المشهد!... مشهد هزلي،على الأقل من وجهة نظر الكونت، والذي يشاور نفسه و يحدثها و هو يجلس بين زوجتيه. و يستحضره قول شعبي" يا يعيني على الحلو لما يتبهدل"، الكونت بكل هيمنته يسترضي زوجاته و يحاول الإصلاح بينهم. ذو الشخصية الواثقة،يجلس بتردد. ذو النفوذ،يتحسر على ما وصلت إليه الأمور...
قرر أن يصلح بينهن من أجل أن ينعم بالهدوء و أيضا محاولة العدل بينهن و بخاصة فريدة، والتي تقتله بنظراتها.
وعلى الجانب الآخر شرين و التي يعلم أنها تحبه بجنون حد اللعنة وهو يريد أن يطمأنها على الرغم من غضبه منها،ولكن يعلم كيف يتعامل معها...
صمت للحظات يفكرن في كلام عاصم ،و مضمونه هو ان ينسوا ما حدث و يبدآن صفحة جديدة، تحدثت فريدة ببرود و هي تهم بالوقوف:
_أنا مش ف دماغي اصلا... مش على آخر الزمن هاتخدي وقت من تفكيري.._شرين بغضب: شايف يا عاصم!...
_تحدثت فريدة قبل أن يتحدث: اسمعي! و لآخر مرة هاقولهالك، ماتحاوليش تحتكي بيا،صدقيني انتي مش عارفة انا ممكن اعمل ايه...
_وهنا تحدث عاصم: فريدة! ا...
_قاطعته هي بهدوء: انت عارف إني بسكت بمزاجي...و كفاية بقا المهزلة دي عشان بايخة اوي...و قبل أن ترحل نظرت له و قالت بعد تنهيدة: أنا آسفة ي كونت اني هاخالف كلامك، بس انا مش هاتعامل معاها،بس صدقني ،و انت عارف،ان لو عملت حاجة هي اللي هاتتأزي...
******
و بعيدا عن هزلية الكونت و زوجاته... هناك جنون الجوكر و صاحبة العيون الفيروزية...تقف أمامه كتلميذ يُعاقب، وتبكي و تنظر له بغضب، وفي مجمل هيئتها كانت طفلة...
أما صاحب العيون الخضراء فيجلس على مكتبه و يتحدث بغضب جامح و يوبخها بشدة. و هي تستمع بحزن:
_انتي غبية! غبية ومابتفهميش و فعلا غلطنا لما شغلناكي!...طب اغلطي الغلط دا في يوم تاني غير اللي هببتيه من شوية مع دي،يمكن كنت اعديها... لكن انتي فعلا غبية و عيلة و غير مسئولة و شغلك هنا كان غلطة،انتي اخرك تشتغلي في البوفيه و دي برده ماضمنش انك تشتغلي كويس فيه!..._ تحدثت اخيرا: على فكرة انت بتغلط جامد اوي...
_نعم ي اختي!
وهنا دخل فارس سريعا:
_ايه يا مروان بتزعق ليه و ليه مزعل فيروز؟!_لحقتي تكلميه و تشتكي!
_ فيروز و هي تكفكف دموعوها و قالت بغضب: على فكرة بقا أنا مش عيلة و لا تافهة اوي اني اروح اشتكي،دي تلاقيها السكرتيرة بتاعته لما شافتني بعيط بعد لما زعقتلي أول مرة و أنا قولتها انك اتعصبت بس شوية عليا... و على فكرة انا مش غلطانة في حاجة قدام المزة...
_فارس بتساؤل و هو يرفع أحد حاجبيه:مزة!
_مروان بغيظ: اتفضل... امال لو شوفت اللي هببته ... احنا شركتنا و كيانّا بقا ف الأرض بسببها و قدام مين زيزي فؤاد..
