" انا حقاً لم اقصد جرحك او التقليل منك ! لم اقصد اهانتك او صفعك ! كنت فقط قلقاً عليك ! اردت فقط ان ابقيك بجانبي و ان امحو فكرة الموت من عقلك ! ماذا تتوقع من شخص يرى نصف روحه الاخر يتاذى ان يفعل غير هذا ؟! "كان هاياتو يقف امام باب العمارة يسير ذهاباً و اياباً بقلق ، ينتظر عودة نصف روحه !
كان قد بحث كثيراً و لم يجد له اثراً !
لم يبقى له خيار الا انتظار عودته الى المنزل !
" ميكا ! اين انت ؟ انا اسف ، ارجوك عد ! "استمر بالحركة حتى رأى اخيراً ما كان يبحث عنه !
ميكا يسير في الشارع متجهاً الى الشقة !
ابتسم باتساع ليجري نحوه بسرعة حتى وصل اليه فامسك ذراعيه بقلق ناطقاً : ميكا ، هل انت بخير ؟ اين كنت ؟!اجاب ميكا بصوت منخفض دون النظر اليه : اسف لجعلك تقلق مجدداً .
نظر هاياتو له بقلق و حزن ثم تحدث كأنه يحارب الموت بكلماته : ميكا ، انا اسف ، ما اخبرتك به كان خاطئاً ! كنت اكذب ! رغبت فقط بجعلك تترك امر البحث عن المقنع ! ارجوك انسى ما قلته !
رفع ميكا رأسه ببطئ لينظر لعيني هاياتو فضاقت عيناه بحزن قائلاً : انت تكذب الان !
عُكس الحزن بوضوح في عيني هاياتو !
قلقه جعله ينطق بتلك الكلمات متناسياً ان لا فائدة منها فكما يستطيع هو كشف اكاذيب ميكا ، صديقه ايضاً يستطيع تمييز صدقه من كذبه !
اخفض ميكا رأسه و تقدم ليسير نحو الشقة : انا بخير هاياتو ، اريد فقط الجلوس في غرفتي !نظر هاياتو له بحزن ثم تبعه بسرعة هامساً : ميكا !
دخلا الشقة فكانت غرفة الاستقبال بعد الباب مباشرةً .
دخلها ميكا فنظر الثلاثة في الداخل له فنهض كاي فوراً بقلق ناطقاً : ميكا ؟!رفع المعني رأسه ببطئ ليرى جين و ديانا موجودان ايضاً !
تقدم كاي نحوه ببعض الانزعاج الذي يخفي قلقه : اين كنت ؟ انتظرناك طويلاً ؟!نظر ميكا له ثم للاثنين خلفه ، حدق بأعينهم ليرى نظراتهم القلقة و الحزينة نحوه فشد على قبضة يده بحزن و اخفض رأسه هامساً : اذن .. الجميع كان يعلم ! انا الوحيد الذي لا يعرف شيئاً !
نظروا له ببعض الدهشة فاردف : انا اسف جداً لما فعلته لك كاي !
لم يستطع ميكا قول المزيد فصمت ، بل هو حتى لا يعلم ماذا يقول ! يشعر بالحزن و الخجل الشديد !
كأنه لم يعد يستطيع النظر اليهم بعد الان !
لقد هاجم هاياتو من قبل كثيراً و ظن انه سيفضل ايذاء الجميع الا هو ، لكن الان ينتابه شعور اسوأ بكثير !
ربما ثقته بأن هاياتو سيبقى معه مهما حدث هي ما كانت تخفف حزنه ؟ ثقته بانه لن يلومه ابداً لمعرفته حالته جيداً و لن ينزعج منه هي ما كانت تسمح له باظهار جميع جوانبه امامه !
الا انه بالطبع لم يرغب باظهار هذا الجانب امام احد اخر ، لم يرغب بفقدان السيطرة على تصرفاته مجدداً !
يشعر كما لو انه يقف بمفرده في مواجهة رياح عاتية !
أنت تقرأ
حلم الصديقين : الانتقام
Mystery / Thriller• الجزء الثاني لرواية حلم الصديقين . " اخيراً اشرقت حياتي لأرى الضوء اول مرة ، بعد سنوات من العواصف و الثلوج اخيراً انتهى الشتاء داخلي لياتي الربيع حاملاً الواناً لم اكن احلم بها حتى ، حاملاً احلاماً كانت بعيدةً كل البعد عن متناول يدي . لكن .. تلك ا...