37

4.3K 154 2
                                    

عودة بالزمن يوم آخر لقاء بينهم...

تسير بخطوات ثقيلة بالشارع غير واعية أو منتبهة لأي شئ.فقط تسير و دموعوها على وجنتيها و تتحامل على نفسها. لم تكن تعلم أنه يراها بهذا الشكل، هي فقط احبته و تصرفت بكل تلقائية و لم تخجل من الاعتراف له.
و أثناء شرودها فجأة تصدمها سيارة، نتجت عن إصابتها بكسر في قدمها اليمين و جروح و كدمات بباقي جسدها.
و هي الآن مستقرة جسديا... لكن نفسيا!... من وقتها و هي ترفض الحديث مع اي احد ...صامتة تماما و تنظر أمامها بشرود و كأنها بعالم آخر لا تستمع أو تتحدث لأحد...ساكنة عكس طبيعتها المجنونة و الحيوية...

و الان...يقف مع والدتها أمام غرفتها :

_تحدثت هي: فاطمة صاحبتها الوحيدة حكت لي عن شوية حاجات و اد ايه هي بتحبك...أحب اقولك ان تقى عمرها ما سمحت لحد يدخل حياتها أو تقرب من حد؛ و معنى أنها تدخلك حياتها بكل جنونها و عفويتها يبقى حبتك اوى و وثقت فيك أوي...عرفت انها كلمت فاطمة بعد ما نزلت من عندك يوم الحادثة و أنكو اتخانقتوا، عشان كدا جتلك...

دلفت أمها للغرفة و تركته أمام الباب. لمحها من بعيد و كم كانت في حالة يرثى لها:
_ وقفت أمها أمامها و قالت: تقى حبيبتي معايا حد بتحبيه اوى. ثم نظرت له و سمحت له بالدخول و عندما دلف كانت تنظر هي للفراغ و غير مهتمة أو منتبهة لحين سمعت صوته و انتشلها سريعا من صمتها و تفكيرها:
_إياد بتردد: تقى! إزيك؟! لسة عارف بالحادثة النهاردة والله...
نظرت له و سريعا ما هبطت دموعها و لأول مرة منذ الحادث يخرج صوتها فقد قالت بصراخ مخطلت بالبكاء:
_اطلع بره!
كانت حالتها لا تسمح لأي شئ سوا فعل ما تريد هي..حاول تهدئتها...حاول الحديث...و لكن لم يستطع...ذهب سريعا و بداخله الكثير...

                          ****
في ظل انشغالها بالعمل  مع الأخريات و إذا فجأةً تلقت رسالة منه يقل فيها:
" أطلعيلي برة"...

خرجت له وجدته ينتظرها بالسيارة، اقتربت منه فطلب منها أن تركب معه...
طوال الطريق كلاهما صامتين و بعد وقت وقف أمام محل لبيع  المجوهرات و بادر هو بالحديث:
_مش عايزك تزعلي مني على نرفزتي و عصبيتي معاكى...ثم زفر و قال:انزلي...

دلفت معه المحل و هي مازالت على حالتها الصامتة و بعد الاستقبال الحافل الذي تلقوه من صاحب المحل نظرا لمعرفته بليل، نظر لها و قال مما جعلها تندهش:
_الأول تختاري دبلتين لينا و بعدين خاتم سوليتير، اللي يعجبك...و بعدها لو اى  حاجة عجبتك شاوري عليها بس و نشتريها...
                         ****
ذهبوا لأحد المطاعم المطلة على النيل، و بعد صمت دام طويلا تحدث هو :
_لسة زعلانة مني؟!

_ نظرت له بصمت للحظات ثم اشاحت بنظرها عنه و قالت: مش عارفة...

_ابتسم و قال: يبقى مش زعلانة

_نظرت له وقالت باندفاع : انت عايز إيه؟!

_ولا حاجة

_امال ليه بتعمل كدا؟!

معجزتي(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن