دقة فالثانية فصوت الجرس و كل هذا خلف بعضه و الدقات عنيفة. و يفتح أمير، و تظهر نانسي غاضبة و باكية:
_أمير بغضب: انتي اتجننتي!
_ ايوة!... ازاي تتجوز ي أمير ؟! ... اسافر يومين ف شغل و أرجع، الاقيك متجوز!... و أنا؟
_أمير ببرود: أنا مواعدتكيش بحاجة و يلا بقا أمشي من هنا و ماشوفش وشك تاني...
و هنا هبطت حبيبة و قالت بتساؤل و قلق:
_في حاجة ي أمير؟!
_ أمير بهدوء: لأ،اطلعي ي حبيبة انتي ماتقلقيش مافيش حاجة.
_تحدثت نانسي بحقد: لأ استني و اعرفي... أنا حبيبت جوزك ي شاطرة، ماتفرحيش اوي أنه اتجوزك دا بيغير ف البنات زي البدل بتاعته بس و يلف يلف و يجيلي برده، و هايسيبك و يرميكي، و يرجعك للداهية اللي جابتك... مش عارفة اتلم على واحدة رخيصة و ...
وقبل أن تكمل تلقت صفعة قوية من أمير اسقطتها أرضا حيث لم يحتمل أكثر من هذا و فرغ صبره، و في لحظة تحول برنس الأحلام لغول عيناه حمراء كجمرتين من نار و صاح بها و هو يجرها من شعرها :
_ماشوفش وشك أمك تاني، و حسك عينك المحك حتى لو صدفة في أي مكان، و اياكي دماغك توزك حتى بينك و بين نفسك انك تفكري فيها،دي مش رخيصة زيك،دي مراتي، مرات أمير مهران،يعني اكيد مش سهلة و زبالة زيك!...
و ألقاها خارجا ثم دلف و اغلق الباب بقوة جعلتها تنتفض... حاول الاقتراب منها بهدوء لكنها سريعا ما ركضت إلى غرفتها بخوف منه و من تحوله...
صعد خلفها و تحدث بهدوء من خلف الباب:
_افتحي ي حبيبة ماتخافيش،أنا استحالة أأزيكي...
_تحدثت ببكاء من خلف الباب: لأ... ارجوك سيبني... انت طلعت وحش...
_افتحي ي حبيبة و الله ماتخافي...على فكرة انا اقدر افتحه عافية بس عايزك انتي تفتحيه برضاكي...
فتحت الباب و علامات الخوف و الزعر ظاهرة عليها بشدة:
_أهدي و بطلي عياط...ممكن نتكلم ؟
ترددت قليلا ثم اومأت بنعم، فتقدم منها و لكنها ابتعدت بخوف،تنهد بقوة ثم قال بهدوء و هو يجلس بعيدا عنها:
_ممكن اعرف انتي خايفة مني كدا ليه اوي؟...اتكلمي بكل صراحة
_تحدثت بتردد و خوف: ا انت كنت مممخيف اوي...ففجأة لقيت واحد غير اللي اعرفه... انت بهدلتها جامد...فجأة حسيت انك ممكن ف يوم تعمل معايا كدا و تكون أوحش من عمامي و عيالهم...ا ا أنا خايفة منك،انت طلعت وحش اوي...
تقدم منها هو و سرعان ما تراجعت بخوف، احتجزها بينه و بين الحائط،و هي مغمضة العينين بخوف منه. تحدث هو بهدوء و هو يكفكف دموعها:
_أنا ممكن ابقا أوحش من كدا،بس معاكي انتي لأ يا حبيبة، ممكن اعمل أوحش من كدا مع أي حد يحاول بس يمسّك بكلمة و لا يتطاول عليكي...انتي بالذات لا يمكن أتعامل معاكي كدا حتى لو زعلت منك،انتي غير اي حد يا حبيبة،فاهمة! غير اي حد...مش عايزك تخافي مني،اللي عاملته مع الزبالة دي كان لازم يحصل مع واحدة زيها...ثم احتضنها،سرعان ما انتفضت لكنه شدد من احتضانها و رتب على ظهرها بحنان و قال :
_أهدي أنا استحالة أفكر أأذيكي، مش عايزك تخافي مني،انا امانك و حمايتك... ماتخافيش..
أخرجت نفسها من احضانه بخجل من فعلته ثم حاولت إخفاء خجلها و قالت:
_انت إزاي كدا؟...إزاي كنت من شوية بالجبروت و العنف دا و دلوقتي كدا؟!
أمسك يدها و اجلسها بجانبه على الأريكة و قال بابتسامة ساحرة:
_بصي...في ناس و مواقف ما ينفعش معاها غير الطريقة اللي شوفتيها دي، بس مهما كنت مع غيرك عايزك تفهمي كويس انك غير اي حد،أنا مستحيل أأذيكي، و مش عايزك تخافي مني...
******
كل بني آدم لديه شرير في حياته، اختلفت الطرق و تتفاوت درجات الشر لكنه يظل الشرير...
