عودة بالزمن...
المشهد بدأ منذ أن قررت حبيبة فتح الباب للطارق. و كان رشيد...عينان حمراء تنظر نظرات خبيثة و ماكرة تدل على نية مبيتة، و النية ليست جيدة، و ابتسامة سمجة. قال بخبث:
_افتكرتي انك خلصتي مني!
محاولة لغلق الباب و لكن فاشلة فقد دفعه بقوة و دلف و النية الخبيثة واضحة وضوح الشمس، كانت الاعتداء عليها...محاولة فرار و هروب و لكن يتصدى هو.
تمزيق ملابس،صراخ، كلامات وايحائات بذيئة، وقعات متكررة على الأرض ، و كسر العديد من الأشياء و الاعتراف:
_مش هاسيبه يتمتع بيكي...ناقصني ايه! حبيتك حب مافيش بنت تحلم أنها تتحبه. استنيتك بصبر الكون كله. حاولت معاكى كتير،حاولت اثبت حبي و في الآخر اسمع كلمة لأ منك. لا وإيه، تروحي تتجوزي واحد تاني و تخريبي شغلي أنا و أبويا...
نظرت حولها و فجأة وقعت عينيها على مزهرية ليست بعيدة عنها، استمعت له و هي تتحرك ببطء و هو يتقدم نحوها بشر و ف الأخير ألقت عليه المزهرية لتشتيته و هرولت سريعا للخارج...
******
ركض سريعا بعدما سمع صوتها حتى اصدقائه لم يفهموا ماذا به فتحرك خلفه ليل و عاصم سريعا و ظل إياد مع فارس...
المكاملة من كشك صغير يقف بداخله رجل كبير في السن أشفق على حالها و اخفاها بعيدا عن أعين رشيد الذي كان يركض بالطريق كالمجنون بحثا عنها...
تجلس بخوف أرضا حاضنة قدميها إلى صدرها و تنتحب بخوف و ضعف... وصل أمير و رفاقه و الجمته صدمة رؤية حالها...فستان ممزق مما أظهر أجزاء من جسدها، و حافية القدمين، و شعرها غير مهندم و يوجد كدمات و بعض الجروح بزراعيها و قدميها و تنتحب بشرود. انتشله المسن من صدمته:
_حاولت يبني والله اديلها حاجة تستر بيها نفسها.لكن كانت خايفة اني حتى اقربلها و كل اللي عليها أمير، اتصل بأمير.لحد ماملتني الرقم بالعافية و كلمتك عشان تجيلها.
_تحدث هو محاولا الهدوء:شكرا يا راجل ي طيب، جميلك دا مش هانساه.
اقترب منها و خرج صوته بالكاد هادئ:
_حبيبة!
التفتت سريعا و قامت ألقت نفسها بين زراعيه و أخذت تبكي بقهر، تحدثت بتلعثم ضمن بكائها:
_ ك كان ع ع عايز ...
_قاطعها هو : هششش خلاص انتي معايا و في حضني...انتي في أمان...
ثم لف سترته عليه و حملها واجلسها بسيارته. والتفت لليل و عاصم الذان يتابعون بصمت و غضب :
_ ليل!يلا عشان هاروح بيها عندك
_تحدث عاصم بغضب: مين ابن*#$ اللي عمل كدا...
_ مش وقته، بعدين...المهم هي دلوقتي...
_تحدث ليل: صح...اللي عامل كدا عايزله روقة. وسيبه يطمن أنه ف أمان لحد مانجيب أمه حتى لو في في سابع أرض و يتحاسب. يلا روح لمراتك و احنا وراك بالعربية...
*****
شاردة و تبتسم كطفلة صغيرة، فقد كانت تعيد بينها و بين نفسها ما حدث معه.و كيف تمكنت من أن تلامس يده، فرحة جدا بحديثه معها.
