" لم اعد اثق بنفسي ، لم اعد اميز الواقع من الخيال ، لم اعد اعرف من انا حتى !
شعور مخيف جداً ينتابني يمنعني من الحراك !
شعور بالفراغ ، الخطر ، الخيبة !
هل انا في كابوس ؟ ام ان السعادة القليلة التي حصلت عليها في هذين العامين كانت مجرد حلم ، و ستظل كذلك ؟! "انعكس ضوء القمر في السماء على الخنجر بين يديه كأنه يؤكد له حقيقة وجوده !
يداه الملوثتان بالدماء ترتجفان بقوة و انفاسه مضطربة جداً و قلبه يكاد يخرج من مكانه !همس بصوت مرتجف خافت : مستحيل ! .. كيف وصل الى هنا ؟!
سالت الدماء على نصل الخنجر لتسقط قطرة على السرير فانتبه الى الدماء الكثيرة التي لوثته !
رمى الخنجر بعيداً بقوة و خوف قائلاً بصدمة : ليس انا ، انا لم افعل شيئاً !بقي يحدق بالخنجر بخوف ثم رفع يديه ببطئ لينظر لهما و يتفحص الجراح على جسده بقلق شديد و ذعر لترتفع فجاةً اصوات الحبال و ادوات التعذيب في عقله فرفع رأسه فوراً بفزع لينظر حوله يميناً و يساراً باحثاً عن مصدر الصوت غير مدرك انه مجرد خيال حتى سمع صوتاً يتكلم : هل فعلتها مجدداً بني ؟
نظر للجانب فوراً ليرى نيكولاس امامه ينظر له و يبتسم بقلة حيلة !
رفع نيكولاس يده ليضعها على جانب وجه ابنه قائلاً بابتسامة : هل تشتاق للتعذيب لهذه الدرجة ؟توسعت عينا ميكا اكثر و زاد الخوف داخله فتراجع للخلف ملصقاً ظهره بالجدار هامساً : لا ! ارجوك .. ! ارجوك ابتعد !
ارتفع صوت ثاني في الغرفة فنظر ميكا للزاوية ليرى جاك واقفاً هناك سانداً ظهره للجدار و مكتفاً يديه لصدره : يبدو ان هوايتك قد انتقلت لابنك نيكولاس ، لكنه يستعملها بطريقة خاطئة ! ألم تعلمه شيئاً ؟
كان ميكا ينظر لهما بقلق شديد و خوف فابتسم نيكولاس و نطق دون ان يبعد عينيه عن ميكا لحظة واحدة : توقف عن ايذاء نفسك ميكا ... ايذاء الاخرين اكثر متعة بكثير !
شهق ميكا بصدمة و نظر لوالده بخوف فاقترب نيكولاس منه اكثر ليهمس باذنه : تريد رؤية الدم صحيح ؟ تريد سماع صراخ احدهم ؟ هناك شخص قريب جداً من هنا مثالي ليكون ضحيتك الاولى !
صدم ميكا بشدة و توسعت عيناه بخوف فدفع نيكولاس بقوة صارخاً : لا !
ابتعد نيكولاس قليلاً و ضحك بخفة ليردف : تخيل شكله و انت تطعنه ! ستكون صدمة كبيرة لصديقك المقرب ! لكن صدقني بني ستستمتع كثيراً به فهو لن يؤذيك حتى ان قتلته ! اكثر الأشخاص متعة هم الذين يعطونك ما تريده دون مقاومة !
وضع ميكا يديه على اذنيه لينطق بخوف و صوت مرتجف جداً : لا ! اصمت ! لست انا ! انا لن اؤذي احداً ! لن اؤذي هاياتو ابداً !
استمر ميكا يردد تلك الكلمات بينما ترتفع الاصوات في رأسه اكثر و كلمات نيكولاس تتردد في عقله بلا رحمة فخرجت دمعة من عينه و زاد ارتجاف جسده !
" اذهب ميكا ! تريد تجربة تعذيب احد صحيح ؟ لا تقلق هاياتو لن يعترض ! ان كان هذا سيريحك فهو سيقدم نفسه لك بلا تردد ! دائماً ما يطلب منك ان تفعل ما تحب صحيح ؟ .. هيا لا داعي للتردد ! اذهب بني ! هيا ميكا ! "
أنت تقرأ
حلم الصديقين : الانتقام
Mystery / Thriller• الجزء الثاني لرواية حلم الصديقين . " اخيراً اشرقت حياتي لأرى الضوء اول مرة ، بعد سنوات من العواصف و الثلوج اخيراً انتهى الشتاء داخلي لياتي الربيع حاملاً الواناً لم اكن احلم بها حتى ، حاملاً احلاماً كانت بعيدةً كل البعد عن متناول يدي . لكن .. تلك ا...