والحكاية يا سادة ان من زمان فات كان يوجد مراهق في عامه الثامن عشر فقد والديه معا بنفس اليوم إثر حادثة... أو هذا ما كان يُعتقد...
يقفون جميعا يحاولون تهدأته، فقد هاتفهم مروان جميعا و قصّ لهم ما حدث و كيف اعترف جمال أنه هو من خطط و نفذ لموت أمه و أبيه و يحاولون السيطرة عليه. يتحرك كأسد جريح ذهابا و ايابا أمام مقر الشرطة و هم يحاوطونه منعا لأي شيئ سيفكر به.
خرج ليل إليهم، اندفع نحوه سريعا و امسكه من ياقته:
_انت ازاي ماتدخلنيش جوة! القضية قضيتي و التار تاري، و لازم اخلص منه هو و سحر!_نظر له مباشرة داخل عيونه و قال: تارك تاري و تارنا كلنا و انت في حالة مش هاتفكر و لا هاتتصرف كويس، و الكلب اللي جوة هو مراته خلاص اعتبرهم ماتوا خلاص، مش هايخرجوا منها غير على القبر، و قضية ابوك و أمك؛ خلصانة و هايقابلوا عشماوي في أقرب و قت...الاتنين جوة اعترفوا على نفسهم ببلاوي اكتر من اللي احنا عرفناها.خلاص خلصت يا صاحبي و حقك جاي...
_دفعه و قال بغضب: حقي اخده بأيدي !و تركهم و غادر بغضب...
*****
و أسدل الليل ستاره و هو على الرغم من مظهره القوي و المتماسك إلا أنه يعانى، بداخله حروب و حزن...نعم حزن عليها، فاليوم زكرى ميلادها. أغلق على نفسه بالغرفة 'المحرمة'...نعم محرمة على الجميع أن يدخلها، ينظر لصورها و يعيد الذكريات، كيف كانت رقيقة و كالطفلة كيف كانت تحبه، يعيد كل ذكرياته معاها، يشعر بألم و حزن...و تأنيب ضمير...على الجانب الآخر، كانت هي متجهة لغرفتها و تفاجأت بأن باب الغرفة مفتوح و هو يبدو أنه غير موجود.
أحيانا لا يقاوم الإنسان غريزة الفضول داخله، وقتها يقنع ذاته ان يكمل. و هي لم تقاوم فضولها و دلفت الغرفة.
تعجبت و اندهشت، الجدران كلها صور..صورها، كم هي جميلة هذه الأميرة،تبدو رقيقة، و لطيفة،ملامح طفولية...و صور لها معه، و ظهر أن حضرة الظابط يستطيع الضحك و من قلبه كما يظهر في الصور..و صور لها معه و مع باقي العائلة و حازم الذي عرفته من الصور بهاتف أمل...استمرت دقائق معدودة على هذا المنوال إلى أن انتفضت إثر سماع صوته الغاضب خلفها:
_مين سمحلك تدخلي هنا!...واضح انك نسيتي نفسك!و قبل أن تتحدث قام بامساكها بقوة الامتها من زراعها و هو يلفظ أسوأ الألفاظ لها و قام باخراجها من الغرفة و ألقاها بعنف و قوة، وسقطت هي بقوة أرضا.
تحاملت على نفسها و نهضت، ألقت عليه نظرة غاضبة ، و النظرة مفادها "لن تتغير يا ليل يا منصوري"...
*****
حطم كل شئ تقريبا بالشقة، و الآن هو امام كيس الرمل يضرب فيه بكل ما أوتي من قوة و عنف و غل و غضب لعله يهدأ...و هي...هي تحاول مهاتفته و لكن لا يجيب و عندما تحدثت مع مروان أخبرها أن لديه مشكلة و لا يسمح بأحد ان يكن معه. لم تستطع الانتظار أكثر من ذلك، فهي تريد الاطمئنان عليه و بشدة و لم تفكر في شئ سواه...