اليوم... عائد العُقاب مساءا من عمله مُرهق و يحتاج إلى الراحة، دلف و ألقى السلام و كاد أن يصعد، لكن أسرعت أمه و الفتيات بإيقافه:
_ فاتن بسرعة: استنى ي ليل!_ ليل بصوت مرهق: نعم ي ماما! بسرعة عشان انا جاي عايز انام و أريّح
_رباب بقلق: رضوى لسة ماجتش من الصبح و التليفون بتاعها مغلق...
_ تقطبت حاجبيه بتساؤل: إزاي يعني؟!
_ فاتن بقلق هي الأخرى: يا بني دي خرجت من الصبح للجامعة و لسة مارجعتش، حاولنا نكلم أبوك عشان عارفة انك ف مأمورية و مش هاينفع اتصل بيك، حاولت اتصل بأبوك هو كمان مش بيرد و اتصلت ع المستشفى قالولي في عمليات من الصبح و مش فاضي و كلها عمليات حرجة ومانع اي حد يتواصل معاه في أي حاجة غير العمليات اللي بيعملها...
_ أمل بقلق: احنا قلقانين اوي ي ليل و مش عارفين نعمل إيه!...
_ ليل و هو يتنهد بضيق: طب هاتكون راحت فين دي؟
_فاتن : ليل! هو حصل بينك و بينها حاجة يا بني؟!
_ ليل تنفس بعمق ثم قال: لأ... انا خارج اشوفها...
و قبل أن يخرج من الباب، دلفت هي حاملة كيس بلاستيكي اسود بيدها:
_ رباب بفرحة وهي تحتضنها : رضوى! انا كنت هاتجنن عليكي_فاتن بحنان أم: كنتي فين يا بنتي؟ و ليه ماتصلتيش علينا تطمنينا عليكي و تليفونك مغلق !
_ تابع ليل بحدة : كُنتي فين؟ و ازاي تخرجي كدا من غير ما حد يعرف؟
_رضوى بهدوء: خلصت المحاضرات و روحت الشغل و الفون فصل شحن مني و معرفتش اشحنه...
_فاتن : شغل! شغل ايه دا ي بنتي و ليه تشتغلي من الأساس ؟
_ ليل بحدة و هو يهز زراعها بقوة مما جعلها توقع ما في يدها و ظهر أنها مانجو : انتي عبيطة ولا بتستعبطي!
_أجابت و هي تنظر له و للمانجو بضيق: انا متعودة على كدا من زمان و بحب اصرف على نفسي بنفسي...
_ أسرعت فاتن لتلطيف الأجواء قبل أن يتهور ليل: سيبها يا بني، نتكلم معاها بالراحة مش كدا... ثم تابعت و هي تنظر للمانجو على الأرض ثم نظرت لها و قالت : حبيبتى! من النهاردة مافيش شغل ،ما ينفعش جوزك يبقى ليل المنصوري و تروحي تشتغلي و كمان في محلات وكدا و بعدين انتي مسئولة منه من ساعة مابقيتي على إسمه...ثم تابعت بابتسامة: و لو عايزة حاجة قولي و ماحدش هايتأخر عليكي، انتي من العيلة...
_ اقتربت رباب لكي تلملم المانجو وقالت باستغراب: انتي جايبة مانجة ليه!
_أمل و هي تساعدها : اكيد نفسها فيها يعني مش محتاجة سؤال ي ذكية
_ رباب: لأ... رضوى مش بتحب المانجة، عندها حساسية منها و مش بتاكلها خالص...
_ أمل لرضوى: طب جايباها ليه؟!