تأتي علينا أوقات نفقد فيها الأمل انه يوجد ناس جيدين. وهي... هي لم يكن لديها بالأساس...نظروا له جمعيا معاداها فهي لم تعد تهتم بأي شئ ولا أحد يعرف ما يدور بعقلها ... جلس بكل شموخ و قوة بجانب والده وتحدث بهدوء:
_ رضوى مراتي و الصور اللي اتصورت دي خاصة و اللي صورها هاجيبه و اللي اتكلم عليها و شايفها وحشة يجي يواجهني و انا اعلمه الأدب. أما اتجوزنا من غير ما حد يعرف ليه، فدا بقا مايخصش حد و ماحدش ليه حاجة عندنا..._ صمت جمال برهة ثم قال: أيوة بس كان لازم تعرفنا
_ ليل بقوة: هو معلش يعني، حضرتك من بقيت أهلها؟ ابوها ، أمها، ولاّ عمها!...دي حاجة متخصش حد غير هي و أهلها. أختها اهو عارفة
_أجابت رباب سريعا:أيوة انا عارفة و اختي ماعملتش حاجة غلط
_ جمال بعدما بدأ ان يشعر بالحنق: طب و اختها رقية؟ دي عرفنا أنها اتخانقت معاها من وقت يعني لامؤخذة...
_ دلفت سريعا رقية و قد كانت تختلس السمع من خلف باب الشقة المفتوح: أيوة انا عارفة بجوازها، و ان كنت متخانقة معاها ف دي حاجة بين الاخوات ماتخصش حد يعرفها ولاّ يعرف السبب، واختي متربية كويس و قايلالنا كل حاجة عن جوازها وهي ماحبتش ترد عليكوا و انتو بتقطعوا فيها و تجيبوا ف سريتها. و بالأخص اللي متغاظين منها و هي ولا معبراهم...
_ لم يعرف جمال كيف يتصرف، فقال: معلش يا رضوى ي بنتي حقك عليّا وأنا هاقطع لسان اللي يتكلم عليكي بحرف ، سوء تفاهم و خلص و المسامح كريم، وسامحيني ي بنتي انا مشيت وراهم و صدقت و شكّيت فيكي...
_ رضوى بجمود: طيب
_ جمال بابتسامة : يعني مسامحاني ي بنتي؟
_أجابت رضوى ببرود:لأ... و ماحدش يحاول يطلب مني اسامحه.
نظرت لها رقية فهي فهمت أنها ترمي إليها أيضا بالأخص، أما الحج جمال فلم يستطع قول شيء آخر و ذهب و اسكت جميع من بالأسفل... ظلّ الصمت سيد الموقف لحظات إلى أن تحدثت رقية:
_ انا متشكرة جدا ليكوا انكوا رفعتوا رأس اختي قدام الكل._ حسن بابتسامة: ماتقوليش كدا يا بنتي... يلا يا رضوى حضّري حاجتك انتي و رباب عشان هاتيجوا معانا
_ رباب : فين؟!
_أجاب حسن: هاتيجوا معانا طبعا ،خلاص كله عرف دلوقتي أن ليل جوز رضوى و مايصحش بعد كدا تفضل هنا وانتي معانا رجلك على رجلها
_ رباب بتردد:طب ... طب هانعيش معاكوا بأمارة إيه؟ وازاي أصلا؟
_ابتسم حسن عليها ثم قال: ليل هايتجوز رضوى رسمي و هاتعيشوا معانا في بيتنا و كمان أم ليل و أخته مستنينكوا ... قومي يلا انتي وهيّا لسة هانروح عند المأذون ...
كل هذا و رضوى تستمع بصمت و تنظر للفراغ، أما ليل فينظر لها و يحاول أن يرى ردة فعل. و رقية تنظر لرضوى بندم على ما فعلته معها من قبل أن تعرف حقيقة الأمر من رباب و أنها تسرعت...