم اخفض رأسه هامساً : اين هاياتو ؟ لما لا ياتي ؟!
نظر الطبيب له ببعض الحزن ثم تنهد ليتحدث : عادةً كنا سنطلب منك الراحة في المنزل لكن السيد جين طلب ابقائك هنا لذا ان احتجت شيئاً اخبرني !
رفع ميكا رأسه لينظر له : جين ؟ هل جين هنا ؟!
اجاب الطبيب : لا ، لقد ذهب منذ مدة !
نطق ميكا : ماذا عن ديانا ؟!
اومأ الطبيب سلباً فحدق ميكا به قليلاً ثم تحدث كأنه يحاول جاهداً رؤية بعض الامل : و ابي ؟ هل جاء رجل يشبهني الى هنا ؟!
رد الطبيب : لا بني ، لا احد هنا غير الحراس !
بقي ميكا ينظر له لثوانٍ قبل ان يخفض رأسه بحزن و خيبة و تلك الكلمات تمزق اعماقه " لا احد ! "
تحدث الطبيب : هل تحتاج شيئاً ؟ هل ترغب ان اتصل باحد ؟!صمت ميكا ثم اجاب بصوت منخفض حزين : اريد الخروج .
نظر الطبيب له بحزن ثم نطق : اسف ، لا يمكنك هذا !
لم يقل ميكا شيئاً فشعر بالطبيب بحزن اكبر ! تقدم نحوه و وضع يده على رأسه ناطقاً : تحمل قليلاً ! ستبقى هنا لبضعة ايام فقط !
لم يجب ميكا مجدداً فاستدار الطبيب بهدوء و خرج !
بقي ميكا يحدق بالوشاح بصمت و تلك الكلمات تتردد في عقله ! تمسك به بقوة و حزن مفكراً " لا احد .. انا بمفردي ! ..سيتم التخلي عني مجدداً ! .. هاياتو ، انا وحيد تماماً من دونك ! "
أنت تقرأ
حلم الصديقين : الانتقام
Misterio / Suspenso• الجزء الثاني لرواية حلم الصديقين . " اخيراً اشرقت حياتي لأرى الضوء اول مرة ، بعد سنوات من العواصف و الثلوج اخيراً انتهى الشتاء داخلي لياتي الربيع حاملاً الواناً لم اكن احلم بها حتى ، حاملاً احلاماً كانت بعيدةً كل البعد عن متناول يدي . لكن .. تلك ا...