مادام ابن آدم على قيد الحياة سيواجه معارك و حروب كثيرة و مختلفة طوال حياته. لكن أصعب حرب أو معركة هي التي تكن مع الذات...
*******عاد من الخارج و توجه لغرفتها فهي كالعادة بمفردها بعيدا عن الجميع بالأسفل و منعزلة. فتحت الباب :
_قال : أنا رايح مأمورية كدا طارئة و يا عالم هارجع و لا لأ..._ قالت ببرود:طب و أنا مالي!
_قال و قد شعر بضيق من برودها : يعني بما أن احنا بقينا مسئولين من بعض؛ انتي عايزة حاجة او محتاجة أي حاجة ؟
_لأ
نظر لها للحظة بصمت و هو يتخيل ان يدق رأسها الصلد هذا.و لكن تركها و ذهب يشعر بضيق من برودها،هو ذاته لم ينتبه لسبب ضيقه...
اللعنة قد بدأت منذ وقت يا عُقاب...
******
على الرغم من كونه الكونت الكلاسيكي لكن كل هذا يتغير و يصبح بربري في غمضة عين و هي أخرجت البربري بداخله ، فعدم رجوعها البيت و بقائها بمكان آخر و دون إخباره مشكلة كبيرة، و بالقرب من هذا الحسام لمواساته و الاهتمام به مصيبة...
خطوة فالثانية و دخل منزل عمه كالإعصار، استقبله عمه:
_عاصم!تعالى يا بني_بنتك فين يا عمي؟!
تنفس عمه بعمق فهو يفهم سرّ عصبيته و قال بهدوء:
_مراتك فوق و حسام مشي من بدري و اصلا..._قاطعه :لا أصل ولا فصل يا عمي! هي في اوضتها؟!
_أجاب عمه بحكمة: لا حول ولا قوة إلا بالله...آه في اوضتها، و براحة شوية ها!...
_زفر بحدة ثم قال:معلش انا اسف يا عمي بس...
_قاطعه:هاعديهالك المرة دي يا عاصم، بس براحة على فريدة...
ترك عمه و صعد لغرفتها و تفاجأ بها تجلس على السرير و على أرجلها ابنة حسام تهدهدها بحنان و دموعوها تنزل على وجنتيها بصمت، تقدم منها و قال بحدة جعلتها تنتفض و تجعل الطفلة تبكي:
_ الهانم خلاص مابقاش يهمها و لا إيه؟!انتفضت وقالت وسط دموعوها و هي تهدهد الطفلة التي بدأت تبكي :
_حرام عليك يا عاصم!...كانت كطفلة تحمل طفلة، حاول كبت غضبه منها بعدما رآها بهذه الهيئة الضعيفة التي لا تظهرها أمام أحد سواه و قال :
_ ينفع اللي انتي بتعمليه دا و انتي عارفة اني هاتضايق! بتعندي!_قالت بحزن و هي تهدئ الطفلة : مابقاش ليها ماما يا عاصم خلاص... ثم نظرت له بدموع : ماقدرتش اسيبها يا عاصم؛ ماقدرتش اسيبها و هي مش بتروح لحد غير أبوها و يادوب معايا بس بتسكت...تعرف مافيش حد من أهل مامتها يراعاها و خالتي مش رضيت تاخدها...صعبانة عليا اوى يا عاصم...و صعبان عليا حسام حالته وحشة اوي...
_جينا بقا لسي زفت!...
_حسام ابن خالتي و واجب انى اقف جنبه في محنته. وبعدين حرام عليك دا في محنة متعملش و لا تقول كدا
