ألف باء حب تعني تفكير كثير بمن تحب، تراه في كل شئ، مكالمات هاتفية لوقت طويل، محادثات و مغازلات، رسائل حب و رسالة صباحية أو كما يقال عنها" المورنينج ماسدج".
لكن يحضرني هنا مقولة مشهورة و هي "النمرة غلط يا عماد" حيث تنطبق بالفعل على باشا الأوباش حاليا. فبرغم ما به ظلّ يفكر بها و يبتسم فرحا باعترافها و لمسة يدها و موافقتها على الزواج منه. و حاول كثيرا أن يهاتفها، لكن الباشا يأذن في مالطة.بعث لها برسالة و لكن مازال يأذن في مالطة...أما على الجانب الآخر فهي نائمة فهي لديها نظام لا تغيره. تنام بوقت معين و قبل أن تنام لابد من قرأت بعض الصفحات من كتاب ما، و تستيقظ في وقتها المعتاد و تؤدي أيضا بعض الأعمال الروتينية و تمنع نفسها عن الوصول للهاتف إلا في وقت معين ايضا...
كل هذا و الباشا "يضرب اخماس في اسداس"...و في ظل تفكيره و حيرته أتاه صوت إياد الساخر:
_ ايه يا باشا منفضالك!...بزمتك في واحد في حالتك دي عايز يحب و يتنحنح!_أخرس و اطلع من دماغى!
_آخرتها! صحيح ناكر جميل...ياض دا انت تعرفني من قبلها و اصحاب عمر حتى أنا متلقح جنبك من إمبارح و في الآخر أخرس و متشحتف ع السنيورة!...
_اه أنا ندل، أمشي غور !
_تابع بسماجة: لا لا فاروسة حبيبي مش ندولة ابدا، دا صاحب صاحبه و جدع بس هو متضايق و أنا هاستحمل عشان أجدع منك. عشان تعرف انى انا اللي ابقالك...
_عيّل سمج...
******
بمنزل عاصم، تحديدا بغرفة شرين...بخصلة من شعرها تمررها على وجهه لكي توقظه:
_حبيبي!_اممممممم
_حبيبي! فتح عيونه فتابعت بابتسامة: صباح الخير يا روحي
_ شكلها كدا الغزالة رايقة و هرمونات الحمل نايمة شوية كدا
_قصدك...
_قاطعها سريعا قبل أن يتطور الأمر: ماقصديش حاجة، بالعكس انا مبسوط طول ما انتي مبسوطة يا روحي
_خلاص هاعديها، قوم يلا بقا انت نمت كتير أوي...
و فجأة صدع صوت دقات على باب الغرفة، فتح هو الباب فأكيد الأمر هام:
_ قال بابتسامة:صباح الخير يا فريدة_حسام مراته ماتت و جاية اقولك انى رايحة الدفنة و العزا و هافضل طول اليوم هناك
_نعم ياختي!
_عاصم! اكيد اللي بتفكر فيه دا مش وقته، دا ظرف و لازم أكون موجودة و أنا جاية باستاذنك اهو، و بعدين الموضوع دا منتهى من زمان...دا واجب يا عاصم و ما ينفعش، أرجوك ماتعملش كدا...
_زفر ثم قال: ماشي، استنى أنا هاجي معاكى...
مازال يغير...بعد كل هذه السنوات و زواج حسام حتى أنه أنجب و تم إغلاق الموضوع، مازال يغير و لا ينسى أن حسام كان يحبها...يا لها من ذكرى حيث كان يوم ملئ بالأحداث، تتفق مع ابن عمها على الزواج و فجأة يأتي ابن خالتها و يصارحها بمشاعره أمام عاصم؛ نشبت معركة حادة بينهم حيث الكونت ذو الطباع الكلاسيكية و المخملية تحوّل لرجل شوارع في أقل من الثانية و إنهال بالضربات على حسام...
و هنا تذكرت جملته التي قالها بحدة و عصبية أمام الجميع:" انتي ليا بس و لو حد يفكر بس فيكي أنا هانسفه، انتي على اسمي أنا من يوم ولادتك، فاهمة!"...
******
لو تدركين عزيزتي مقدار الحب بقلبي لكي...لو تعلمين ان فؤادي لم يعرف المشاعر سوا بكي...