18

4.8K 236 11
                                    

دائما ردود فعلها و كلماتها غير متوقعة... دائما من وقت ان عرفها و هي غير متوقعة التصرفات و الحديث...
نظر لها و قد تقطبت حاجبيه، نظرت له هي و اكملت:
_وجودك في حياتي اصلا مايشرفش، انت...
و هنا بُترت كلماتها بسبب صفعته على وجهها فهو لم يحتمل أكثر...

اغمضت عينيها بقوة في محاولة للسيطرة على نفسها واخفاء ألمها و ضعفها، و قالت بسخرية :
_ايه ي حضرة الظابط مسّيت رجولتك و كرامتك!
وكانت الإجابة صفعة أخرى،فاكملت بعند محاولة الثبات:
_دي لحظة ماتتنسيش أن حضرة الظابط مضايق عشان واحدة زيي مش بتتشرف بيه!
وصفعة أخرى اقوى، و قال بصوت غاضب:
_شكلك بتحبي تتعاملي معاملة العبيد!... انتي واحدة رخيصة بنت *#$ و أنا فعلا غلطان اني نزلت من قمتي معاكي! انتي...

قاطعته هي هذه المرة و الدموع متحجرة بعينيها و نظرت له مباشرة بقوة ظاهرية و عند و صراع داخلي حتى تظهر بهذا الثبات داعية بسرها الا يظهر ضعفها:
_ جيت على نفسك كتير ي باشا فعلا، اتجوزت واحدة زيي عشان الفضيحة،بتصلح غلطة...مطلع نفسك بطل و مضحي و ملاك و انت شيطان من شياطين الحكاية...

نظر لها بصمت فهذه الغريبة فتحت جرح و ذنب يعيش به منذ وقت ليس بقليل...
                       ******
ترسم القوة و الثبات أمام الجميع محاولة ان تتعايش،لكن هي هشة أضعف ما يكون و بداخلها طفلة جميلة،تحتاج للحماية...للثقة... للأمان... الدلال...والحب الذي يمرره إليها خطوة خلف الأخرى، فهو في الأول و الآخر البرنس و لن يعترف و يقرّ بوضوح دون التأكد من مشاعرها نحوه...

يتابع ابتسامتها الفاتنة بالهدية التي ابتاعها لها و هي اسورة غاية في الروعة تناسب زوقها، كانت ابتسامة لأول مرة يراها، ابتسامة فرح طفلة تحتاج لاهتمام. و هنا نظرت له بعيون تملأها الفرحة و الرضا و قالت:

_أنا مش عارفة اقولك ايه ي امير. حقيقي أنا النهاردة أسعد واحدة ف الدنيا... أنا بقالي كتير اوي ماحستش بالراحة و الفرحة اللي حسيتهم النهاردة...
وفجأة دون مقدمات اتضح أن هذه الطفلة الأنثى أوقات تتصرف تصرفات غير محسوبة و قد تضغط على ثباته معها. عانقته بفرحة، و هو اتسعت عيونه للحظة  و من ثم بادلها العناق و ظلوا هكذا لحظات إلى أن أدركت فعلتها فابتعدت سريعا و قالت بخجل:
_ ا أنا آسفة ... ا أصل...

_قاطعها بابتسامة: عادي ي بيبا، دا حضن شرعي و حلال ،ثم تركها و صعد لغرفته بابتسامة واسعة تاركها محتارة...

و ها هو البرنس يخطو خطوة جديدة نحوها...
                          ******
و بداية يوم جديد...

و المشهد كالآتي...مروان ينتفض و يلعن اللحظة فقد سُكب العصير على قميصه فاتح اللون.و الفاعل؟ معروف بديهيا الا و هي فيروز. و الواقفة تضع يدها عل فمها بصدمة و تنظر له بعيون متسعة و تستمع لالفاظه فقد تلطخ القميص الأقرب إلى قلبه فهو هدية من طمطم و لديه اجتماع خارجي مع إحدى العملاء و التي ستكون من جنس حواء و هو الجوكر لا بد أن يكون بكامل هيئته الخاطفة للابصار. و لكن أتت هذه الفيروز و فعلت فعلتها.
ضمن كل هذا و كل فكرة و كل لفظ و صدمة و حزن و غضب،نظر لها فجأة بعيون متسعة فلم يكن يتوقعها. فهي بتلقائية و اندفاع كعادتها- غير واعية لابعاد ما تقوله أو تفعله- قالت:
_اقلع!

معجزتي(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن