" أنا مش أنانية، أنا عايزاك ليّا لوحدي" من مقطع اغنية معروفة تتمثل حرفيا في شرين. حيث تريده لها و فقط، و لكن ستتنازل قليلا حتى تتصالح معه فهو لا يتعامل معها و لا حتى ينظر لها إذا كانت أمامه و هي تعاني من عقابه و بعده عنها. يعلم كيف يعاقبها، و هو التجاهل الحاد و التام...
كان بغرفة المكتب الخاصة به، فدلفت دون أستاذان. نظر لها بحدة و غضب و قال:
_اطلعي برة فورا و ماشوفكيش قدامي و آخر مرة تدخلي بالطريقة دي!تجمعت الدموع في عينيها سريعا و قالت بحزن:
_حرام عليك ي عاصم... أنا تعبانة اوي من غيرك...أنا مش عارفة انام أو اعمل اي حاجة و انت بعيد عني كدا...ارجوك كفاية بقا و أنهي العقاب الشديد اوي عليا دا... و ماما..._قاطعها بحدة: أنا مش هارجع عن قراري بخصوص أمك، و مش هاتيجي هنا تاني و مش عايز أتعامل معاها نهائي. انتي عارفة أنها مش اول مرة تتصرف و تعمل حاجات غلط كتير و أنا كنت بعدي بمزاجي. وانتي بتمشي وراها. و كمان من زمان و أنا بشك في حاجات كتير بتحصل بينك و بين فريدة و حاجات تانية و برده بعدي بمزاجي.لكن كفاية بقا!
_تحدثت و مازالت تبكي بحزن و ألم: أنا آسفة حقك عليا، بس انا بغير عليك اوي ي عاصم و بحبك أوي و مش بقدر اتحمل وجود فريدة و معاملتك معاها اللي بحس انها غير معاملتك معايا
_زي م انتي مراتي هي كمان مراتي و كل واحدة فيكو شخصية مختلفة و برده طريقة تعامل مختلفة أنا مابفرقش مابينكو في التعامل. و بعدين هيا مابتعملش زيك و تحاول تفرق بيني و بينك... اسمعي! أنتي اتجوزتيني و وافقتي انك تكوني زوجة تانية يبقى ماتجيش تندمي و تحسسيني اني خدعتك و لا بظلمك دلوقتي!
اقتربت منه سريعا و ارتمت بين احضانه و اجهشت بالبكاء على غضبه و عصبيته و بعده عنها و ثم قالت بين بكائها و هي تشدد من احتضانها له :
_ أنا بحبك اوي ي عاصم ... كفاية بقا أنا مش قادرة استحمل كل دا،كفاية... أنا غلط و آسفة و بعتزرلك على كل حاجة،سامحني...ماتبعدش عني تاني ي عاصم... مش قادرة استحمل كفاية بعدك عنى و زعلك مني،سامحني على غلطي...
ظل هو كالجبل حتى لم يحاوطها بزراعيه و استمع لها إلى أن إنتهت ثم ابعدها قليلا عنه مما جعلها تعتقد أنه مازال غاضب، ولكنه قال بهدوء:
_ماشي هاسامحك..._قالت سريعا بلهفة : يعني مش هاتخصمني و لا تبعد عني تاني !
ابتسم بحب هو على لهفتها وقال و هو يضمها:
_ خلاص ، فترة العقوبة انتهت، ثم أكمل بتحزير: بس ماتتكررش تاني سامعة!...بسمة و لهفة و عناق و انتهى الجدال و العتاب و الغضب. و فريدة تتابع بدون أن ينتبهوا _فشرين تركت الباب مفتوح- كل هذا بصمت و لكن دموعها تسري بصمت على وجنتيها غيرة و حزن و غضب. عمرها ما تمنّت الشر لأحد، لكن هنا جزء بداخلها تمنّى ألا يسامحها و الا تعود علاقتهم كما كانت أو حتى يغضب أكثر فيطلقها...
*******
من الأجندة الارجوانية:
" استمعت لزبونة شابة و أنا بمحل عملي و كانت تتحدث أنها تشتاق لوالداها المسافرين،تشتاق لعناقهم، لضحكتهم، لامانهم، و تدليلهم لها.فاغمضت عيني بقوة و حزن على حالي، فأنا اشتاق لوالديّ على الرغم من أنهم يعيشون معي بذات البيت..."
*******
و في المصعد...