6

5.2K 173 1
                                    

اندهش الجميع مما تفوهت به هذه الغريبة وبالأخص ذو العيون الزرقاء الحادة، ساد الصمت لحظات وعيونهم متسعة بقوة من هول ما سمعوا. قطعته فاتن اولا عندما قامت و على وجهها ابتسامة فرح ترددت قليلا في إظهارها و لكن بالاخير سعدت و كانت الابتسامة نابعة من داخلها ، وأخيرا سترى احفادها، و احتضنتها سريعا وقالت بسعادة :
_ بجد يا بنتي! مبروك... أخيرا هاشوف عيالك يا ليل

_ قامت أمل هي الأخرى مهللة بفرحة بعد أن تداركت الموقف : ألف مبروووك أخيرا هابقى عمتوا!

_رباب بسعادة هي الأخرى: و انا هابقى خالتوا !

ليل كان صامتا صمت مريب و لاحظه حسن بقلق و علم ما يفكر به فهو شرد فيهما يفكر به هو الأخرى، لكن تماسك و قال بابتسامة و هو يقترب منها:
_ بجد ي بنتي؟، عرفتي امتى و ليه ماقولتيش انك حامل؟

_رضوى بهدوء: انا كنت تعبت كدا من يومين جامد و روحت لدكتورة، عملتلي إختبار و عرفت و ماجتش فرصة اني اقول لحضرتك، خصوصا اننا اتلخمنا في اللي حصل إمبارح

_ فاتن بفرحة أم: ماشي ي حبيبتي مش مشكلة ،استني اطلع اغير و اجي معاكي مش هاتروحي لوحدك

_حسن بجدية: لأ...ليل هو اللي هايروح معاها... يلا ي بني قوم روح معاها ماتسبش مراتك لوحدها

_رضوى : مالوش لزوم حد يجي معايا انا متعودة اروح مشاويري لوحدي

_ليل ببرود وهو يخرج: يلا انا مستنيكي ف العربية...
                 *******
في أوقات نكون تائهين و غارقين و نفعل شئ بالصدفة و لا يعود كل الشئ كما السابق أو بمعنى اخر و اصّح... "القدر" يلعب لعبته و تسير الأمور وفقا له...و هي قدرها اوقعها في طريقه...

يجلس البرنس بكل رقي بأحد المطاعم بمفرده يتناول طعامه بهدوء. دلفت هي لاهثة ... ترتدي بنطال من الجينز و كنزة سوداء و قبعة أو كما يقال عنها باللغة الدارجة كاب و نظارة شمس سوداء كبيرة تغطي جزء كبير من وجهها... تلفتت لحظات على من بالمطعم و بالاخير ارتكزت بنظرها عليه و ثم اتجهت له سريعا:
_ لو سمحت!والله مش في نيتي حاجة مش كويسة و am so sorry لازعاج حضرتك بس انا مضطرة و حضرتك الوحيد هنا اللي قاعد لوحدك ف من فضلك five minutes بس هاقعدهم معاك in silence وهامشي على طول و حضرتك كمل اكلك عادي جدا ... ارجووك

_ نظر لها لحظات بتفكير ، أهي طريقة جديدة للتعرف عليه ام ماذا؟، ثم قال : اقعدي بس مش عايز دوشة

جلست ممتنة له و هي تلعب بالهاتف بصمت وتلتفت حواليها من حين لآخر و لم تتحدث مثلما اتفقوا ولا حتى نظرت له ، و لم تتخلى عن نظارتها، و بالفعل بعد الخمس دقائق همت بالذهاب بأدب و هدوء وشكرته على ذوقه معها تحت نظراته المتسائلة:
_ و بعد ذهابها قال بحيرة: غريبة...

أما هي فخرجت بترقب من المطعم و سارت قليلا ثم جلست على الرصيف، وأخذت تربت على وجنتها بنفسها بهدوء و ابتسامة: هاتتعدّل... ان شاء الله خير...
                      ******
وصلوا اثنينتهم أمام المنزل عائدين من عند الدكتورة بصمت كما ذهبوا بصمت، ثم قطع الصمت قبل أن يترجل من السيارة قائلا وهو ينظر لها:
_ انتي متأكدة أن اللي ف بطنك دا مني؟

معجزتي(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن