في سكون الليل ، كان رجال كثيرون يجرون بين الازقة ينظرون يميناً و يساراً بحثاً عن من هرب منهم !تقدم رجل نحو قائدهم ليتحدث بجدية : انه ليس موجوداً هنا ايها القائد !
لوح القائد بيده في الهواء : ابحثوا عنه في كل مكان ! غطوا المنطقة باكملها بسرعة !
انطلق الرجال فوراً لاكمال البحث فاحتدت نظرات القائد بانزعاج ثم تبعهم ايضاً !
و خلف احد الجدران ، رجل يقف يسند ظهره للجدار بارهاق و انفاسه مسرعة جداً !
كانت الدماء تغطي كتفه الايمن بينما يضع يده اليسرى على الجرح ليضغط عليه محاولاً تقليل النزيف !تنهد بعمق و ارجع رأسه للخلف ليسنده للجدار ناظراً للنجوم التي تلمع في السماء كأنه يستمد القوة من رؤية هذا الضوء الذي بالكاد ينير الطريق فهمس بصوت مرهق : سأعود ! ساعود قريباً ! انتظروا قليلاً فقط يا ابنائي !
............................................
في صباح ذلك اليوم ..
خرج السجناء من زنزاناتهم و اتجهوا جميعاً لغرفة كبيرة لتناول الفطور !رجل بشعر بيني و عينين عسليتين في عقده الثالث دخل الغرفة فاخذ بعض الطعام و اتجه الى احدى المناضد ليجلس و يبدأ بتناول الطعام .
لم يكن مظهره قوياً فقد كان يبدو كرجل عادي الا ان عينيه الحادتين تراقبان كل ما حوله بدقة كبيرة !كان هذا هو كارل ، احد افراد عصابة blood التي لا تمتاز بقوتها فقط بل بخططهم الذكية ايضاً !
كان يراقب كل من حوله و ما حوله باحثاً عن هدفه !
ارتكز بصره على رجل بارد الملامح بشعر اسود و عينين زرقاوتين ينظر لطعامه و يأكل بصمت فاحتدت نظراته بانزعاج قبل ان يدير وجهه بعيداً عنه و ينظر للجانب الاخر فوقع بصره على شاب بشعر احمر و عينين صفراوتين في العشرين من عمره ، يبتسم و يتحدث بمرح مع من حوله !نظر الشاب له فابتسم و لوح بيده بخفة فابتسم كارل و اشار له ان يتبعه ثم نهض منهياً وجبته تلك و اتجه للحمام ليغسل يديه .
نظر الشاب له بحيرة ثم استأذن ممن حوله ليذهب للحمام بسرعة و يعود فنهض متجهاً الى هناك .بعكس غرفة الطعام المليئة بالحراس المسلحين كان الحمام فارغاً حتى من المجرمين فهم قد بدؤا بتناول الطعام قبل قليل فقط الا ان كارل قد استعجل بتاول طعامه لاجل لهذا اللقاء !
ثوانٍ حتى دخل الشاب مبتسماً : من النادر ان تناديني بنفسك كارل ، ما الامر ؟ هل شعرت بالملل و الوحدة و اردت صديقاً تحادثه ؟
استدار كارل نحوه ليتحدث بابتسامة ماكرة : مبتهج كالعادة يوتا ، هل تدرك انك في السجن حتى ؟!
ابتسم يوتا مجيباً : منطقي يقول ان افضل طريقة لهزيمة عدوك هي بجعله صديقك !
أنت تقرأ
حلم الصديقين : الانتقام
Mystery / Thriller• الجزء الثاني لرواية حلم الصديقين . " اخيراً اشرقت حياتي لأرى الضوء اول مرة ، بعد سنوات من العواصف و الثلوج اخيراً انتهى الشتاء داخلي لياتي الربيع حاملاً الواناً لم اكن احلم بها حتى ، حاملاً احلاماً كانت بعيدةً كل البعد عن متناول يدي . لكن .. تلك ا...