"الحب هو الحل السليم و المُرضي الوحيد لمشكلة الوجود الإنساني" (إريك فروم)
جلست تأخذ أنفاسها و تفكر فيما حدث و يحدث و من ثم قامت بفتح الورقة المطوية و بدأت تقرأها:
" من ساعة ما دخلتي حياتي و على طول في حاجة بتشدني ناحيتك، على طول بحسك محتجاني و بحس انك مسئولة مني و شاغلة جزء كبير من تفكيري و دي عمرها ما حصلت معايا... انا عارف اني وجعتك و اذيتك كتير و اسف على كل حاجة...لو ربنا اداني عمر و رجعت من العملية اتمنى انك تسامحي و تدينا فرصة مع بعض، احنا محتاجين دا انا و انتي... انا اسف مرة تانية..."
****
و مضى يوم و ليلة و لا أحد يعرف أي شئ عن ليل و حتى لا أحد يجيب على هاتفه.
يجلسون جميعا بحالة من القلق و التوتر و هي هادئة تماما و صامتة و لا يظهر عليها شئ، و من شدة توتر و تأثر فاتن اشتعلت غضبا منها و قالت لها بغضب و حدة فاجأت الجميع :_انتي إيه! ايه البرود اللي فيكي دا! للدرجة دي كارهاه و كارهانا كلنا! حسبي الله و نعم الوكيل فيكي يا شيخة!
و هنا ظهر صوت حسن أتيا من الخارج :
_فاتن! كفاية!أسرعت فاتن ناحيته بلهفة:
_ها يا حسن ابني كويس! طمني الله يخليك و هو فين!_تنهد حسن ثم قال: اطمني يا فاتن لسة قافل مع القائد بتاعه و طمني عليه الحمد لله
_ألف حمد و شكر ليك يا رب. طب هو ماجاش ليه!
_لما يرجع بقا هو يقولك...ابنك مش عيل صغير و كفاية توتر بقا موترة نفسك و موترانا كلنا معاكي حرام عليكي...
ثم تركها و صعد لغرفته و هي جلست بارتياح، تقدم منها إياد قائلا بهدوء:
_الحمد لله يا أمي هو بخير، على فكرة ماكنش في داعي للي عملتيه مع رضوى دا_داعي و إلا مش داعي البنت دي برودها بيعصبني. و بعدين هو حد فارق معاها و لاّ حاجة؛ سمعت الكلام و طلعت ببرود تلج على فوق و لا هاممها، دي واحدة مابتحسش...
****
أما هي على رغم من هدوئها الظاهري فهي كانت تحترق داخليا و قلقة لأقصى درجة لكن هي هكذا لا تعرف و لا تعبر عما بداخلها جيدا.
أطلقت زفير عميق بعدما استمعت أنه بخير دون أن يراها أحد و من ثم صعدت بصمت إلى غرفتها لكي تتضرع إلى ربها...
****
عاد... عاد بتعابير وجه مرهقة و متعبة، و زراعه الأيمن ملفوف،فقد أصيب بطلقة ناريه.
ارتمت أمل و فاتن عليه و عانقوه بفرحة لعودته سالما. نظر للجميع و لم يجدها بينهم حتى عندما رآها و هو ذاهب لغرفته نظرت له بصمت و من ثم هبطت لأسفل و هنا اعتقد ان علاقتهم لن تستمر و لن تسامحه.كان مرهق جدا و متعب جسديا و عقليا و بالكاد قام بتغيير ملابسه و من ثم اتجه إلى السرير و قبل أن يذهب في ثباته سمع طرقات على الباب:
_قال بصوت عالي نسبيا: ادخل!
ترددت هي لبعض اللحظات و من ثم دلفت معها صينية بها بعض الطعام و عصير،قالت له بهدوء:
_كُلّ دول...