إياد مصطفى المنصوري... وحيد والديه، والذين رحلوا للرفيق الأعلى إثر حادثة... هيئته؟... الإجابة باختصار؛ ساحر.و تفصيلا؛ شاب ذو بنية قوية صاحب بشرة حنطية، و عيون زيتونية و شعر بني داكن ، و ملامح وجه رجولية بحتة...أما بالنسبة لباقي المعلومات الشخصية عنه، فهو بالأساس متخرج من كلية الآداب قسم اللغة الانجليزية و من المفترض أنه أستاذ و يُحاضر بها. و لكنه يعشق السفر فلم يكمل بهذه المهنة و سافر العالم تقريبا و أخيرا عاد ... عاد لوالديه المشتاقين له، عاد لصديقه و أخيه و ابن عمه... عاد الرحالة المجنون... عاد العمود السادس في شلة الأوباش و براوي عائلة المنصوري...
بعد استقبال حافل و فرحة برجوع الغائب و تعارفه على الأفراد الجديدة بالعائلة، جلس الجميع و قصّت أمل ما حدث بالنادي في ظل دهشة الوالدين و إعجاب الرحالة و نظرات العُقاب الصامت:
_فاتن بضحك و هي ترى الصورة: يخرب عقلك يا رضوى،دانتي بهدلتيها خالص... بس تستاهل عفارم عليكي البت دي شايفة نفسها ..._امل بتردد: بس المشكلة دلوقتي أنها ممكن تصتقصد رضوى و ممكن تخلي باباها يعملها حاجة...
_تحدث حسن هذه المرة بابتسامة: لا مافيش حاجة من دي هاتحصل بإذن الله، البت و ادي رضوى علمتها الادب و ان كان على بابوها فاحنا بردو مش قليلين و أنا هاحل معاه الموضوع دا ماتقلقوش ،بس احذفي الصورة بقا كفاية كدا انتو عملتوا اللي انتو عايزينه خلاص ...
_نهض إياد وهو يتثآب: أقوم أنا بقا انام عشان مفرهد... تصبحوا على خير...
********
من الأجندة الارجوانية:
" كم هو مؤلم شعور الوحدة، شعور عدم الإنتماء لأحد أو لشئ، شعور اني بلا سكن بلا وطن و وحيدة،حتى في ظل وجود اهلي و حولي الناس..."
********
اليوم التالي ...
يجلس فارس بمكتبه ينظر بملف ما و إذا بفيروز تطلب الدخول و بالطبع هو سمح لها و ينظر لها لحظة دلوفها بترقب ينتظر أن تقول ما يريده:
_تحدثت هي أولا: أنا هاثق فيك يا باشمهندس،ارجوك ماتخيبش ظني و ظنها ..._فارس بصدق : قولتلك ماتخافيش مني و أنا هاحافظ عليها مني قبل أي حد تاني...
_ طب لو هي ماحستش نحيتك بأي حاجة او ما...
_قاطعها هو بهدوء: ساعتها هابعد عنها و مش هاجرحها و لا هأذيها بأي حاجة و بردو هاحميها من أي حاجة ممكن تأذيها و مش هافكر في الموضوع دا تاني...
_تنهدت هي ثم قالت: ماشي، على العموم انا كلمتها و اقنعتها باللي اتفقنا عليه و هي هاتيجي بعد كام ساعة كدا وهاتقابلك و تتفقوا و اللي فيه الخير يقدمه ربنا...
_فارس بابتسامة: تمام اوي... أنا متشكر يا فيروز... حقيقي انتي اخت و صاحبة جدعة
_اخت و صاحبة!
_ابتسم وقال: آه ماهو انتي من اللحظة اللي وافقتي فيها تساعديني و تثقي فيا أنا اعتبرتك اختي و صاحبتي... تقبلي؟
