وحش بلا رحمة

1.3K 163 255
                                    


" أنا أنت و أنت أنا ، لا تحتاج الكلام لافهمك و لا احتاج الصوت لتسمعني ، استطيع قراءة افكارك ، و افعالك واضحة كالشمس امامي ! صديقي ، اخي ، و نصف روحي ، ماذا تتوقع مني ؟! "

على الجانب الشرقي لجبل مونتري ، كان ميكا يسير في الشارع المنحدِر محدقاً بالارض ، كانت اوراق الاشجار الخضراء على طرفي الشارع تتحرك بخفة مع الرياح ! رغم جمال هذا المكان الا ان السيارات كانت نادراً ما تمر فيه فهو بعيد عن المدينة بعض الشيء كما ان السكان لن يقطعوا كل هذه المسافة فقط لرؤية الاشجار التي تتواجد بكثرة في الاسفل !

توقف ميكا عن السير و رفع رأسه لينظر بجدية و هدوء للسيارة السوداء امامه و الرجال الثلاثة الذين يقفون بجانبها !
لاحظ ميكا وجود رجل اخر داخل السيارة يجلس امام المقود و ينظر للطريق !
فجاةً رفع احد الرجال يده موجهاً السلاح نحوه : ارفع يديك للاعلى !

نظر ميكا له بهدوء ثم رفع يديه ببطئ : لن افعل شيئاً ، لا احمل سلاحاً اساساً !

تقدم حامل المسدس نحوه ليقف خلفه موجهاً السلاح نحو رأسه بينما وقف اخر امامه !
لم يبدي ميكا أي حركة ، كانت عينا من امامه مثبتة عليه بدقة كانه الة تفحصه !
رفع الرجل يده ليمسك معصم ميكا و يسحب كم قميصه للاسفل فظهر غمد الخنجر الذي يثبته بمعصمه !

ابتسم الرجل بسخرية : لا تحمل سلاحاً ، اليس كذلك ؟

لم تتغير نظرات ميكا و بقي محافظاً على هدوءه ! فجاة ركله الرجل على معدته بقوة فانحنى ميكا قليلاً و ظهر الالم على وجهه ، كان سيسقط جالساً على الارض الا ان الرجل بقي ممسكاً بمعصمه بقوة !

فكر ميكا " يبدو ان الخدع القديمة لن تنفع معهم ، انهم يعلمون عن طريقة ابي في القتال ! "

اخذ الرجل كلا الخنجرين منه و رماهما على الارض !
تحدث ميكا : اين هي مينا ؟!

رد الرجل بابتسامة ساخرة : لا تقلق ستراها قريباً !

نظر لزميله الواقف خلفه بطرف عينه فتقدم الاخير نحوهما بسرعة و امسك ذراعي ميكا بينما اخذ الاول سترته و فحص ما يوجد في جيبها فاخرج هاتفه و علبة دوائه بينما يتحدث : هذا للحيطة فقط ، لا تحتاج هذه الاشياء بعد الان !

رمى الاغراض بجانب الخنجرين و كذلك فعل بالسترة ثم اخرج اصفاداً حديدية من جيبه و قام بتقييد يدي ميكا خلف ظهره و دفعه نحو السيارة قائلاً : هيا ، تقدم !

سار ميكا بصمت و دخل السيارة معهم و المسدس ما يزال موجهاً نحوه " انهم حذرون جداً ! "

بقي ميكا هادئاً طوال الطريق يراقب الى اين يتجهون !
لم يخرجوا من حدود الجبل بل تعمقوا به اكثر و دخلوا غابته !
بعد وقت قصير توقفت السيارة فنزل الرجال منها و معهم ميكا و ادخلوه الى مخبأهم !
كان مخزناً ضخماً يضم داخله العديد من المستودعات الصغيرة !

حلم الصديقين : الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن