في عتمة الليل الهادئ و قبل بزوغ الفجر ، نهض ميكا من السرير بفزع و انفاسه مضطربة جداً !
شعر بالم شديد بسبب حركته المفاجئة تلك فنظر لنفسه فوراً فكان غارقاً بالدماء و الجروح !
هذه المرة السابعة على التوالي !ادار رأسه بسرعة لينظر للساعة فكانت الخامسة و النصف صباحاً !
ظهر الحزن الشديد على وجهه و رفع يديه المرتجفتين ببطئ ليضعهما على رأسه هامساً : يكفي ! هذا يكفي ! لا يهمني من انت ، لا يهمني كيف نجوت ، فقط اتركني ! اتركني قليلاً ! .. قتلتك مرة واحدة لكنك قتلتني مئات المرات ! .. لقد تعبت ! .. لقد تعبت كثيراً !صرخ في نهاية كلامه و رفع رأسه بسرعة لينظر لطيف والده الذي اصبح لا يفارقه مؤخراً !
كان خيال نيكولاس واقفاً امامه يبتسم بخفة و صمت كأنه يسخر منه !
التقط ميكا كتاباً بجانبه ليرميه نحوه بقوة صارخاً رغم محاولته لاخفاض صوته : ابتعد عني ! اتركني ، متى تخرج من حياتي ؟!مر الكتاب عبر ذلك الخيال و لم يؤثر فيه او يبعد تلك الابتسامة التي اراد ميكا محوها و لو للحظات !
كانت ملامح الحزن الشديد و الغضب على وجه ميكا الا انه سرعان ما اخفض رأسه دافناً مشاعره تلك في اعماقه فاظهارها امام خيال لن ينفع في شيء !تنهد محاولاً تهدئة نفسه قليلاً ، كانت نظراته مرهقة و متعبة !
امتدت يده لاخر درج من المنضدة بجانبه ففتحه و اخرج علبة بيضاء صغيرة ليخرج حبتا دواء منها و يبتلعهما !هذا الدواء الذي كان قد تركه قبل عام فقط عاد اليه اسرع مما كان يظن !
كل ما بناه لوكاس بصعوبة خلال عامين تحطم في اسبوع واحد فقط !
و هذا كان اكثر ما آلم ميكا فهو قد خيب امال لوكاس هكذا !لكن اين هو لوكاس ؟
قطع اتصالهم به منذ ثلاثة ايام و لا يعلمون شيئاً عنه ! شعر الجميع بالقلق عليه الا ان جين اخبرهم ان اخر مرة تكلم فيها معه قال له انه في منطقة ضعيفة الاتصال و ان قطعت الشبكة فجاةً فلا داعي للقلق عليه !
كانت هذه مجرد كذبة قالها لكي لا يجعلهم يقلقون ايضاً الا انها لم ترح ميكا ابداً خاصةً مع ما يحدث معه !كان يتلقى تعذيباً شديداً لعدة ساعات منذ سبعة ايام متتالية ! و رغم انه لا يعلم حتى الان كيف يحدث هذا الا ان تاثير كل هذا التعذيب بدأ يظهر عليه فقد ادرك انه لا يتلقى التعذيب الا في الليل لذا حاول البقاء مستيقظاً عدة مرات عله يكتشف شيئاً الا ان النوم كان يغلبه دائماً ليستيقظ على صوت خطوات الاقدام قبل ان يبدأ تعذيبه فاصبح متعباً اكثر !
نهض ميكا و قام بترتيب كل شيء بسرعة و استعد للذهاب للمدرسة .
كان اليوم الدراسي طويل جداً بالنسبة له !
انتهت المدرسة فخرج الاربعة ليسيروا نحو المنزل برفقة كاميليا ايضاً .كانت كاميليا تتحدث بعبوس : لقد مللت ، لنخرج اليوم !
نظرت ديانا لها بحيرة : و اين ترغبين بالذهاب ؟
أنت تقرأ
حلم الصديقين : الانتقام
Mystery / Thriller• الجزء الثاني لرواية حلم الصديقين . " اخيراً اشرقت حياتي لأرى الضوء اول مرة ، بعد سنوات من العواصف و الثلوج اخيراً انتهى الشتاء داخلي لياتي الربيع حاملاً الواناً لم اكن احلم بها حتى ، حاملاً احلاماً كانت بعيدةً كل البعد عن متناول يدي . لكن .. تلك ا...