متحضرين...قرروا أن يكونوا متحضرين و يتاعملون برقي فهم بالأول و الأخير أولاد عم...و عليهم أن يتصرفوا بناءاً على هذا...
يجلس مع والدها في جلسة عملية بحتة و فجأة سمع صوتها بالخارج. و على الرغم من ثباته الظاهري إلا أنه تسارعت ضربات قلبه و لا يستطع التركيز و يتطلع لرؤيتها.
أما هي فلم تكن تعلم أنه موجود، دلفت غرفة المكتب و عندما وجدته صمتت لحظات و من ثم ابتسمت و قالت:
_ عاصم! إزيك؟_ابتسم هو بدوره و قال: تمام الحمد لله، انتي عاملة إيه؟
_الحمد لله برده...آسفة شكلكوا بتتكلموا في الشغل اسيبكوا تكملوا...
_و هنا تحدث والدها: امال كنتي جاية في إيه؟
_ابدا يا حبيبي كنت جاية ارخم عليك شوية،بس لم تخلص بقا...
_قال عاصم بابتسامة و هو يهم بالنهوض : خلاص خلصنا يا ستي تقدري ترخمي عليه براحتك. اسيبكو انا بقا ترخموا على بعض...
_قال والدها: تسيبنا ايه انت هاتتعشي معانا
_خاليها مرة تانية بقا
_مش عايز كلام كتير، ثم نظر لفريدة و بداخله نية خفية و قال: و إلا ايه يا فريدة!
_قالت بابتسامة و هي تنظر لعاصم: عمك أصدر فرمان يطاع و غير قابل للرفض...
****
و أثناء تناولهم الطعام بجو من الألفة و بدعاء الوالدين بداخلهم بأن يعودوا لبعض مرة أخرى، صدح صوت هاتف فريدة و كان حسام.
أجابت و هي جالسة معهم و لم تنتبه لمن يغلي بداخله من الغضب و يلعن و يسب "التحضر" فهو يريد تهشيم رأسها و رأس المدعو بحسام هذا و خاصة بعد سماعه لآخر الحديث قائلة:_طبعا يا حُس عيب عليك ؛ هي نايمة فوق دلوقتي...تروح و ترجعلنا بألف سلامة انت...
****
يجلس بالحديقة بهدوء فالأول مرة منذ وقت طويل يشعر بشئ من الهدوء و السعادة داخله.
أتى والده و جلس بجانبه و قال:_ شكلها ظبطت مع رضوى و الا ايه!...
_بدأت تظبط
_الحمد لله...بدأت تتغير يا بن المنصوري
_و الله!
_ تفتكر يعني انت زي ماكنت الأول!
_بصراحة لأ اصلا انا متفاجأ
_قال بابتسامة: دي البداية يا عُقاب...
****
أما بالأعلى أخذت الخطوة أخيرا، طرقت على غرفته، و سمح بالدخول، فتحت الباب و قالت بتردد:
_ ا انا كنت جايبالك عصير...نظر لها بصمت للحظات و هي واقفة على الباب ثم قال ببرود:
_ماشي هاتيه...و هي تعطيه إياه قالت له:
_ألف سلامة عليك و الحمد لله جت سليمة الحمد لله..
_قال ببرود: طيب اطلعي برة بقا عايز انام مصدع...