ثواني معدودة و خطفت انتباهه منذ الوهلة الأولى برؤيتها. عندما كانت تجلس بمفردها على شاطىء البحر بعيدا نسبيا عن التجمعات و الضوضاء و ترسم بإسكتش صغير ، و شعرها البني الداكن يتطاير بفعل الهواء، وملامحها ملائكية هادئة. منذ النظرة الأولى و هو يتملكه شعور غريب نحوها، منذ أول لقاء ولديه فضول حولها و وقع صاحب الشخصية والطبع الحادين في حب ملائكية الملامح ...
اليوم دلفت بدون استأذان بخوف و زعر على أختها وغضب منها أيضا،و خلفها السكرتيرة غاضبة منها و خائفة منه و تحاول إيقافها. أما هو فوقف ينظر لها بدهشة و مشاعر كثيرة اجتاحته مرة أخرى عند رؤيتها ولم يرمش له جفن للحظات إلا أنه استعاد نفسه سريعا وأشار لنورا بالذهاب.
خرجت نورا وبقيت هي على حالها تنادي على فيروز و تبحث عنها بالمكتب بهيستريا دون النظر له وهو يراقبها إلا أن وجهت كلامها إليه بدون النظر لعينه:
_فيروز... فيروز فين؟! قالتلي نص ساعة بالكتير هاتقبلك فيهم و ترجع، راحت فين؟
_ أجاب بابتسامة لا تليق إلا به: متقلقيش... تعالي معايا نروحلها
ذهبت معه بترقب و غضب إلى مكتب مروان، دلف فارس و هي خلفه و سرعان ما قالت بغضب:
_ إزاي تأخري كدا؟!
_فيروز محاولة تهدأتها: اهدي ياسمين والله انشغلت مع المهندس مروان لحد ما نسيت
_ ياسمين بغضب: دي مقابلة مبدأية و فارس قالك هاتشتغلي يعني كنتي تمضي العقد على الوظيفة اللي هاتشتغليها و ترجعي على طول. كل دا ياخد من خمستاشر لعشرين دقيقة بالكتير، ليه ساعة ؟ واستنى و معاد صاحب الجاليري يروح!
كل هذا و يتابع كلا من فارس بهدوء و إعجاب و مروان باستغراب، تحدثت فيروز هذه المرة:
_يا ياسمين حسبتها غلط، انا بحسب زي ماقولتلك لكن طلع المهندس فارس هايشغلني سكرتيرة عند المهندس مروان و المهندس مروان كان بيتكلم معايا عن الشغل و بيشوفني هاتعامل مع الكومبيوتر ازاي و بيقولي شوية حاجات خاصة بالشغل و الوقت سرقني...
_ ياسمين بغضب: ماينفعش، يقول من قبل ما تيجي عشان تعملي حسابك مش تبقى مفاجأة كدا و يروح معاد الجاليري!...
_تدخل فارس بابتسامة و هدوء مما أدهش مروان: معلش دا غلطي انا مقولتش على الوظيفة و التفاصيل قبل ما تيجي
_ ياسمين بحدة: من المفترض رجال الأعمال بيفهموا أهمية التوقيت و تنظيمه!...
_ فيروز تحاول تهداتها: خلاص ي ياسمين هانروح المعاد كفاية بقا عيب كدا قدامهم ما ينفعش
_ ياسمين: هانروح ازاي يعني؟!انتي أخرتي تلاتين دقيقة زيادة و دلوقتي هانستعجل و احنا مش هاناخد تاكسي عشان المصاريف الزيادة و هانروح للمترو والمترو زحمة و هانتأخر! ...
_رد فارس و مازال مبتسما مما أثار استغراب و صدمة مروان اكثر: انا ممكن اوصلكوا للمكان اللي انتو عايزنه كتعويض عن الغلط الفظيع اللي انا غلطه دا...
