26

4.5K 172 2
                                    

صعب ان تقع بين قرارين ترى أن كلاهما صحيح و عليك ان تقرر إحداهما... و هي احتارت و بالاخير اختارت أصعب قرار... عدم التحدث مع حسام إلا في أضيق الحدود، وهذه تعليمات الكونت فهو لم و لن يتراجع و ينسى.و كانت بين ان ترضي زوجها أو ترضى ضميرها تجاه متابعة إنسان يعيش أسوأ ايام حياته و يحتاج أمل و مساعدة حتى لو كانت معنوية فقط و عاطفة الأمومة لديها تجاه شمس. و اختارت هذا الأخير...
و بعد أن تجهزت لحضور عقد قران فارس، أرسلت رسالة إلى حسام للاطمئنان على أحواله و بالطبع هذه المراسلات و المكالمات و ان كانت بريئة فبالطبع لا يعرف عنها عاصم أو إي أحد. وفجأة دلف عاصم،فاغلقت الهاتف سريعا و تظاهرت بوضع آخر اللمسات على وجهها من مساحيق التجميل:
_للمرة المليون هاقولهالك انتي مش محتاجة تحطي الحاجات دي..

ابتسمت و قامت في مواجهته وقالت:
_أنا بحط حاجات خفيفة بس يا حبيبي...

_ماشي مع انى مش مقتنع، يلا بقا...
                        *****
" وبين منطوق لم يُقصد، و مقصود لم يُنطق تضيع الكثير من المحبة"
(جبران خليل جبران)

الغيرة...الغيرة هي سلاح المحب بأوقات كثيرة للكشف عن ما يكنه بداخله الآخر من حب و تملك...و هي قررت أن تلعب معه بهذا السلاح فقد ارهقها بالفترة الماضية كثيرا و قررت أن تلعب هي هذه المرة، لعلها تتقدم خطوة في علاقتها معه الغامضة و المحيرة تلك...
ارتدت فستان قصير ذو لون بنفسجي يصل لمنتصف فخذيها بالكاد و عاري الصدر و تركت العنان لشعرها و وضعت القليل من مستحضرات التجميل . كانت صاروخية بمعنى الكلمة. لا تعلم كيف اتتها الجرأة، لكن فاليكن، فالوضع يستحق...
طرق على باب غرفتها يستعجلها،فتحت و اتسعت عيونه من الصدمة و سريعا ما تحولت تعابير وجهه للغضب لدرجة انها خافت منه لكنها تظاهرت بالثبات و انتظرت:
_قال محاولا الهدوء: انتي لسة ماخلصتيش،يلا عشان مانتأخرش...

_طب مانا لبست اهو، يلا...

_بقميص النوم دا!

_نعم!!

_كلمة واحدة يا حبيبة،خشي غيري بكرامتك!

_عاندت قائلة:لأ!

و هنا خرج صوته زاعقا:
_حبيبة! مش مراتي اللي تخرج بالمنظر دا...و الله لو ماغيرتي المهزلة دي لاقفل عليكي الأوضة بالمفتاح و اسيبك محبوسة!، شكلك نسيتي نفسك!...

و هنا لزم الأمر بالتراجع، اومأت بحزن مسيطرة على دموعها موافقة...
                         *****
و بمكان آخر تحديدا بمنزل آل المنصوري حيث قرروا عقد القران به. يجتمع الجميع و تسود الفرحة و السعادة كل الأرجاء. و بعد عقد القران و المباراكات، انقسموا، فالشباب بعيدا عن الفتايات و كلاهما بجانب. أما حسن استأذن لعملية طارئة و ظلت فاتن و فاطمة بعيدا عن كلا الجانبين يتحدثون فى أمور الدنيا...

و عند الشباب...
_و الفرح امتى بقا يا فارس؟
وكان هذا عاصم

_أجاب: لما اخلص الفيلا اللي بعملها ان شاء الله

معجزتي(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن